لا يطلق وزير الداخلية، امحند العنصر، الكلام على عواهنه، ولا يحتاج إلى شرب لبن السباع من أجل أن يعلن في حوار مع جريدة "الحياة" اللندنية، أن في المغرب مجموعات لا يرضيها أي شيء، لأن لها منظورا آخر هو تغيير النظام كلية.
هذه المجموعات ليس نائمة أو مستيقظة إنما بين السبات والغفوة، وحين تفتح عينيها عشية كل أحد من أيام الله، تفتعل وقفة احتجاجية أو مسيرة لا يتعدى أفرادها بضع رهط، أو تلجأ إلى ديباجة مقال و افتعال اعتداء وهمي أو منع ... وما إلى ذلك من أساليب النصب والاحتيال..
طبعا هذه المجموعات لا يهمها الإصلاح مادام الدستور الجديد قد حمل كل الإصلاحات الممكنة، التي كانت النخبة السياسية، وشعارات حركة 20 فبراير تنادي بها، بل تجاوزت سقف تلك المطالب، ومع ذلك، لا يزال أولئك الذين اختفوا تحت مظلة الإصلاح من أجل مآرب أخرى يسعون إلى بث بذور الفتنة، خاصة بعد صعود الإسلاميين ـ الذين كانوا يراهنون عليهم في تحقيق الثورة ـ إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
هناك من هذه المجموعات من يدعو إلى "الجمهورية" وهناك من يحلم بـ "الثورة"، وهناك من خانته "القومة"، ولم يكن وزير الداخلية بحاجة إلى تحديدها لأن الجميع يعرفها، ويعرف جيدا أنها بالفعل تستهدف نظام ملكية دستورية، ديمقراطية برلمانية، واجتماعية.
لكن من حسن حظ المغرب أن هذه المجموعات خانها الربيع العربي الذي راهنت عليه في "إسقاط النظام"، بعد أن حوّل خطاب 9 مارس 2011 إلى نسائم لا تزال تهب بنعومة على البلد، أما الذين في قلبهم مرض فلا تزيدهم إلا لهيبا، فيحترقون بغيظهم أكثر من أي وقت مضى.
رشيد الأنباري.