أضيف في 25 شتنبر 2012 الساعة 28 : 11
رمضان مصباح الإدريسي
"أما عندنا فقد أضحت النزعة الانتهازية- ولا أقول الميكيافيلية- ونزعة الارتزاق السياسي هي المحدد الرئيس للعديد من المنتسبين للأحزاب السياسية، وخاصة "مناضلي"أحزاب الربع ساعة الأخيرة، ممن لا أخلاق لهم ولا مصداقية، وليست لهم سمعة يحرصون عليها، ولا رصيد نضالي يستحيون منه، وليست لهم قدرة على مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، فيكتفون بعرض خدماتهم لشن حروب بالوكالة نيابة على من يحركهم من وراء حجاب"
................" أظن أن الرسالة وصلت.. وإن عدتم عدنا". عبد العالي حامي الدين
لكل حاميه:
لعل مقالي المنشور,تحت عنوان:"أخلاق الكتابة ومصداقية النضال" ؛أريد له أن يشتغل ضمن الخطوط الأمامية للحزب "الحاكم"؛وهذه الجبهة المتقدمة التي لم ترد ببالي وأنا أخطه ,تأتت بفضل تدخل –لصالحي طبعا- من طرف الدكتور عبد العالي حامي الدين ؛بكل نياشينه الحزبية؛إشفاقا منه على سمعة لي يراها متدنية ,ورصيد نضالي صفري.
هكذا من رد بسيط-لكنه مؤسس وموضوعي- على مقال استهدفني به ابن مدينتي الأستاذ محمد السباعي ؛وهو ثاني مقال نقدي له ,جاء المدد من حامي الدين ليستهدفني بطريقة "وقوع الحافر على الحافر" كما تقول العرب.
لقد سطا على عنواني –وقد عكست فيه عنوان مناقشي- ليشعرني أنني -ضمن آخرين- مقصود بكلامه.
ويتضمن أنني:
لا أخلاق لي ولا مصداقية.
لا سمعة أحرص عليها ؛ولا رصيد نضاليا أستحيي منه.
لا قدرة لي على مقارعة الحجة بالحجة ,والدليل بالدليل.
ويضيف: كوني صاحب وكالة تخوض حروبا ؛مؤتمرة بأوامر تأتي من وراء حجاب.
تذكروا فقط أنه احتفظ لي بتواضعي ؛باعتباري ضمن آخرين.
احترت فعلا في تفسير كل هذه القسوة من شخص لا أعرفه ولا يعرفني ،إلا من خلال منابر الإعلام.
والمعرفة ,من جهتي تنحصر في تقدير كتابات الرجل ؛خصوصا حينما يشتغل في حقل تخصصه الأكاديمي.
أما معرفته هو بي فلا يمكن أن أرسم لها حدود ا؛فقط أقيدها بكوني في منتهى التواضع- كشخص وكرؤى- وبدون أجندة سياسية أخدمها ,عدا أجندة الوطن ؛وهذا معروف لدى قرائي.
ومعروف عني ,أيضا,أنني محب للمؤسسة الملكية الحالية,مجاهر بحبه؛ ولا يبيعه لأحد ؛كما أنني مؤمن بالإصلاح من داخل المؤسسات؛ بما فيها المؤسسة التي يديرها الآن حزب العدالة والتنمية.
فمن أين كل هذه الهالة التي يلبسني إياها؛من خلال تصنيفي ضمن التيار السياسي المعادي لحزبه ؛وهما معا فيلة لا قِبل لي بها؛يتنافسان على تدبير الدولة ؛وأنا بالكاد أدبر أمور حديقة منزلي بالريف؟
حتى الأستاذ السباعي ,صاحب الفضل في كل هذا,بعيد عن التشنج في كل ردوده ؛وان كان ركب بعض الوهم في مقاله الأخير. ولا أعتقد أننا –حتى لو مكننا من أسلحة- لن نستطيع إطلاق النار على بعضنا البعض.
حتى الأستاذ أفتاتي الذي بدا لي – في مواقفه- كرئيس لحكومة ظليه ؛تخدم أجندة الحزب المستقبلية ؛لم يستل في وجهي سيوف "الساموراي" التي لا تفارق حمائله؛فهو يشحذها لمن هو أهل لها.
وباختصار فالأمر كله محسوب على السجال الحالي، بين الحزب الحاكم والكتاب، والمواطنين، المعنيين بتدبير الدولة ؛ولا يمكن لأية قوة أن تمنعهم من ذلك. فمن أين كل هذه الصدامية الجارحة في كلام حامي الدين؟
لا أعتقد أن الأستاذ السباعي طلب حماية أحد لأنه –رغم جميع المآخذ- أهل للنقاش؛و لايُتصور في –وقد قضيت قرابة الأربعين عاما في مناقشة الآلاف من الطلبة والأساتذة وأطر المراقبة التربوية- ألا أقبل نقاش زميل في المهنة.
