توقع عمر أحرشان، عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أن تتسخ عباءة الإسلاميين الذين وصولوا إلى الحكم بالمغرب ( حزب العدالة والتنمية)، وتونس ( حزب النهضة)، ومصر ( الإخوان المسلمون) بعد 5 سنوات من الآن، ونسي أن عباءة جماعته قد اتسخت منذ مدة طويلة بقطرات دم طالبيْن قاعدييْن بفاس و وجدة، تم قتلهما ظلما وعدوانا لمجرد اختلاف في الرأي، وبالكثير من الفضائح التي دنست شرف الجماعة بأثينا وإيموزار وفاس، و بفشل حلم "القومة" المزعومة الذي لم يتحقق، رغم أن الشيخ عبدالسلام ياسين ضرب له موعدا مع التاريخ في 2006... وفي عودة الوعي لدى العديد من أطر الجماعة الذين فضلوا الانسلال من شرنقة الدجل الذي تمارسه العدل والإحسان على مريدي الشيخ...
هذا هو الوسخ الحقيقي، لأنه وسخ يغرق في الأوهام، أما الوسخ الناتج عن تحمل مسؤولية الشأن العام، فسرعان ما يزول لأن الحكومات تحل وترحل، والناخبون يغيرون قناعاتهم بين حزب وآخر كل 5 أو 6 سنوات، إذا ما فشلوا في نفض الغبار المتراكم على الملفات أو فشلوا في تكنيس الشوارع من الأزبال بـ "البواريط" لا بالدماء... أما اشتراط تغيير قواعد اللعبة من أجل المشاركة في الحياة السياسية فضرب من الخيال، لأن المثل الشعبي يقول " لي ابغ الذئب تيبغيه بقلالشو"، ولا يتبع منطق "الذْئب حلال، الذئب حرام" تماما كما تفعل العدل والإحسان، والتي تُسخر، كل مرة واحدا من دهاقنتها من أجل الكر، لكنه سرعان ما يفر إلى جحره عندما يتضح له أن مشاركة العدل والإحسان في الحياة السياسية، لا ترهب ولا تخيف إلا الدائرة السياسية للجماعة نفسها، التي ألفت أن تعيش في الماء العكر، وتخشى أن تستحم أمام الملء في الماء العذب الزلال.
رشيد الانباري