عاد المطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي، ليلة أمس، بمشاهدي القناة التلفزيونية "الأولى" إلى الزمن الجميل للأغنية المغربية، من خلال تقديم قطع من تلحينه مازالت تتردد على الألسن، رغم انقضاء زمن طويل على تسجيلها.
السهرة التلفزيونية حملت كعنوان أساسي، "تكريم عميد الأغنية المغربية"، وجرى تسجيلها منذ مدة بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، بمبادرة من وزارة الاتصال، والمكتب المغربي لحقوق المؤلفين.
المصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي قدم الدرع للمحتفى به، فوق خشبة مسرح محمد الخامس، قال إن الإذاعة المغربية، سألته عن الدكالي، فقال إنه يتذكره دائما برائعتين هما " سوق البشرية"و " ماأنا إلا بشر".
وأشاد الخلفي كثيرا، في كلمته، بالتجربة الفنية للدكالي، واصفا إياه بأنه " الفنان الذي يرتقي بالإنسان من خلال فنه، ويحقق ماعجزت عنه السياسة والاقتصاد"، ألا وهو وحدة الشعوب.
وأفصح عن اعتقاده بأن هذا الفنان يعتبر " أحد الأعمدة التي حققت للأغنية المغربية هويتها وقيمتها وإشعاعها"، في إشارة إلى ما أنجزه من شهرة تجاوزت حدود بلده نحو المشرق.
ومن جانبه، حرص الدكالي على أن يرد التحية للوزير، فسارع إلى القول، إنه يشعر بنوع من الاعتزاز والافتخار، باعتباره " أول من يكرم في عهد حكومتنا الجديدة"، مذكرا أنه قادم من الجزائر، التي حظي فيها مؤخرا بتكريم مماثل.
" فلة" المطربة الجزائر،أو" سلطانة الطرب العربي"، كما قدمتها منشطة السهرة، المذيعة فاطمة يهدي، جاءت خصيصا من بلدها العربي الشقيق،لتشارك في حفل تكريم الدكالي،تقديرا له، وأنشدت من بين أغانيه الشائعة، قطعة " لهلا يزيد أكثر"،حيث أضفت عليها الشيء الكثير من خفتها وحيويتها.
واشتملت بقية السهرة، على باقة مختارة من الحديقة الموسيقية والغنائية للمحتفى به،رددتها أصوات مغربية لها حضور في الساحة الفنية، فغنت نادية أيوب " كتعجبني"، واختارت هدى أمنا، ابنة الفنان عبد العاطي آمنا، رئيس الجوق الموسيقي، الحامل لاسمه،قطعة " سبحانك يارب"، فيما فضلت لطيفة رأفت " الثلث الخالي"، وأدى البشير عبده، " مرسول الحب".
وأجمعت الشهادات التي ألقيت بالمناسبة، من طرف إبن الفنان احمد الطيب العلج، والدكتور أحمد المنصوري،رئيس جمعية أصدقاء الدكالي،وغيرهما، على أن الدكالي فنان شامل، فبالإضافة إلى الموسيقى والغناء، مارس المسرح زمنا طويلا، ومثل للسينما في أفلام مثل " ليالي القاهرة"،و" رمال من ذهب" إلى جانب الممثلة المصرية فاتن حمامة، و" الحياة كفاح"، وكانت له أيضا تجربة في التشكيل.
ويطلق عليه البعض لقب "صائد الجوائز"، ففي كل مهرجان يشارك فيه تكون الجائزة الأولى من حظه، ومن بينها مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة، حيث كان الفوز من نصيبه بأغنية ذاع صيتها، وعنوانها " سوق البشرية" من كلمات عمر التلباني.
وهو "طباخ ماهر" حسب إحدى الشهادات، وينكب حاليا على كتابة سيرته الذاتية، في ثلاثة أجزاء باللغتين العربية والفرنسية، تحت عنوان " شيء من حياتي".
وتحت طلبات وتصفيقات الجمهور الذي غصت به جنبات مسرح محمد الخامس، أمسك الدكالي بعوده، ووقف ليغني قطعته الشهيرة، "ماأنا إلا بشر" التي يعود تاريخ تسجيلها، إلى منتصف الستينيات من القرن الماضي، ومع ذلك مازالت تسكن ذاكرة الكثيرين، الذين يحفظونها عن ظهر قلب.
بوشعيب الضبار.