وزع المتهجمون على طقوس الولاء الأدوار فيما بينهم . فهناك من استعمل منابر "الفيسبوك" و"التويتر" ،وهناك من اجتهد في البحث عن المبررات الدينية، و هناك من ارتدى جبة المحلل السياسي وكل ذلك بهدف التشويش على طقوس البيعة والولاء، مدعين أنها تمس الكرامة.
وبالرغم من أنهم على علم يقين أن تلك انحناءة المسؤولين الرسميين ورجالات الدولة أمام الملك ليست ركوعا بمعناه الديني المتعارف عليه، وإنما احترام وتقدير وتجديد للعهد، فقد فضلوا انتهاج المبدأ الماكيافيلي،و أرادوا بلوغ غاياتهم المشبوهة بكل الوسائل والدسائس الفكرية المستخدمة لهذا الغرض،غير أن هذا التزامن الغريب لكل ترهات تلك الأصوات النشاز ، وتوحدها في محاولات تعكير أجواء البيعة، عبر العزف على نغمة التهجم على الطقوس التقليدية لحفلات الولاء، يجعلنا شبه موقنين بأن هناك طابورا خامسا بين ظهرانينا، أوكلت اليه مهمة تنفيذ أجندات و تعليمات أطراف خارجية تأمل اليوم قبل الغد في بث بذور التفرقة والتشرذم داخل المملكة،وهي التي حاولت في الماضي بغير جدوى ادراك هذا المراد الخسيس عبر طرق شتى. وحين ارتدت سيوفها الى نحورها ،جربت هذه المرة تلك الوصفة الرديئة و الخلطة الهجينة ،للتهجم على تقاليد البيعة.
و بذلك ، فقد لا نشكك في ما أوردته إحدى الصحف الوطنية، استنادا الى مصادر متطابقة، من كون " أجهزة مخابرات البلد الجار –و لا حاجة الى مزيد من الإيضاح – قد أحدثت ثلاث صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك للتشويش على حفل الولاء والبيعة ، و أن تنشيط هذه الصفحات يتم عن طريق أسماء مستعارة انطلاقا من مقر مخابرات ذلك البلد القريب"
ورد في الحديث القدسي الشريف : " و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"
و قال عز من قائل في كتابه الحكيم : " و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
صدق الله العظيم