بدأت حركة 20 فبراير تفقد أعصابها، بعد أن انفض من حولها الجميع... وهكذا شرعت في توزيع الاتهامات بالعمالة،والبلطجة،والشمكرة لكل من نفض عنه غبارها، وأعمل العقل، وقرر أن يتوقف عن دعم حركة تسير بكل ثقة نحو حتفها.
في هذا السياق لم تعتر الحركة، بعد أن تضاءل إشعاعها الإعلامي، وخفت صوتها، ولم تعد تجد في الصحافة المكتوبة منبرا يمنحها صفحاته الأولى، سوى اتهام "أخبار اليوم" وبالضبط مدير نشرها الزميل توفيق بوعشرين بتلقي مليارين من الدولة مقابل أن يتخلى عن الحركة...
صحيح أن "أخبار اليوم" واكبت الربيع العربي، وواكبت حركة 20 فبراير، لكن بعد التصويت على الدستور وبتلك النسبة العالية، لم يعد أمام عاقل إلا النظر إلى المستقبل، عوض الاستمرار في الدعاية لحركة مهزومة...
وصحيح أن الحركة كانت في العمق حركة إعلامية، نفخت فيها السلطة الرابعة وحولتها إلى ظاهرة، لذلك تجد هذه الحركة اليوم نفسها تختنق لأنها لم تعد تجد إعلاما للتتنفس فيه...
صحيح أيضا أن بعض الإعلام راهن على الحركة من أجل رفع مبيعاته... لكن الحركة راهنت على العدل والإحسان من أجل تحريك الشارع، وتحولت إلى ألعوبة في أيادي جماعة الشيخ ياسين، ولم تجد مبررا مقنعا لتبرير مقاطعة التصويت على الدستور، وغادر صفوفها الآلاف بعد أن اكتشفوا أن من يمسك بخيوط اللعبة يختبئ في الكواليس..
وليس غريبا بعد ذلك أن تطلق العنان لخيالها من أجل الضغط، ولفت الانتباه إلى أنها لازالت على قيد الحياة، ولو اقتضى ذلك الطعن في من فتحوا لها صفحات جرائدهم في مرحلة انتهت بالتصويت على الدستور الجديد.
الأكيد أن الدولة ليست بحاجة إلى توزيع الملايير من أجل التأثير في جريدة، ودفعها نحو تغيير خطها التحريري، لأن الخط التحريري للبلاد كله غيره خطابا 9 مارس و 17 يونيو، وتوج هذا الخط الجديد تصويت المغاربة بنعم على الدستور يوم فاتح يوليوز، من دون حاجة إلى دفع ولو سنتيم.
كل ما تفعله حركة 20 فبراير هو أنها تتنكر للجميل، وللخدمات الجليلة التي أسدتها لها بعض وسائل الإعلام، بدون مقابل، لأن الذئاب حين تجوع تأكل بعضها...