لم تجد الجزائر ما تواجه به الدور المتنامي للمغرب في إيجاد مخرج لأزمة شمال مالي، التي تكدس بها فلول الارهابين من "عشاق" القاعدة، و"مرتزقة" البوليساريو، وأعلنوا إقامة جمهورية "إرهابية" لا تختلف في كثير من ملامحها على الجمهورية العربية المزعومة، إلا في كون الأولى استولت على جزء من مالي فيما الثانية منحتها الجزائر جزءا من ترابها لتقيم عليه دولة وهمية...
ولم تجد الجزائر بعدما حذر كرستوفر روس الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، من أن الوضع الراهن للنزاع "يهدد بصعود التطرف والإرهاب والجريمة في منطقة الساحل"، وبعدما جددت فرنسا وإيطاليا مساندتهما لمقترح المغرب القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار مشروع الجهوية الموسعة، و عبرت إسبانيا، التي تتجرع مرارة اعتزام الكاطلان إجراء استشارة من أجل تقرير المصير، على أملها في الوصول إلى حل عادل ونهائي للنزاع..
ولم تجد الجزائر بعدما احتضن مقر هيئة أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، في الأسبوع الثاني من نونبر اجتماع رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بمجموعة (5+5 دفاع) التي تأسست سنة 2004، وتضم دول إسبانيا. فرنسا. إيطاليا. مالطا والبرتغال. وخمس دول من الجانب المغاربي وهي الجزائر. ليبيا. المغرب. موريتانيا وتونس، برئاسة مغربية...
لم تجد الجزائر أمام تنامي الدور المغربي، الذي عكسته تصريحات الوزير الأول المالي، الشيخ موديبو ديارا، يوم الجمعة بطنجة، الذي أعلن أن المغرب، بصفته عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي يضطلع بدور هام في مساعدة مالي على استعادة وحدتها الترابية، وأن بلاده "تعلق آمالا كبرى على إسهام المغرب في حل هذا المشكل على المستوى الدبلوماسي والسياسي.
وأوضح الشيخ موديبو ديارا أنه بالنسبة للحكومة المالية "لا مجال للحديث عن التفاوض مع إرهابيين لا يمثلون بأي شكل من الأشكال الشعب المالي. والقادمين، في أغلبهم، من دول مجاورة وأجنبية.
أمام كل هذا لم تجد الجزائر سوى أن تدفع بصنيعتها المسمى محمد عبدالعزيز، لاتهام المغرب، في حوار أجرته معه جريدة "النهار الجديد" بتمويل التنظيمات الإرهابية بشمال مالي ومنطقة الساحل.
ولو كان هذا الكلام حقيقة لما سارعت الدول الأعضاء بمجموعة (5+5 دفاع) للاجتماع بالمغرب، و لا الوزير الأول المالي للمراهنة على الدور المغربي، لأن هذه الأطراف تعرف حقيقة من يدعم الإرهاب، ومن يمول الإرهاب، ومن يزود الإرهابيين بما يحتاجونه من أسلحة ومرتزقة، وتعرف جيدا من يهدد استقرار المنطقة: دولة ذات سيادة وعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وعضو غير دائم في مجلس الأمن أم منظمة إرهابية تتغذى أرصدة " عصابتها" من أموال المساعدات الإنسانية للمحتجزين في مخيمات تيندوف المحاصرة بالأسلاك الشائكة، من دون أن يكون لهم الحق في تقرير المصير بل انتهز الكثير منهم فرص تبادل الزيارات بين العائلات من أجل أن يختار الاستقرار في المغرب نهائيا.
طبعا، المسمى محمد عبدالعزيز يعلن في هذا الحوار أن هيئة الأمم المتّحدة لم يعد لها من معنى، لأنها لا تخضع للنزوات المرضية لمنظمة إرهابية، تقتات من فتات موائد المنظمات الإنسانية، ومن أموال التهريب، وفديات الاختطاف، وتدفع بمرتزقتها إلى القتال في شمال مالي مخافة أن يصوبوا فوهات الرشاشات إلى صدور قيادة تجثم على صدورهم بأحذيتها بلا رحمة، ولا يهمهما إلا تنفيذ أجندة قصر المرادية.
رشيد الانباري.