غيرت حركة 20 فبراير اتجاه فوهة بندقيتها الصدئة نحو هدف يبدو لها أكثر سهولة. فبعد أنْ رفعت شعار " إسقاط النظام" في آخر خروج مخجل لها الشهر الماضي، وجهت، في خرجتها الجديدة عشية الأحد، سهامها صوب رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، محملة إياه مسؤولية كل المآسي التي يعيشها المغاربة، بسبب ما أقدم عليه من قرارات لا شعبية، بدءا من الزيادة في أسعار المحروقات، وما تلا ذلك من زيادات في أسعار المواد الأساسية، وأثمان نقل البضائع والمسافرين في بعض المناطق، مرورا بالتنصل من الوعود الانتخابية، التي جعلت الصغار الموظفين يحلمون بحد أدنى للأجور ليس أقل من 3000 درهم، وغذت أحلام الفقراء بالتوصل بمساعدة مالية في نهاية كل شهر في حدود 1000 درهم، ويستفيدون من مجانية العلاج في المستشفيات العمومية...
ولم يتعد عدد الذين رددوا هذه الشعارات، بضع عشرات نفر، خرجوا في كل من ساحة باب الحد بالرباط (25 شخصا)، والدار البيضاء ( 50) شخصا نظموا وقفة تحولت إلى مسيرة بشارع إدريس الحارثي باسباته، ومراكش (20 فردا) تحلقوا بساحة جامع الفنا، وهو عدد يصغر بكثير عن عدد المتفرجين في أصغر حلقة، فيما لم يتعد العدد (15 نفرا) أمام سينما طارق بطنجة، وبذلك لم يتعد العدد الإجمالي للمشاركين في وقفات ومسيرات الحركة 110 شخصا في مجموع التراب الوطني، وهو عدد لا يكاد يمثل حبة ذرة من سكان المدن التي خرجوا فيها، مما يعني أن الحركة انتهت، وأن هناك من يُصر على بعث الروح في جثة ميتة، لا أقل ولا أكثر.
ويكفي استعراض هذه الأرقام ليشعر الذين يصرون على التظاهر المزعوم بالخجل ويعودوا أدراجا إلى رشدهم أو بيوتهم، بعد أن انفض الجميع من حولهم وتركوهم في هذه المهزلة.