غريب أمر جماعة شيخ القومة فقد أصبحت تطل بين الفينة والأخرى بإعلان أو خبر تحاول من خلاله تذكير المجتمع السياسي أنها لازالت على قيد الحياة، وأنها رقم يجب أخده في الحسبان .
في هذا السياق الإشهاري طلعت الجماعة بإعلان عزمها العودة إلى الشارع للتظاهر، وكأن الجماعة كانت ممنوعة من الاحتجاج أو أن جهة ما حالت بينها وبين القيام بذلك .
لكن الواقع الذي تتعامى الجماعة عن الاعتراف به هو أن التطور السياسي الذي يعيشه المغرب منذ خطاب تاسع مارس واستحقاقات 25 نونبر وضعها على هامش التاريخ وأدخلها مرحلة الموت السريري، وهو الواقع الذي تحاول الجماعة الهروب منه بخرجات إعلامية بئيسة، تجسدت في تسريب خبر موت شيخها عبد السلام يسين إلى بعض المواقع الاليكترونية، لتسارع بعد ذلك ما تسميه بدائرتها السياسية لنفي الخبر وتسويق تكذيبه كحدث مهم يقتضي تصريحات صحفية ومقالات في محاولة لإعادة الحياة لجماعة تجاوز الزمن أفكارها، وأصبح وضعها أسوأ من وضع شيخها الذي بلغ أرذل العمر وهو ينتظر تحقيق رؤاه وظهور خوارقه.
وبنفس الأسلوب التسويقي تعود الجماعة لنشر خبر عزمها العودة الى الشارع للتظاهر بتنسيق مع ما فضل من حركة عشرين فبراير. وهدفها من هذا الإعلان هو الحصول على إشهار مجاني من خلال نفي ما تبقى من شباب الحركة ذلك، ثم تعود قبيلة الشيخ الى تأكيده وهكذا ستجر بعض المنابر الإعلامية إلى السقوط في شباكها وتحقق ما تسعى إليه من دعاية تعيد الروح الى جسد مات سريريا وأصبح قابلا للتحنيط .
يستطيع الإنسان العاقل ان يدرس وضعه، ويستخلص العبرة، ليخرج بالحقيقة التي يجب ان يتقبلها، لأنها هي الواقع، وعليه ان يتأقلم معها، فالخيار الديمقراطي هو الواقع الذي اجمع عليه المغاربة وما على شتات الجماعة إلا أن يستوعب هذا الواقع فهو المنفذ الوحيد لخروجهم من دوامة الخوارق التي وضعهم فيها شيخهم العليل وإلا صاروا كمن ينفخ في جراب مثقوب .
رشيد الانباري