ينتمي المرشح الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركي ميت رومني إلى كنيسة المورمن التي تختلف كثيرا عن باقي الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة. وبالرغم من أن انتماءه الديني لم يقف حجر عثرة في مسيرته السياسية في السابق إلا أن الجدل الذي تثيره مبادئ الكنيسة التي ينتمي إليها ظهر جليا على الساحة السياسية الأميركية مباشرة بعد انطلاق منافسات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري قبل أشهر. فمن يكون المورمن؟
في عام 1823 أعلن الأميركي جوزف سميث أن وحيا أتاه من السماء وأخبره أنه رسول للقارة الأميركية وأنه سيعثر على ألواح ذهبية تحتوي على نصوص مقدسة مكتوبة باللغة المصرية القديمة.
وفي عام 1827 قال سميث لأتباعه إن ملاكا زاره من السماء وأرشده إلى مكان الألواح المقدسة، وإنه قام بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية. وتحولت تلك النصوص إلى كتاب مقدس للطائفة المورمونية التي اعتبرته كتابا مكملا للكتابين المقدسين: التوراة والإنجيل خصوصا بعدما أسس سميث كنيسته بشكل رسمي عام 1830 في ولاية نيويورك وسماها “كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد”.
لكن الكنائس المسيحية الأخرى اعتبرته مهرطقا وخارجا عن الدين ما أدى إلى وقوع مواجهات دامية بين أتباعه وأتباع باقي المذاهب المسيحية الأخرى كان أشدها على الإطلاق المواجهات التي حصلت عام 1844 والتي هاجم فيها مسيحيون أتباع طائفة سميث واعتدوا عليهم قبل أن يعتقلوا سميث برفقة شقيقه ويسجنوهما معا ثم يعدموهما دون محاكمة.
وأفادت جين بارنز مؤلفة كتاب “الوقوع في غرام جوزف سميث” في تصريح لقناة “الحرة ” أن المورمونية ديانة أميركية فريدة ليس فقط لأن مؤسسها أميركي ولكن لأن أفكاره تعود إلى زمن المهاجرين المتدينيين الأوائل الذين جاؤوا من إنجلترا، وأضافت بارنز “لقد اعتنق سميث فكرة ديانة بسيطة ومتماشية مع جذور المسيح تعترف بأن لكل مخلوق الحق في أن يكون له مفهومه الخاص بشأن الخالق”.
وقال أميركيون في تصريحات لقناة “الحرة” إن أتباع الكنيسة المورمونية انشقوا عن الكنيسة المسيحية وغيروا في تعاليمها و”لهذا فإنهم ليسوا متساوين مع المسيحيين الحقيقيين”.
لكن روبرت ريكس، وهو ناشط في الكنيسة المورمونية، قال إن مثل هذه الأفكار خاطئة، وأوضح أنه توجد اختلافات بين مبادئ الكنيسة المورمونية ومباديء الكنيسة المسيحية، لكنه شدد في تصريح لقناة “الحرة” أن تلك الاختلافات غير أساسية فيما يخص جوهر الدين.
يؤمن أتباع طائفة المورمن بواجب التبشير خصوصا في صفوف الطوائف المسيحية الأخرى ويحاولون إقناعهم بالتحول للمورمونية. يبلغ عدد المورمن في الولايات المتحدة أكثر من ستة ملايين شخص فيما يقدر عددهم بأكثر من 14 مليون شخص حول العالم يتوزعون على أكثر من 55 ألف مركز تبشيري، ويقع المقر الرئيس للكنيسة المورمنية في مدينة سولت ليك سيتي بولاية يوتا حيث يدين %71 من سكان الولاية بالمورمونية.
أثارت الكنيسة في بداية نشأتها جدلا واسعا في أميركا بسبب سماحها بتعدد الزوجات، لكنها عادت وراجعت موقفها سنة 1890 عندما أصدرت قرارا ملزما لأتباعها بنبذ تعدد الزوجات ومنعه بشكل كامل تماشيا مع القوانين الأميركية التي تحرم تعدد الزوجات طبقا لقانون “موريل” الذي أصدره الكونغرس سنة 1862 بإيعاز من الجمهوريين.
لكن بعض أتباع هذه الطائفة يختارون العيش في مجتمعات منغلقة شيئا ما ويربطون العلاقة الجنسية بين الزوجين بالإنجاب فقط، كما يشجع بعضهم على الزواج المبكر، وهنا بالضبط تبدأ مشاكلهم مع السلطات الأميركية التي تحرم الزواج على من هم أقل من 18 سنة.