كل الذين يعرفون أبو بكر الجامعي وفي كل المواقع سواء الذين اختلفوا معه أو ناصروه أو حاججوه يتفقون جميعا على شيء واحد، رجل يحب المغرب، رجل يبحث عن الحقيقة، رجل مؤمن بالله وليس انتفاعي أو مرتزق وأنه له كبدة على لبلاد.
وفي رحلة البحث عن الحقيقة بدأ الرجل حياته إلى جانب الكبار الذين لم يعرف بعضهم قيمته ثم تدرج مع الكبار الذين نبذوا ومع ذلك ظل يبحث لنفسه عن الحقيقة.
عشية 20 فبراير فهم أبو بكر الجامعي أن المغرب ليس استثناء وأنه في وضعية بركان وأن الديمقراطية الأفلاطونية لا بد أن تمر من مرحلة العنف الثوري والعنف السلطوي المضاد والدم ورائحة الموت والمقابر وفتحت له القنوات الفرنسية أبوابها كما فتحتها لكبار القوم. كان يظن أن العد العكسي قد بدأ واستعد بجميع ما أوتي لكي يواكب حكم المغرب من طرف كل الخوارج.
الآن وقد حطت 20 فبراير أوزارها فمن حقنا أن نسائل أبو بكر الجامعي أن يقوم بقراءة ما جرى منذ يناير 2011 إلى اليوم بمنظار فاتح يوليوز ليعرف أين أخطأ وأين أصاب فقد عودنا على الشجاعة الأدبية في الاعتراف بالحقيقة.
الحقيقة واضحة وأكورا تعرفها والشعب يعرفها وأبو بكر يعرفها ولكن نريده أن يقولها للذين يحبونه.
أن تبيع مجلة 15 ألف نسخة أو 70 ألف نسخة، أن يسامر الإنسان كل أصحاب المؤسسات المالية أو خوارجهم الذين غرفوا من الطنجيات المالية وطردوا لأنهم لم يَصْدُقُوا الفعل لا يُمَكِّنُ من معرفة الشعب..
أن تكون عدوا لبوهمو أو صديقا للودغيري أو ابن ديدي أو مولاي حفيظ العلمي أو كل الذين مروا كالسراب من عالم المال والأعمال لا يفيدك في معرفة الشعب. قد تعرف جزءا من النخبة الفاسد والنظيف منها ولكنك لن تعرف الشعب...
الشعب لا يعرف بوبكر ولكنه يعرف الفقيه بوشتة الجامعي في درب السلطان، الشعب لا يعرف بوبكر لأن بوبكر لم يكتب يوما للشعب كان يكتب لنفسه وحتى عندما ينتقد فهو ينتقد أعداء نفسه ولا ينتقد أعداء الشعب وحتى عندما كتب بشكل سيء عن اليوسفي فهو كتب عن أستاذ المقاومين ولو كتب ما كتب فاليوسفي سيبقى محبوبا عند الشعب لأن الشعب يعرف اليوسفي منذ زمان منذ فقده لرئته من أجل الشعب...
أبو بكر أنت اليوم محاصر بخصلة الصدق التي تحمل في ذاتك، فعد إلى كل ما كتبت وراجعه فلن تجد فيه ما يهم الشعب، كل ما كتبته كان نخبويا مع جزء من النخبة وضد بعضها.
الشعب لا يهمه أن يأخد ابن ديدي مليار في العام أو مليارين، لا تهمه التحاليل الماكرو أو المكرو اقتصادية، أن يبيع فلان مشاريعه في القطاع الفلاني أو الفلاني، أن يأخد عمر أو خالد موقعا في البورصة، فبالنسبة للشعب أنت والبورصة والمال والمؤتمرات والجوائز شيء وهو شيء آخر.
أملي ألا تصاب بالإحباط أو الانتكاسة وتعتبر نفسك مسؤولا عن شعب اختار ربيعه الديمقراطي وبدونك، بدون كليشيهات أو ستوديوهات التغيير من الخارج، أنت قبل أي شيء مسؤول فقط عن نفسك فلا تُحَمِّل نفسك وزر خطأ لم ترتكبه.
خبايرات دار المخزن التي يروجها ويروج معها مُخْتَلَقَات حول أمريكا وغير أمريكا بخصوص مستقبل المغرب هي نميمة أكثر منها واقع، والنميمة يؤثث بها الناس في المجتمعات المخملية مساءاتهم الباردة لقتل الوقت...
فقبل الشيخ أبو شي حاجة الأمريكي كان في المغرب الشيخ أبو شي حاجة البعثي القومي وكان طوال الأيام والسنين يلوك نفس الكلام ولا يقبل مجالسة إلا الذين يقولون له ما يود أن يسمع من حكايات كبار القوم حتى و ولو كانت ملفقة حتى يرعى في داخله وهم أن الخصم ضعيف وأنه قاب قوسين أو أدنى من الانهيار وعاش يلوك الكلام أربعين سنة إلى أن أخده الرحمن إلى حيث ينتهي عمله إلا من ثلاث...
تحاليل المجتمع المخملي لا تصمد لأنها تحاليل مبنية على المتخيل ولا تقبل من عناصر التحليل إلا ما يستقيم مع الحلم والتمنيات وليس واقع الأشياء الذي يُعَلِّمُ الناس أن تبني حساباتها على الحقيقة حتى ولو كانت مرة ولا تستقيم مع التمنيات.
لا أريد أن أسمع غدا أنك محبط ويائس حتى لا أصدم فيك ويصبح الكلام الذي قيل حولك صحيح وأنك كنت مثقفا بلانكيا تبحث عن انقلاب وليس عن الديمقراطية وأنك كنت تبحث عن جمهورية كيفما كان جوهرها وليس عن حكم الشعب وأن في محيطك محترم يفهم في كل شيء إلا في تاريخ أجداده بالمغرب وأن فاتح يوليوز هو يوم خروجه من مستقبل المغرب وإلى الأبد.
لقد نبد الشعب من قبل كل الذين تكولسوا عليه وحددوا له مساره ومستقبله المفترض ليحكموه بدون استشارته والرجوع إليه.
أ