سيضطر كريستوفر روس، الممثل الخاص للأمين العام الأممي المكلف بالصحراء، إلى تغيير الكثير من قناعاته، بعد أن وقف خلال جولته الأخيرة على الكثير من المعطيات، التي لم تكن تدر بخلده، وتكشف حقيقة ما يسمى "البوليساريو"، وتدعم خيار الحكم الذاتي باعتباره الحل القابل التطبيق على أرض الواقع.
فقد أدرك روس، ليس صدفة حتما، أن المقترح المغربي لا يحظى بالدعم فقط بالرباط، بل له أنصار كثيرون في مخيمات تندوف المحاصرة بالأسلاك الشائكة، وأبناء الصحراء المقيمين بنواكشوط.
وإذا كانت العيون قد عرفت خروج بضع نفر من أجل التشويش على الزيارة من نشطاء حزب "النهج" و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لا ينحدرون أصلا من الأرض موضوع النزاع، كما لخص حمدي ولد رشيد "مأساتهم" لروس. فإن تندوف عرفت اختطاف الفنان علال الناجم، والكثير من مظاهر الاحتجاج ضد قيادة "البوليساريو" ومع مشروع الحكم الذاتي، وهو المقترح الذي وجد كرستوفر أن له امتدادات عميقة لدى من التقاهم بنواكشوط سواء تعلق الأمر بمصطفى ولد سيدي سلمى، مدير جهاز الأمن سابقا في مخيمات البوليساريو، أو " خط الشهيد" مما جعله لا يخفي مفاجأته من هول الحقائق التي اكتشفها لأول مرة، والتي كان تحجبها عنه السحب التي تراكمت أمام عينه أثناء إقامته الطويلة بالجزائر، وهي السحب التي حركها إعلان المغرب سحب الثقة منه، قبل أن يعود لممارسة مهمته بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
جولة كرستوفر ، هذه لن تكون بدون ثمار، لأنها أماطت اللثام عن معطيات جديدة ظلت الجزائر و" البوليساريو" حريصان على إخفائها، فقط على روس أن لا يقفز على هذه الحقائق في التقرير الذي من المنتظر أن يقدمه للأمم المتحدة قبل نهاية هذا الشهر.
رشيد الانباري.