تقول الحكاية أو النكتة – سمها ما شئت- أن رجلا عصبيا جلس يتسامر مع زوجته فقال لها:
- حصلت معي اليوم قصة غريبة جدا ، ومن كثرة ما هيه غريبة ما راح اتصدقيها، وبتقولي بضميرك و بدون ما تحكي ، اني كذاب...... أنا مش كذاب ، انتي وأهلك الكذابين يا قليلة الأدب يا بقرة ...قومي انقلعي من هون ...انتي طالق!!
وتروى هذه النكتة بطريقة مشابههة عن رجل يذهب الى الخياط، ويقول له:
= هاي قطعة قماش بدي اتفصلي منها بذلة وبدي استلمها بكرة..مش تقوللي ما كفت القطعة ، والا أبوي مات ما قدرت أفصل لك البذلة؟؟..ومش تروح تسرق من القماس... شو بتفكرني أهبل؟؟؟؟ ..اقولك: يلعن ابوك على أبو اللي بده ايفصّل عندك ..هات القماش!!
بالمناسبة أنا لا اروي نكاتا، بل أتحدث عن واقع نعيشه ونمارسه كل يوم بكل تفاصيله...نحن لا نعطي فرصة للحوار ، ولا نمنح مسافة للتفاهم أو للإمكانية التفاهم.
الحكومات لا تتيح فرصة للحوار مع الناس ومع شباب الحراكات و الأحزاب وقوى المجتمع المدني، بل تعمل اللي براسها ، وتغضب على الأحزاب وعلى الناس وتهاجمهم، وتعتقلهم وتمرمرهم بدون سبب مقنع، وتفصّل قوانين مرفوضة كان يمكن قبولها لوتحاورت مع الناس والأحزاب والحراكات قبل إقراراها.
الناس أيضا لا يقبلون الحوار، ويتخذون المواقف القاطعة (يا ابيض يا اسود) دون التفكير في مبررات ما للحكومات على افعالها (الكاروهات).
الأحزاب ايضا لا تتيح مجالا للنقاش مع أحد، حتى بداخلها فأن الحوار مفقود بين الفئات التي تحمل وجهات نظر متنوعة، مما يجعل الإنشقاق أسهل من التفاهم ، واللجوء الى وسائل الإعلام والردح على بعض أحسن من الحوار الداخلي ، والنقد اليدوي افضل من النقد الذاتي .
إنها طينة من مطينة ، كما كانت تقول والدتي ، وأينما أدرتم رؤوسكم ستجدون من يتصرف مثل الزوج العصبي او الرجل الذي يريد ان يفصل البذلة.....وأن لم تجدوا...بحلقوا في المرآة!!