صعب الوضع التي توجد فيها حاليا جماعة شيخ القومة، وكما يقول واصفوا مباريات كرة القدم فالشيخ عبد السلام ياسين وحواريوه أصبحوا في حالة شرود أي أضحوا خارج اللعبة السياسية، بعد أن طوى الزمن الرؤيا الخارقة لقطبهم.
كما أن محاولة مريدي الشيخ، الساعين إلى ممارسة السياسة بجلباب العدل والإحسان، الركوب على الاحتجاجات الاجتماعية لبلوغ غاياتهم المستترة باءت بالفشل، وهذا ما دفعهم إلى النبش في دفاترهم القديمة، والعودة إلى بدعة المخيمات الملتحية والشواطئ المنقبة في محاولة لإعادة الروح لمشاريعهم الضاربة في التخلف والتراجع عن كل ما حققه المغرب من تقدم وتطور في مجلات التنمية الاجتماعية والحقوقية والمساواة بين الرجل والمرأة ، دون المساس بالمرجعية الدنية والهوية الثقافية .
في ظل وضع الشرود الذي تعيشه جماعة الشيخ ، لم تفاجئ المتتبعين زيارة بعض اتباع ياسين لرئيس الحكومة بدعوى تهنئته بإعادة انتخابه على رأس الحزب ، فهم سعوا من ذلك إلى الخروج من طي النسيان الذي أصبح يلف الجماعة منذ اختيار الشعب المغربي التصويت بنعم على الدستور الجديد والشروع في تنزيله بانتخابات تشريعية نزيهة وتحميل الحزب المتصدر للنتائج مسؤولية تدبير الشأن الحكومي في إطار من المسؤولية المقرونة بالمحاسبة .
هذا المسار الذي يرسخ لدولة الحق والقانون ، ويفتح المجال لكل الفاعلين السياسيين المؤمنين بالتعددية والحق في الاختلاف والعمل في إطار المؤسسات واحترام التوابث ، طبعا هذا المسار لا يخدم مصالح الجماعة فقد جعلها خارج اللعبة السياسية اي في حالة شرود ، لذا سيبحث شيوخها عن أي قشة يعتقدون أنها قد تضمن لهم سبل الخروج من حالة الشرود هذه و التي وضعهم فيها الشعب المغربي .
رشيد الانباري