كل من جايلتهم وخالطتهم يمكن أن يقدموا شهاداتهم في الموضوع.
يحميني الله:
مادام الحزب الحاكم نزع عني حماية حاميه ,دون حتى مهلة لأدافع عن نفسي وأقول لقانوني الحزب:
اذا كانت عشرات السنين من الاشتغال في محاربة الجهل لا تعني لك أي رصيد نضالي فأنت رجل ينتصر للجهل؛ويستثمره ليوقف مسار التطور البشري ؛وليس المغربي فقط. واذا كنت لا تحترم أستاذا ستينيا؛لو جمعتك به الإقامة,والمدرسة، لكان من ضمن معلميك –اعتبارا لسنك- فأنت جاحد ؛تحقر معلميك كلهم.
إذا كنت ترى في كاتب يعتبر راتب معاشه – وهو مستحق له, ولا يلزمنه بشيء- أجرة متواصِلة ليكتب ,وليساهم في تنمية البلاد؛إنسانا لا خَلاق له فأكيد أن هوسا ما أصابك. اذا كنت ترى في مقالاتي كلها-الورقية ثم الرقمية- رصيدا خلقيا صفريا فلا خير يُرجى في علمك ؛ولا فائدة كبيرة سيخرج بها طلبتُك إلى الحياة.
اذا كنت تعتمد ,في قولك أ لا قدرة لي على "مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل" على المقالين المتنابذين؛ لي ولمنصورك,فأكيد أنك لم تقرأهما إلا لماما.لأنهما بمثابة خربشات صبيان؛ولم يرقيا إلى كل ما توهمته ؛مما يستدعي رد صدور الخيل بكتائب المقارعة والحجاج. هذا نتركه لكم معشر الفيلة.
وبعد الله من يحمي؟
هكذا ارتقيت ,أنت أيها القادم من مناجم الطباشير؛وقد حولت أطنانها الى حروف وكلمات تكمل التغذية الناقصة لتلاميذ الأرياف ؛إلى حامي أحزاب كاملة ,بكل فرقها البرلمانية ؛وحتى بكل فيلتها وجراراتها.
أنت الذي تستعد هذه الأيام لإسقاط الحجل والأرانب؛ يخشى البعض أن تسقط لهم حكومة بكل قضها وقضيضها.
أأنت بكل هذه الصولة وتبحث عن حماية؟
لأنني في مواجهة رجل سياسي يهددني –ضمن آخرين – بأننا إن عدنا عاد.
الله,الله ,لا أنت قادر على ترك القلم , ولا أنت قادر على المديح المزيف.لم يبق إلا أن تخاف على نفسك؛فبعد كل المعلقة القدحية المذكورة لم يبق غير الارتقاء إلى "العمل المباشر".
هل عرفت السر؟
الآن فقط خمنته ؛فكما أسس حامي الدين غارته على "الأمير" لميكيافيلي ؛فرضت علي مسرحية "الملك لير" لشكسبير نفسها؛كمدخل لكن أخلاقي – وان كان الرجل يجردني منها كلية- تمنعني من أن أخوض في ما لاعلم تفصيليا لي به؛وعرفته فقط من الصحافة كبقية المواطنين.
تداهم الملك لير أرواح وأشباح الموتى ,من الذين لطخ يديه بدمائهم ,حتى قلاه مضجعه وفارق الكرى جفنيه حتى جُنَّ؛ولا أروع من وصف شكسبير لخلجات النفس البشرية ووحاوحها.
حينما تصل الأمور الى اتهام قيادي حزبي ,على الملأ,بأن له يدا ما في جريمة قتل –سياسية او غير سياسية- فان من حقه أن تتوتر أعصابه, ويصيب حتى الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحكاية كلها ؛من قريب أو بعيد.
في مجلس واحد ؛وبقلم واحد رد على" الفريقين من عُرْب ومن عجم"؛أي الذين أفصحوا في انتقاد الحزب الحاكم والذين غمغموا، وسروا بليل لنبش قبر دُفن صاحبه منذ عشرين عاما. هو يسميها تجارة بجثة.
بهذا أفسر كيف اختلطت الأمور على حامي الدين وأدخلني في زمرة تشكل خطرا كبيرا عليه وعلى الحزب؛وصولا بتهديدنا بأننا إن عدنا عاد.
كيف لا نخاف وفي الأمر جريمة ارتكبها حرف "اكس" ؟
هذا ما يميز بين موقفيِ الأستاذ السباعي ؛وهو المعني المباشر بالمقال –دفاعا عن أفتاتي- والدكتور حامي الدين.
الأول بذاكرة أسبوع؛ والثاني بذاكرة عشرين عاما.
أيها الحامي احم نفسك من أسئلة القضاء؛ورغم موقفك أقسم أنني لا اصدق أن يكون رجل من وزنك ضالعا في قتل.
Ramdane3@gmail.com Ramdane3.ahlablog.com
|