هاجم الدكتور محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، جماعة العدل والإحسان التي انتقدت بشدة تشبيه وزير الأوقاف أحمد التوفيق حفل بيعة الملك ببيعة الرضوان التي بايع خلالها الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، كما شبه المظلة التي يقف تحتها الملك بالشجرة التي تمت أسفلها بيعة الرسول الكريم.
وكانت جماعة العدل والإحسان قد وصفت تشبيهات التوفيق بأنها نوع من "اللعب بالدين والاستخفاف بعقول الناس"، وبأن ما قاله الوزير "افتراء واضح على شرع الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم"، وأيضا "توظيف لنصوص الشرع والسنة الشريفة من أجل تبرير طقوس مخزنية مغرقة في التخلف والإهانة للكرامة الآدمية".
وقال يسف، في تصريحات لجريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها أمس الأربعاء، إن كلام جماعة العدل والإحسان "لا يُعتبر"، وأن "هؤلاء أناس خارج إجماع أمتهم وبلدهم"، قبل أن يضيف "عندما يكون النقاش علميا يُرحَّب به من طرف العلماء المتخصصين، أما عندما يناقش الإنسان بخلفية هدفها التشكيك والاتهام، فهنا لا قيمة للنقاش".
وتابع يسف بأن ما قرأه وسمعه "لا يستحق أن يُناقش، وهؤلاء يستهدفون الإمامة، والحقيقة أن أهل المغرب تشبثوا بهذه البيعة على مدى أزيد من 12 قرنا الى اليوم"، مشيرا إلى أن "البيعة تظهر في صور كثيرة وصيغ متنوعة، وكل طعن في هذا من شأنه أن يمس وحدة الأمة".
وردا على فقيه المقاصد الدكتور أحمد الريسوني، الذي تساءل عن جدوى تكرار بيعة الملك كل سنة، أوضح الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى للصحيفة ذاتها بأن "البيعة لا تقتصر على البيعة الرسمية التي يحضرها ممثلو الأمة والأحزاب ومختلف رجالات الدولة في الجهات والأقاليم، بل هي بيعة تتجدد في كل أسبوع".
واسترسل شارحا بأن "خطب الجمعة هي تجديد للبيعة عندما يدعو الفقيه مع إمارة المؤمنين وتقوم الناس بعده مؤمِّنة، وتجدد بكل الصيغ التي تضمن التلاحم والترابط"، مضيفا بأن "المغاربة متمسكون بإمارتهم، ولا حاجة لهم بمثل هذه الخرجات لأنها تؤثر على وحدة الأمة"، يقول يسف.