أعاد حزب العدالة والتنمية، النائب عبدالله بوانو، إلى الواجهة من خلال تعيينه رئيسا لفريقه النيابي بالغرفة الأولى من البرلمان، وهو ما يعني:
أولا: إما أن الفريق أو الحزب أو هما معا سيستعمل عبدالله بوانو رأس حربة في خوض "معاركه" القادمة، خاصة وأن هذا النائب عن مدينة مكناس سبق له أن خاض الكثير من المواجهات، التي لم يخرج منها الحزب سالما بقدر ما أثبت وكرّس حالة الانفصام التي يعيشها "المصباح" بوضعه أرجلا في الأغلبية ورجلا في المعارضة، وإما أن الفريق منفلت من قبضة الأمين العام للحزب، عبدالإله بنكيران، الذي سبق له أن صرح أن تصريحات عبد الله بوانو لا تعبر عن وجهة نظر الحزب، كما سبق له أن عمل على إبعاده من الأمانة العامة للعدالة والتنمية، خلال المؤتمر الأخير للحزب.
وإذا ما كان الافتراض الثاني صحيحا ( الأيام ستؤكده أو تبقيه مجرد افتراض) فإنه يؤشر لبداية فرض تيار "الصقور" لهيمنته على حزب العدالة والتنمية، كما يؤشر أن الأمين العام سيجد نفسه مضطرا لمواجهة تماسيح وثعابين و عفاريت الحزب، في المستقبل، قبل غيرهم، وبالتالي فإنه سيجد نفسه موزعا بين المهام الحكومية ومهمة ترويض الثعابين والتماسيح والأفاعي ولما لا السلاحف التي خرجت من قمقم "المصباح".
ثانيا: أن الفريق النيابي للعدالة والتنمية سيتفنن في إطلاق العديد من الفقاعات في السماء السياسة، في محاولة لخلق هوامش تلهي الرأي العام عن الالتفات لضعف أداء فريقه الحكومي، وافتعال معارك جانبية تظهر أن الحزب "جاد" في محاربة الثعابين والتماسيح والأفاعي، لكن في نفس الوقت يستعين بها في ممارسة فن "الحلقة"، وخلق الفرجة اللازمة التي تحقق المتعة اللازمة للجمهور، الذي انخدع بالألعاب السحرية والبهلوانية لمرشحي "المصباح" في انتخابات 25 نونبر 2011.
ثالثا: أن الفريق النيابي سيعمل على توفير التغطية الضرورية للفريق الحكومي حتى لا تصيبه طلقات المعارضة القاتلة، خاصة خلال الحضور الشهري لرئيس الحكومة، عبدالإله بنكيران، أمام الغرفة الأولى، علما أن عبدالله بوانو يجيد خلط الأوراق، ويعتمد أسلوب " أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم".