فقيه بوصنطيحة
لو كلفنا أنفسنا عناء الحساب، وعددنا كم مترا من العلم الأمريكي أحرقناه على امتداد القرن الماضي، وبداية القرن الحالي، بل ومنذ صارت أمريكا القوة الأكبر في العالم، لوقفنا على مئات آلاف الأمتار. يبدو أن المستفيد الأكبر من غضب الشعوب العربية هو الشركات التي تصنع الراية الأمريكية، فكلما أحرقنا الرايات صنعت الشركات المزيد منها، والقضية كلها ربح في نهاية المطاف.
الغريب أنه كلما استجد جديد في العالم، أو وقعت مصيبة على الأرض أو في الفضاء، كنلقاو غير الراية ديال ميريكان نبردو فيها الغدايد، عن حق أو عن باطل. إسرائيل تقصف غزة، نحرق الراية الأمريكية. العراق ينفجر، نحرق الراية الأمريكية. تسونامي يضرب آسيا، نحرق الراية الأمريكية، الصهد يجي فمراكش نحرق الراية الأمريكية، في حين تجدنا أول من يهرول نحو ماكدونالدز وكوكا كولا ومارلبورو، وأموال الدعم للمجتمع المدني، وقس على ذلك ما شئت من المنتجات الأمريكية (المادية والمعنوية)، التي نتستهلكها بفخر كأنما نستعجل أن نزرع في أمعائنا بعض من مظاهر الازدهار الأمريكي.
مناسبة الحديث، دون مفاجأة، هو الجدل القائم حول الفيلم الجديد المسيء إلى النبي محمد. الليبيبون حققوا “البطولة” حين قتلوا السفير الأمريكي لديهم، كأنما يؤكدون للغرب (الكافر) أن ما يقال عن المسلمين صحيح، بمثل هذا العنف الغبي لا يمكن أن نجعل الآخرين يتعاطفون معنا، أو يدعون إلى احترام مقدساتنا، وحتى يلا شي واحد كان معانا بحال يلا كنقولو ليه راه حنا رباعة ديال الهمجيين، دابا توحلو معانا، فنحن رعاع نرد على فيلم (غبي) بالقتل (الأغبى). تبارك الله على سماحة الإسلام اللي كتفهموها.
وفي ما دون ليبيا، امتلأ الفايس بوك، الذي “أبدعه” أمريكي (للصدفة)، بالهجمات الكلامية، الموزونة وغير الموزونة، يدعو أصحابها على أمريكا بالويل والثبور (واخا ما عمرني فهمت شنو هي هاد الثبور)، ونشرع في نسج السناريوهات: الفيلم مؤامرة صهيونية أمريكية. هاكاوا على العلم.
ونحن المغاربة، ويفترض أن نطلب الهداية لأنفسنا حيت كنزيدو فيه بعض المرات، وجدنا في الفايس بوك (المسكين، المغلوب على أمره)، فرصة التعبير عن الإيمان القوي… إيمان من نوع جديد، لا يكون لا بالصلاة ولا بالصوم ولا بالزكاة ولا بالحج لمن استطاع إليه سبيلا، بل يكون بـ جيم وبارطاجي وكومونطي وبلوكي وبيراطي لمن استطاع إليه سبيلا.
ياك أمريكا ما كتسواش؟ أمريكا كافرة؟ أمريكا ضد الإسلام والمسلمين؟ إيوا ردو ليها الفايس بوك ديالها، عاد نبداو الهضرة.
الله يهدينا وخلاص.
تشاو تشاو.