مرة أخرى يعود مريدو شيخ القومة إلى تعكير صفو العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك باللجوء الى الالتفاف على القوانين التي تمنع بشكل صريح ممارسة السياسة في أماكن العبادة من خلال سياسة الاعتكاف بالمساجد .
محاولات جماعة العدل والإحسان تعكس بوضوح جو الارتباك والشرود الذي تعيشه بعد ان جفف الدستور الجديد منابع بنات أفكارها ودفعتها اوراش تنزيله الى التنقيب في أرشيفهم المتقادم على أساليب عفي عنها الزمن للإعلان عن بقائهم على قيد الحياة .
فمنذ دخول الإسلام الى بلاد المغرب والشعب المغربي يحي العشر الأواخر من الشهر الفضيل في إطار من الأخوة والتضامن والتراحم من دون حاجة الى الاصطفاف في جماعات وأتباع ومريدين يقودهم شيخ بلغ من العمر عتيا و يرى الرؤى والخوارق في واضحة النهار وينتظر يوم الطوفان .
ومما يزكي وجود الجماعة خارج سياق التاريخ هو فشلها في اقتناص الفرص التي أتاحها لها التحول الدستوري والسياسي الذي حمله العهد الجديد، ودخول كل الفعاليات السياسية الى العمل السياسي من داخل المؤسسات التي نص الدستور على تخويلها مسؤولية التأطير السياسي للمواطنين بل ومنحها الإمكانيات القانونية و المادية لممارسة المسؤولية المنوطة بها لجعل المواطن فاعلا في العملية السياسية وليس تابعا او مريدا لشيخ تعود ممارسته الى عقود خلت .
ان ما ينقص شيوخ الجماعة هو الشجاعة للاعتراف بأنهم اخطأوا التقدير وفشلوا في تدبير المرحلة التى فتحت لهم افاق الانخراط في العمل السياسي بكل وضوح ومسؤولية والخروج من شرنقة الشيخ و وريثته التي حولت وبعلها الجماعة إلى بقرة حلوب تسخرها لأغراضها الشخصية وتعرقل كل محاولة للعمل السياسي الواضح الذي يقتضي التدبير الشفاف لمالية الأحزاب والجمعيات من جهة ومن جهة ثانية التداول على المسؤوليات بدل حصرها في الأبناء والأصهار دون الحديث عن الزعيم الأبدي الذي لن يزيحه عن قيادة المشيخة إلا ملك الموت .
رشيد الانباري