حددت جماعة العدل والإحسان لنفسها موعد يوم الأحد 10يوليوز تدعو فيه حركة 20 فبراير للتظاهر تحت شعار “إحياءً لروح الشهداء.. 20 فبراير”، وتعرض الجماعة في بلاغها أسماء وصفتهم بالشهداء، أمثال فدوى العروي والشبان الخمسة في الحسيمة، وكريم الشايب وكمال عماري.
ويبدو أن الجماعة دخلت مرحلة متطورة من الهذيان والتوتر والعدوانية.
أما عن مظاهر الهذيان فهي واضحة في استعمالها لمفهوم الشهيد بشكل دعائي لا ينضبط لأية قاعدة فقهية أو سياسية رشيدة. لأن الحالات التي يعرضها بيان الجماعة على أنهم شهداء، هو في حد ذاته حكم ظني إن لم نقل افتراء بين على الحقيقية. لأن فدوى العروي، انتحرت حرقا لأسباب أخلاقية عائلية يعرفها الجميع، ولا نريد أن تثيرها احتراما لموتانا. أأما أبناء الحسيمة الخمسة الذي تفحموا من جراء حريق وقع بوكالة بنكية هناك، فتضاربت الآراء حولهم بين من نسب إليهم تهمة محاولة السطو على الوكالة، وانغلاق الأبواب عليهم وموتهم نتيجة تفحم أجسادهم داخل حريق المبنى، وبين من اتهم متظاهرين مجهولين أضرموا النيران بالوكالة دون أن يعلموا بوجود الشبان الخمسة بداخلها. وتبقى حالة كمال العماري، الذي لا زالت التحقيقات القضائية جارية حول أسباب وفاته التي أبعدت التقارير الطبية المتطابقة عنها سبب الاحتكاك مع قوات حفظ الأمن.
وربما كان أولى بشيخ الجماعة أن يرشد مريديه إلى أن للشهادة أحكام صارمة في الشرع الإسلامي، وأن الأحكام التي تمنع الشهادة حددها علماء الأصول في الغلول والدين، عدم إذن الوالدين، والمعصية غير المنفكة بمن شرق بالخمر مثلا فمات، فإنه مات بسبب الشرقة بالخمر وهي معصية، فالجهة هنا غير منفكة، فإن المحصل لزهوق النفس هو ما به المعصية لا غير، إذ ليس هناك سبب غير الشرقة بالخمر، فلا يكون ما به المعصية محصلاً للشهادة مع اتحاد الجهة.وكذلك الشأن في من مات في محاولة ارتكاب معصية السرقة، لأنّ المعصية غير منفكة عن سبب الموت، ففي الاحاديث إشارة إلى أن من قد أعان على قتل نفسه بركوبه دابة ضعيفة لا تقوى على حمله، وخالف أمره ومات فهو غير شهيد، ولذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن ركب البحر وغلب على ظنه عدم السلامة أنه لا يقال له شهيد، لأنه قد أعان على نفسه الموت. أما من انتحر حرقا فهذا أعظم.
ولا أظن أننا في حاجة إلى التذكير بالمفاهيم الفقهية حول مفهوم الشهيد، لأن الحراك المغربي بكل بساطة سياسي، وليس ديني. ولأن أصحاب الدعوة إلى الفتنة تحركهم رغبة تآمرية وإيديولوجية ودعائية صرفة تهدف إلى إثارة الفتنة، ونصرة الإسلام في بلد كل مواطنيه مسلمون إلا إذا كان لشيخ القومة رأي أخر.
وأما حالة التوتر والعدوانين اللتين تعيشهما جماعة اللاعدل واللإحسان فتبدو واضحة في عناوين موقعها الصادرة يومه الجمعة الموافق لـ8 يوليو من قبيل “ندعو إلى حلف مناهض للاستبداد” أو “سنشق طريقنا من أجل تحرير المغرب من الاستبداد”. إذ يبدو أن الجماعة تخلت عن تقيتها المتخفية لسنوات تحت شعار السلمية و اللاعنف. و يتبين اليوم أن الجماعة قد نفذ صبرها في إخفاء وجهها الحقيقي، وتريدها فتنة فتنة فتنة تستعمل فيها كل الأكاذيب والمؤامرات، لعل الشيخ و قساوسته ينجحون في امتتصاص غضب المريدين بعد مرارة هزيمتهم أمام الشعب المغربي في أول معركة دستورية يختار فيها الشعب المغربي طريقه بعيدا عن رؤى شيخ الجماعة الكاذبة.