في مجلس النواب، المصطفى الرميد يذرف الدمع دفاعا عن مشروعه لإصلاح العدالة، وتعبيرا عن الإحساس بالحكرة. وفي مجلس المستشارين يتجادل مسير الجلسة مع مستشار، وينتهي الجدل بـ”ضريب الغرزة”. وفي باب الأحد يحلم حميد شباط بعلال الفاسي (رغم أن الرواية التي قدمها حميد برادة لم تنقل الحقيقة والعهدة على عادل بنحمزة). وفي مقر البيجيدي يستمر الحديث عن العفاريت والتماسيح. وفي مكان آخر يتحدث رشيد الطالبي علمي عن “لاكوسط”، مساهمة في تحديث المفاهيم السياسية التمساحية…
أمام هذه “المشاهد”، وغيرها كثير، لم يعد يجدي التحليل السياسي، العلمي، في قراءة مشهد مثخن بمظاهر السوريالية والخرافية السياسية. الأمر يحتاج إلى تدخل (عاجل) من علماء النفس والاجتماع، لأن السياسة في هذا البلد، خصوصا في العام الأخير، استحالت فضاء خرافيا للغاية.
وقد صدق وزير الصحة، الحسين الوردي، حين مازح أعضاء الغرفة الثانية، بالقول إن نصف العدد الموجود في القاعة، في جلسة سابقة، يعانون اضطرابات نفسية. ولأن اللي فيه الفز كيقفز، احتج البعض، ورأى في كلام الوزير، رغم أنه ذو أساس علمي، انتقاصا منهم. وبدل أن يصر الوزير على كلامه، ويقترح حصصا للعلاج النفسي لأهل السياسة في المغرب، اعتذر بلباقة عما قال.
عام كامل مر على انتخابات 25 نونبر، وإن كان من شيء تحقق، في هذا العام، فهو شعار: “الراس اللي ما يدور كدية”.