خلال اختبارات البكالوريا التي اختتمت السنة الدراسية 2011/2012 ظهرت بعض الظواهر الغريبة في "النقل" بدل الاعتماد على الذات ومقومات التحليل، وأبدع "النقالة" أساليب جديدة ومبتكرة في "النقل"، وعلى رأس تلك الوسائل إرسال الأسئلة عبر رسائل هاتفية قصيرة والتوصل بالأجوبة عبر رسائل مماثلة. لكن لو كان "الخوخ يداوي كون داوى راسو"، وبما أن "النقالة" هم السذج لأن الأذكياء يعتمدون على قدراتهم الذهنية والتحليلية فإن "النقال" دائما يسقط في نهاية المطاف وقد ضبط العديد من الأساتذة في نهاية الجواب "في آيفون" العبارة التي يسجلها الهاتف وليست ضمن الأجوبة.لم نجد أحسن من هذا النموذج لنضرب به المثل ونحن نقرأ المقال المنشور في موقع علي أنوزلا تحت عنوان "هل تبخرت وعود الخليجيين بدعم المغرب ماليا؟" المنقول عن جريدة الأخبار اللبنانية، التي استعاض بها أنوزلا في فهم الواقع المغربي لكن كان على أنولا أن يقول للبناني "شو عرفك بحالنا يا زلمي".فالجريدة اللبنانية التي نقل عنها أنوزلا قامت بتحليل سريع حول الزيارة الملكية لدول الخليج رابطة بين الزيارة وبين التحولات الاقتصادية المرتبطة بالأزمة العالمية وتأثيرها على المغرب، وهذه رؤية غير واقعية لأن العلاقة بين المغرب والخليج استراتيجية حتى قبل التراجع عن ضم المغرب للمجلس وتبني خيار الشراكة الاستراتيجية، وهي علاقات ممتدة منذ عشرات السنين يمتزج فيها السياسي بالاقتصادي بالاستراتيجي.فالمغرب يرتبط بدول الخليج عبر اتفاقيات طويلة المدى وقصيرة المدى والزيارة تهدف إلى تفعيل الاتفاقيات غير المفعلة وتوقيع اتفاقيات جديدة وهذه طبيعة العمل الديبلوماسي، فهل كل زيارة يقوم بها رئيس دولة لبلد آخر تدخل فيما سمته الجريدة الاستجداء، ناسية أن ما قدمه المغرب للشرق عموما ليس باليسير ولا الهين وناسية أن دور المغرب تاريخيا في قضايا الشرق مما سجلته مدونات التاريخ.وقالت الجريدة المنقول عنها لغرض في نفس علي أنوزلا "عند اندلاع الحراك الشعبي في الكثير من الدول العربية، بما فيها تلك ذات الأنظمة الملكية، استشعرت الأنظمة الملكية خطر هذا الحراك، وبادرت إلى التضامن فيما بينها لتحصين نفسها من رياح التغيير. وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، العام الماضي، قرارها الذي ضم كلا من الأردن والمغرب إلى مجلسها، رغم البعد الجغرافي بين هاتين المملكتين. لاحقاً تراجعت دول الخليج عن قرارها، وبدأ الحديث عن « شراكة استراتيجية » بدلاً من الضم الكامل".قد يصدق ما قالته الجريدة اللبنانية بحكم ارتباطاتها ومعلوماتها عن دول الخليج على بعض الدول في الخليج التي تعرف حراكا كبيرا أو متوسطا، لكن لا يمكن بتاتا أن ينطبق على المغرب الذي صنع نموذجه المتميز في العالم العربي، وفي عز ما يسمى سنوات الرصاص كنا أحسن حالا من العديد من الدول التي عرفت ثورات لم تصل في نتائجها إلى ما عرفناه في وقت سابق. لقد شكل المغرب استثناء وبالتالي من العصي على البعيد أن يعرف طبيعة التحولات في المغرب.
النهارالمغربية.