جالست "أكورا" الشيخ عبد الباري الزمزمي، المتخصص في فقه النوازل، على هامش خرجة عبد السلام ياسين، المرشد العام لجماعة العدل والإحسان، وحديثه أساسا عن المُلك العاض وتوريث هذا المُلك.
وخلال هذه الجلسة تحدث الزمزمي عن معنى الحديث النبوي الذي تحدث عن مسألة المُلك العاض، وعن صحة وشرعية توريث الحكم.
أطل علينا عبد السلام ياسين من قصره بالسويسي يتحدث عن الملك العاض، ما مدى صحة هذا الحديث؟
أولا هذا الوصف الذي جاء في الحديث ينطبق على بعض الحكام في التاريخ الإسلامي، وفي الواقع الحالي، إلا أن المحدثين يختلفون في تصحيحه وتضعيفه.
ولكن المهم عندنا ما هو قصد عبد السلام ياسين وما مراده من هذا الكلام؟، وأعتقد أن تفسير هذا الحديث ليس بالسهل، وتطبيقه على صنف من الملوك، أو القول بأن هذا الملك عاض، وهذا جبري أمر عسير، وليس بالهين، والحقيقة أنه لا فائدة من التعلق بهذا الحديث.
أما عبد السلام ياسين، فيتعلق بهذا الحديث لحاجة في نفس يعقوب كما يقال، وإلا فكلامه في هذا الموضوع غير مفهوم، كقوله "نزحف على الملك العاض"، وهذه كلمة مائعة غير مفهومة، وما المراد بهذا الزحف ومن هو الملك العاض؟ ويبقى هذا الكلام في نظري كلاما يُقال للاستهلاك فقط.
ثم إن جماعة العدولايين هذه لا تسأل عن ما تفعل ولا عن ما تقول، وهؤلاء أناس يتحركون وفق أهوائهم، ووفقا لأغراضهم، غير ملتزمين بالحكم الشرعي وبما يقتضيه الموقف الإسلامي، ولقد لاحظنا كيف تحالفوا في حركة 20 فبراير، مع خصومهم بالأمس من "القاعديين" بعدما دارت بينهم معركة حامية في الجامعات في التسعينات، سقط إثرها جرحى وربما قتلى، وكما نعلم فإن هؤلاء القاعديين يرفضون الإسلام جملة وتفصيلا، واضطر العدولايون للتحالف معهم لأجل أغراضهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم خصوما للنظام، ولذلك فإن دعوتهم تبقى لاغية.
هل يمكن أن نقول انطلاقا من هذا الحديث أن مسألة التوريث والملك العاض تنطبق على الملكية بالمغرب؟
هذا هو مقصودي من الكلام السابق، هو كيف يطبق عبد السلام ياسين هذه المفاهيم على الملكية بالمغرب؟ !!، إن التوريث في الحكم الشرعي ليس منبوذا على الإطلاق، لأننا نعلم أن أبا بكر الصديق ورث عمر بن الخطاب الحكم، وعثمان رضي الله عنه تركه في ستة من أهل الشورى يختارون أحدهم، يعني أن الخلافة يمكن أن يتصرف فيها الخليفة، وليس بالضرورة أن تعود إلى الشعب، إذا ارتأى الحاكم أن يورث نائبه، ورأى أنه صالح وراشد، فيسلمه الحكم ولا حرج في ذلك.
كيف تقيم مشروع جماعة العدل والإحسان بالنظر إلى ما قاله الشيخ ياسين في شريطه الأخير؟
جماعة العدل والإحسان ليس لها مشروع يمكن أن يعول عليه ويعتمد عليه، أو يمكن تحليله أو مناقشته، هؤلاء أناس يرفضون النظام الملكي، ويعيشون على هامش المجتمع، لأن من يريد الإصلاح يجب أن يساهم في العمل على الأقل بما يستطيع، أما هؤلاء فليس لهم مساهمة لا في العمل الدعوي ولا في المشاركة السياسية، فمشروعهم ليس له معالم وليس له أسس يمكن تحليلها ومناقشتها.
أكورا بريس: أمين المحمدي