مرة أخرى يتأكد بالملموس أن المسار الديمقراطي الذي يعيشه المغرب لا يخدم أجندة جهات كانت تراهن على ربيع دموي، فأمرت الأقلام التي تستأجرها بالخوض في نقاشات وتحليلات ظاهرها عادي في بلد متفتح وباطنها مليء بالحقد الدفين .
هذا ما رصدناه في كتابات من نزل عليه هذه الأيام وحي الثورة الآتية. فاخذ يبشر في ختام هرطقاته بما سيعرفه المغرب في الأيام بل في السنوات القادمة من ثورات مما يؤكد أن صاحبنا حول موقعه إلى خيمة لقراءة الطالع أو كما يقول المغاربة ((شوافة)).
صاحبنا الخديج لا يشكل استثناءا في هذا المجال بل سبقته نماذج بشرية من قارئي الفنجان كشيخ الجماعة الذي استفاق ذات صباح من سنوات مضت على رؤى القومة، فبشر مريديه بالطوفان القادم . فظل هؤلاء ينتظرون تحقيق خوارق الشيخ إلى أن تأكد لهم أن الرجل سقط في دوامة الحلم والهذيان وأن سن وصحة الشيخ لم تعد تسعفه للتعرف على من حوله فبالأحرى قراءة المستقبل.
من حق الصحفي المدعوم أن يناقش ميزانية الدولة المغربية لأن أرقامها لا تدخل في باب أسرار الدولة كما هو الشأن في بعض الدول التي لها مخصصات لشراء الذمم، بل هي أرقام تنشر كل سنة وتناقش في البرلمان وتنشر في الجريدة الرسمية والصحف الوطنية ليطلع عليها المختص والمواطن العادي . لكن ما لا يمكن السكوت عنه هو القراءة المخدومة التي وظف بها الصحفي المخدوم هذه الأرقام ليسخرها لأهداف بعيدة كل البعد عن القراءة النقدية والعمل الصحفي الموضوعي.
فهذا الصحفي الخديج عمد الى التركيز على أبواب معينة من الميزانية ومقارنتها بالمخصصات المرصودة لدول أجنبية مما يكشف التوجه الخبيث لصاحب الموقع المكلوم وسعيه على الركوب على الأرقام لتمرير مواقف سياسية تخدم أجندات معينة مستغلا الفضاء المغربي المتميز بالتعددية الإعلامية والانفتاح على كل الآراء حتى تلك المدفوعة الأجر .
نعلم أن صاحب هذا الهذيان لن يكف عن حلمه بالثورة القادمة وسيعيد الكرة لسبب بسيط هو انه يعرف انه يعيش في بلد يحترم حرية التعبير ولا يجرم أي منظر إلا بالقانون فبالأمس كان صاحب، القومة و بعده جاء فقيه الاستبداد ، و اليوم خديج الثورات...