يبدو أن بوشتى الشارف، المعتقل بسجن تطوان، قرر أو هدد بالدخول في إضراب عن الطعام لمجرد أن معتقلين مثله رفضوا أن يمارس عليهم الوصاية باسم الدعوة إلى الهداية، من دون أن يكلفه أحد من الأرض أو من السماء بأن يتقمص هذا الدور أو أن يضطلع بهذه المهمة، لأنه، في نهاية المطاف، معتقل حق عام مثلهم مدان في قضية تتعلق بالإرهاب.
الشارف الذي يتمتع بثلاجة داخل السجن، خاف أن يفتضح أمره، كما افتضح أمر الذي من قبله "الشيخ عمر الحدوشي" الذي كان يوزع قناني المياه المعدنية والمشروبات الغازية على زواره، فسارع إلى الاعتراف بحصوله على هذا الامتياز، وحاول أن يجد مبررا لذلك، في كون الإدارة تريد إخراس صوته حتى لا يفضح ما يقع داخل السجن من ممارسات، في حين أن الأجدى هو أن لا يقبل هذا العرض، إن كان صادقا بالفعل، وأن يعيد الثلاجة إلى الإدارة، وأن يعيش حياته كباقي المعتقلين الذين لا يجدون قطرة ماء باردة في عز هذا الصيف القائظ.
لقد كان حريا ببوشتى الشارف، الذي سبق له أن ادعى أنه تعرض للاغتصاب، وأثبتت خبرة طبية قام بها ثلاثة أطباء، أن ما يعتبره دليلا على هتك العرض هو مجرد ندوب ناتجة عن إصابته بالبواسير، أن يلتزم الصمت مادام رضي بلعبة الامتيازات.
لكن الأكيد، في كل هذه الضجة، ليس هو ما يقع داخل السجن من ممارسات، وإنما رغبة الشارف في لفت الانتباه إليه بعدما لم يعد يذكره أحد، لذلك فقد ختم خرجته الإعلامية بالتماس لوزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بإعادة النظر في ملفه، مادام أشخاص أخرين أدينوا في نفس الملف ( أي الإرهاب) الذي أدين فيه قد تم الحكم عليهم بعقوبات لا تتعدى أربع سنوات.