يبدو أن الفعل الأقرب، هذه الأيام، إلى قلب وعقل وقلم ولسان وبال (زميلنا) مصطفى الخلفي، الذي رمته رياح النسيم العربي في المغرب إلى الحكومة، هو فعل: نفى، مع تصريفه: ينفي، نفيا… وما يلزم هذا الفعل، ومشتقاته، من تشديد وقطع، بل وحتى تأكيد.. للنفي.
الخلفي، الذي يبدو أنه لم يبتلع بعد مرارة دفاتر التحملات، أو التحاملات (كلها كيفاش كيقراها)، صار متخصصا في النفي، لذلك جاز تعديل وظيفته، من ناطق رسمي باسم الحكومة إلى ناف رسمي باسمها، وبهذا الشكل سنضع الأمور عند نصابها (زوينة هاد نصابها كتعجبني والله واخا ما كنفهم المعنى ديالها)، ونكون أيضا أرضينا الحالم العام الجديد لحزب الاستقلال، حميد شباط.
في يوم واحد، خرج الخلفي ينفي مرتين. في الأولى نفى، بدلا عن بنكيران الذي صار يحسب كلماته قبل أن يتكلم باش حتى واحد ما يفهمو غلط ثاني، أن يكون رئيس الحكومة تداول مع أي كان في أمر الشبيبة الإسلامية وشيخها عبد الكريم مطيع. قلنا مزيان، حاجة بحال هاذي خاصها تكون، إنما بعد أقل من ساعة، ربما، خرج الخلفي بنفي آخر، بدلا عن بنكيران هذه المرة أيضا، والمعني بالنفي هو خبر أوردته يومية “الصباح”. وعلى ذكر “الصباح” يبدو أن بنكيران حاضيهم غير هوما: يلا كتبو: قال بنكيران، يصيفط ليهم بيان فيه: لم يقل بنكيران، ويلا كتبو لم يقل بنكيران، يصيفط ليهم بيان فيه: قال بنكيران…
وقبل هذا وذاك، وقبل الصباح وبعدها، خرجت الحكومة، عن طريق الخلفي، أو عن طريق غيره، تنفي هنا، وتنفي هناك، إلى درجة أن الواحد ما بقاش عارف فين كاين الديفو: واش فالحكومة، واش فالإعلام، واش فعبد الكريم مطيع، واش فينا حنا كاملين، ولا فهاد الربيع العربي (اللي أوباما باباها والله ما عندو بحالو).
المهم الديفو كاين… وسير قلبو عليه.
تشاو تشاو.