أقف أمام البحر، وأذكر شارل بودلير: أيها الإنسان الحر، ستحب البحر دوما.
أذكر أنني كنت أقف أمام البحر
وأتذكر شارل بودلير وهو يخاطب البحر: أيها الإنسان الحر، ستحب البحر دوما.
كان ذلك قبل الفتوى التي ترى في البحر .. ذكرا «يقع» في المرأة التي تستحم فيه.
والرجل؟
لا تقول الفتوى شيئا، لكن يبدو أنه ليس مثليا.
وكل الرجال الذين ارتموا في البحر عليهم أن يتأكدوا من ميولاتهم الجنسية، البرية قبل البحرية...!
على الأقل في فكر الشيخ الربيعي الذي يعتبر أن «نزول المرأة إلى البحر يعتبر زنى».
وحتى ولو كانت محجبة فهي زانية.
لماذا؟
لأن البحر ذكر، وبلمس الماء جسدها تكون المستحمة، ولو كانت محجبة قد قامت بفعل فاضح.
يا الله؟ ماذا تقول امرأة زنت مع البحر؟
أين تضع فضيحتها ؟
من يسترها؟
علينا، ولا شك، أن نرمي عليها معطفا من سما..
ثم ماذا سنفعل للبحر يا ترى؟
كم امرأة زنت وهي ترتمي في أحضانه؟
وكم سيدة اعتقدت أنها تبرد عظامها الملتهبة من أشعة الشمس، فإذا بها تزني؟
أقرأ هذا، وأفكر في المحجبات من الجماعات الإسلامية التي تحارب من أجل البحر: هل تعرفن أيتها السيدات أنكن تدافعن عن حقكن في خلوة مع البحر.
بعد الخلوة الشرعية، أصبحت لنا خلوة شراعية.
خلوة بحرية واسعة وزرقاء.. وأمام الملأ.
فمن قال إننا نعرف الشاذة والفاذة في البلاد؟
من قال..
ولماذا لم يسجل أي فيديو لحد الساعة للبحر وهو يعانق ويقبل ويعض ويلثم.. النساء؟
أين الشرطة، وأين تطبيق القانون: الإخلال بالحياء العام..
يا للغباء: أفكر في رجال الأمن والقوات المساعدة - لا سيما المخازنية - وهم يتجولون بحثا عن شاب وشابة في الصيف يختليان ببعضهما البعض.
وأفكر وهم يجرونهما إلى مخفر الشرطة، والحال أن البحر «ولد اللَّذينَ» يعانق العشرات والمئات بدون أن يجر إلى مخافر الشرطة.
والرجال إذا اقتنعوا هل عليهم أن يركبوا الضايات؟
الضايات مؤنث، والرجال مطالبون بوجود شخص ثالث حتى لا يكون الشيطان ثالث رجل وضاية..
..
على كل، كان شيخ من قبل قد نهى المرأة من الجلوس على الكرسي، لأن الشيطان يسبق إليه، وتم ينزع البنطلون و.....(الخبار فراسكم)!
عبد الحميد جماهري.