على غرار بعض القنوات الفضائية والإذاعية ، و كذا الصحف والمجلات التي شاءت التخصص في موضوعات معينة، فان أحد المواقع الالكترونية اختلق لنفسه بوابة موضوعاتية جعلت من عدائها للنظام الملكي بالمغرب تيمتها المفضلة، بشكل يكاد يكون مرضيا (بفتح الميم والراء) ويوشك أن يتحول الى ما قد نصطلح عليه ب"الملكية فوبيا".
و يتلذذ هذا الموقع الذي يتوجه "لكم" بما يحلو "لهم" في تخريجاته اليومية، المنقحة والمزايدة على مدار الساعة، في اثارة كل ما يمت بصلة الى الملكية بالمغرب، مهما "علا" شأن تلك المواضيع أو نزل "نزولا" و بئس الإنزال.
ويحلو لصاحب الموقع- الذي تجرع مرارة أزمة "الشرق الأوسط " ذات زمان ، وتساقط نجمه من السماء ذات "مساء" ، قبل أن تتلقفه كثبان الرمال المتحركة و تجود عليه بحبات و "ندف" ذهبية، يحلو له أن يحشر الملكية وحقده البئيس أزائها، في غالبية الأخبار والأركان المزركشة التي يدبج بها بوابته، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو حتى الرياضة. كما أنه لا يدخر جهدا في البحث بين ثنايا مختلف المصادر الاعلامية عن أخبار ومقالات تضليلية تناصب العداء للملكية بالمغرب، ليطعم بها موقعه المريض، مثل نشره "لتحليل" إخباري لإحدى الوكالات يدعي أن " الملك يحتفظ بسيطرة قوية رغم الاصلاحات" أو إعادة نشر ترهات احدى الصحف البريطانية التي زعمت -بشكل مثير للسخرية- أن الجولة الملكية الأخيرة الى دول الخليج " كانت بغرض جلب المال وتقوية قبضة الملك وكأنما المغرب تحول الى قرية خاوية عروشها وفارغة صناديقها.
غير أن الشيء المؤكد هو أن صندوق صاحبنا لا ينضب سواء ماديا بما تتكرم عليه الكثبان الرملية أو فكريا بما يوحي اليه شياطينه "الأعزاء"
ولقد تفتحت شهية الموقع ،الذي يعاني كما أسلفنا من داء "الملكية فوبيا" حين مناقشة البرلمان المغربي لمشروع ميزانية 2013،ولم يثر انتباه هذا الموقع "المنزل" سوى الشق المتعلق بميزانية البلاط الملكي الذي أفردت له "كلاما " لا أول له ولا آخر ، يكاد يكون معلقة ثامنة تنضاف الى المعلقات السبع خالدة الذكر ، و كأن باقي القطاعات من صحة وتعليم وشؤون اجتماعية واقتصادية لا تهم المواطن المغربي في شىء ، مما يدعم الطرح الذي أسلفنا من كون هذه البوابة المشبوهة، على غرار مثيلتها التي تنشر غسيلها الوسخ في "الغد" ، انما اتخذت لها موطأ قدم ، و تم زرعها مثل عضو غريب ، في جسم المواقع الالكترونية الموضوعية، كي تنفث سمومها و تبث مزاعمها و ادعاءاتها بشأن كل ما يمت بصلة الى المغرب ومساره الديمقراطي.
رشيد الانباري