اقترح وزراء الخارجية والدفاع والخبراء العسكريون الأفارقة المجتمعون بالعاصمة النيجيرية أبوجا رفع عدد قوات التدخل الإفريقية بمالي من 300 إلى 5500 جندي، فيما يواصل القادة اجتماعاتهم اليوم السبت في العاصمة النيجيرية
وأفاد مصدر لوكالة الأنباء الفرنسية داخل مجموعة غرب إفريقيا : 'رؤساء الأركان في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا اقترحوا تغيير تركيبة الجنود الذين سيتم نشرهم'. وأضاف :'لقد أوصوا القمة بنشر 5500 جندي بدل الـ3200 المقرر إرسالهم في المقترح الأولي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا'، مشيرا إلى أن القوات الإضافية ستأتي من 'دول خارج مجموعة غرب إفريقيا'، وأوضح :'لهذا السبب دعيت جنوب إفريقيا وموريتانيا والمغرب وليبيا والجزائر وتشاد للمشاركة في قمة أبوجا'.
ويتصدر المغرب قائمة الدول المرشحة لتولي مهمة ضخ مزيد من الجنود لبلوغ التعداد المرتقب، وجهرت الحكومة المغربية باستعدادها للمشاركة قبل نحو عشرة أيام، وكذلك التشاد، في حين ترفض كل من الجزائر وموريتانيا الدفع بجنودهما في المهمة، وتبدو جنوب إفريقيا متحفظة، وفي حال تأكد توجيه الدعوة للمغرب بالمشاركة، فإن ذلك قد يدفع لأزمة جديدة بين دعاة مخطط التدخل العسكري والجزائر قياسا لموقف متوقع منها إزاء رؤية ترسانة عسكرية مغربية على الحدود الجنوبية.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي أمهل دول غرب إفريقيا 45 يوما لوضع خططها لاستعادة شمال مالي الذي تسيطر عليه ثلاث مجموعات إسلامية مسلحة هي "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" و"أنصار الدين" و"حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" منذ نهاية حزيران/يونيو الماضي.
وخلال الاجتماع أشار رئيس مفوضية مجموعة غرب إفريقيا "كادري ديزيريه وادراوغو" إلى ما أعتبره الحاجة الطارئة لوقف الممارسات المافيوية والإجرامية للمجموعات الإرهابية والفظائع التي ترتكب في جو من الإفلات من العقاب من قبل المتطرفين، تبرر تعبئة قوية الى جانب مالي.
من جانبها، أعلنت جماعة "التوحيد والجهاد" عزمها إقامة إمارة إسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمال مالي، ومشيرةً خلال البيان الصادر إلى أن التدخل العسكري الذي يجري التحضير له، أوضحت أن هذا التدخل الذي يستعد للقيام به من وصفتهم بـ"حلف الشيطان" في المنطقة سيفشل، وسيكون "محفزا لكثير من أبناء هذه الأمة للحاق بدرب الجهاد والقتال إلى جانب إخوانهم".
وتعتبر الجزائر الجار الأقرب إلى مالي من خلال 1400 كم من الحدود المشتركة، وتملك القيام بدور جوهري بحكم الموقع والإمكانيات العسكرية، فقد أعلنت أنها مع الحوار للخروج من الوضع الراهن.