1 ـ الفتوى الجزرية
الجزر ممسوخ. وهو في الأصل عضو جماع ضاع لأحد الحيوانات التي كانت في فلك النبي نوح. وقيل إنه كان للدّيك، وقد كان طائرا كبيرا بأربع قوائم وخطم وفرو. ولمّا رسا الفلكُ على قمة جبل «الجودة»، اصطفت ذكور الحيوانات في طابور لتسلّم أيورها من «مصلحة الإيداع القانوني للأيور» التي أحدثها النبي تحديدا للنسل، وتفاديا للانفجار الديموغرافي الحيواني على الفلك، وصونا له من الغرق.
ولمّا كانت الدجاجة (زوجة الديك) شبقيةً، وبسبب إرهاقها لزوجها بكثرة «الاجتماعات»؛ أضاع هذا الأخير عضوه عمداً. وعندما استقرت سائر الحيوانات على البر (باستثناء الدينصورات التي لم يسمح لها بركوب الفلك لضخامتها)، ظلّ الديكُ واقفاً بشباك «المصلحة»، وزوجته من خلفه تحثه على الصراخ والمطالبة بحقه في أن يستردّ عضوه المفقود.
وقيل إن المطالبة ب«الحق العضوي» دامت أربعين سنة، والدجاجة توقظ زوجها كل طلوع شمس، وتذهب به إلى نفس الشباك للمطالبة بهذا الحق المزعوم، إلى أن ضَؤل جسمُه وفقد فروَه وأضاع قائمتين من قوائمه وترسخّ عُرفـُه الذي لم يكن في الأصل سوى «بيرية» حمراء من النوع الذي يعتمره بعض المعارضين الحُمر دلالة على تأصلهم في النضال.
في هذه النازلة؛ وعندما عيل صبر الدجاجة، أفتى الشيطان عليها باتهام الحمار بسرقة ملك زوجها. فما كان للنبي سوى أن استدعاه وزوجتـَه «مدام حمار»؛ غير أن القياسات المترية والدراسات المورفلوجية والتحقيقات السلوكية بيّنت أنّ «ما للحمار للحمار، وما للديك للديك». وهكذا تمّ إغلاق ملف الضياع والإدِّعاء، وعادت المياه إلى مجاريها، وعاد نوح إلى أرضه... نعم يا أيها الناس؛ كان جنس الدجاج يعيش أكثر من أربعين سنة، وكانت الحمير مظلومة على الدوام.
عندما وضع النبي رحله في بيته ونظر إلى مِزودتِه التى أخفى فيها بعض الحبوب، وجد جزرة فلم يتعرّفها، ومن أين له أن يتعرّفها ولم يكن للجزر خلق آنذاك. ففهم بحدسه النبوي أنّها ذلك «العضو المفقود» ودعا عليها بأن تكون موضوع نقاش.
وهكذا صار الجزر محرّماً تداولُه من طرف النساء إلا أن يكون مفروما لكي لا يستعملنه في ما لا تحمد عقباه، ومن اجتهاد العلماء، وعملا بمبدأ القياس، تمّ َ تحريم اللفت عليهنّ والخيار و«الفـﮔـوس» إلا أن يُتلفن صفاتِه الذكورية بالطّحن والتأريب و«التشليض». هذه فتواي، فمن يريد منكم العمل بشرع الله، فعليه ألاّ يدخل إلى بيتِه جزرة أو لفتة لأن النساء من جنس الدجاج وعقولهن من عقلها وفروجهنّ من فروجها وعشقهن للجماع أقوى من «عشق الفضة للنحاس» و«عشق المكحلة للمرود»... ولعلمكم، فإن الديكة ستدخل الجنة لأن الله غفر لها لمّا صارتْ بالصياح (للمطالبة بحق زوجاتها) تعلن وقت الصلاة.