أحمد مصطفى الغـر
في الثانى من نوفمبر من العام 1917 م ، أًرسل وزير الخارجية البريطاني وقتها ” آرثر جيمس بلفور” رسالة إلى اللورد/ ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، تلك الرسالة التي عرفت باسم وعد بلفور والمعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق .
بناء على هذه الرسالة بنيت دولة اليهود المزعومة و كيانهم الغاصب ، و اخترعوا مقولات أخرى مثل المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، و لفوائد كثيرة ستعم على انجلترا وغيرها من دول العالم .. كان لا بد من إيجاد مكان يجمع يهود العالم و يتم الإعتراف به قانونيا وطنا يهوديا يهاجرون إليه ، ووجدت بريطانيا أن مصلحتها في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد المشئوم ، وقامت بتوفير الحماية والمساعدة اللازمة لهم ، ثم صار الدعم الأكبر لاحقا من الولايات المتحدة الامريكية التى تعتبر اسرائيل هى طفلها المدلل فى المنطقة ، ويعتقدالمتدينين اليهود أن “أرض الميعاد” (التسمية اليهودية لأرض فلسطين) قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها ، وفى سبيل ذلك أقام اليهود عشرات المجازر على مدار تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى منها : دير ياسين و صبرا وشتيلا ، وخاضت اسرائيل أكثر من حرب .
إسرائيل نموذج معاصر للقمع وإغتصاب الحقوق والتعامل العنصرى المستمر ، والتاريخ الأسود لتلك الدولة طويل و ربما سيطول أكثر مع الزمن مع إستمرار الاحتلال و استمرار الاستفزاز لبقايا الارض الفلسطينية الغير محتلة وحتى دول الجيران مثل لبنان ، إسرائيل ــ وان كانت بعض الدول العربية تبادلها العلاقات الدبلوماسية والتجارية ــ الا انها يجب أن تبقى هى العدو الاول للعرب ، لا تأخذنا معاهدات السلام او العلاقات الاقتصادية فتنسينا عدواة الصهاينة لنا ، فهم عدو متغطرس وقاتل جبان لا يرحم و محتل غاصب وظالم لا يقيم عدلا أو يحترم مواثيق ، وهذا ما أثبتته سنوات الصراع عبر العقود الماضية.
إن وطن اليهود المزعوم هو وطن مزيف أقاموه بالخداع والمكر والحيلة و بمساعدة ألة القتل الغربية ، أقاموه على أرض طاهرة .. أرض فلسطين الحبيبة .. حيث المقدسات الدينية و شعب الصمود ، شعب لاق مع الزمن برغم محاولات التهويد الدنيئة و سلب الشعب الفلسطينى لحقوقه من خلال يزييف المقدسات وإختلاق اليهود لحجج ومسببات وجودهم على أرض فلسطين ، ستبقى فلسطين عربية .. وسيبقى أهل فلسطين على أرضها و سيحررها العرب ذات يوم لا محالة ، يقول محمود درويش فى قصيدة ” الأرض” : كأنّي أعود إلى ما مضى/ كأنّي أسيرُ أمامي/ وبين البلاط وبين الرضا/ أعيدُ انسجامي/ أنا ولد الكلمات البسيطة/ وشهيدُ الخريطة/ أنا زهرةُ المشمش العائلية./فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل/ من البدء حتّى الجليل/ أعيدوا إليّ يديّ/ أعيدوا إليّ الهويّة!