هشام سكومة.
في إطار فعاليات موسم الولي الصالح ابوعبيد الله الشرقي بابي الجعد، تم تقديم كتاب “البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب ” لمؤلفته الدكتورة بهيجة سيمو، مديرة الوثائق الملكية ، بالقبة المحمدية بالضريح.
وذكرت المؤلفة أن الكتاب يؤرخ لعهد البيعة والتي عرفها العالم الإسلامي منذ نشأته. وتتميز في المغرب باعتبارها عقدا مكتوبا، وهي ضرورية من اجل توثيق علاقة السلطان والأمة: مما خلف رصيدا من الوثائق وموروثا ثقافيا جد مهم للدارس والباحث وللمؤرخ. وأشارت إلى أن نصوص البيعة كانت تعلق في أقدس الأماكن وبالتالي ظلت محفوظة.
ويهدف الكتاب “البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب ” إلى جمع ورصد البيعة عبر تاريخ المغرب. إنها تعكس ظروف وملابسات انتقال الملك من ملك إلى ملك أخر. وتعكس موقع النخب داخل المجتمع. ولوثيقة البيعة خصوصيات من حيث الأسلوب والمصطلحات: استعمال المحسنات البديعية والاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية (المرجعة الدينية ).
ومن حيث مضمونها فهي تربط الملك بالاستقرار. إنها تقر بمسؤولية السلطان عن الآمن والاستقرار وتفرض واجب الطاعة والسمع على الأمة باعتبار السلطان ولي الأمر. فالمبايعة هي الطاعة نفسها .فكانت القبائل تجدد بيعتها للسلطان بمناسبة عيد الأضحى . ومن حيث ان البيعة لها علاقة بالأرض فان البيعة بالمغرب تؤكد مغربية الصحراء إذ كانت القبائل الصحراوية تربطها بالسلاطين ميثاق البيعة.
وترصد المؤلفة ست مراحل في تاريخ الأسرة العلوية الشريفة :
اما الأولى هي مرحلة النشأة والتأسيس وتبدأ من سنة 1639 إلى غاية 1664. والثانية مرحلة توطيد أركان الدولة والثالثة مرحلة التصدي للتغلغل الاستعماري . والرابعة مرحلة مقاومة المستعمر واستعادة الاستقلال والخامسة مرحلة بناء الدولة المغربية الحديثة من 1961 إلى سنة 1999 . والمرحلة السادسة خصصت لأمير المؤمنين لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وهي مرحلة التحولات الجذرية التي يقودها جلالته .
وخلاصة لما سبق تؤكد الدكتورة “بهيجة سيمو” ان البيعة هي ركن أساسي للدولة المغربية وأساس الدستور ورمز الأمة إنها الوثيقة التي اكتست بعدا روحيا ورمزيا. والدرس الذي يجب استخلاصه هو ارتباط الملك والشعب بفضل البيعة .
يأتي الكتاب في 566 صفحة من الحجم الكبير عن مطبعة عكاض لسنة 2011 يضم بين دفتيه 109 نصوص أصلية للبيعة تضم الأختام السلطانية والصور ولوحات زيتية .