موحى الأطلسي
أشر إصدار بيان من طرف حركة أشبال العدل والإحسان لنصرة الصحبة على وجود بوادر انشقاق داخل العدل والإحسان، وهو انشقاق بتعبيرنا غير معلن لكنه أسبابه متوفرة وينتظر الوقت ليخرج من القوة إلى الفعل. فحركة الأشبال تمثل تيارا، حسب معلومات حصل عليها موقع تليكسبريس، داخل العدل والإحسان متشبت بأفكار مرشد الجماعة عبد السلام ياسين يوصف من طرف خصومه بالدوغمائي، وفي المقابل هناك تيار مجلس الإرشاد ولا يفصلهما عن الانشقاق سوى وجود عبد السلام ياسين بالحياة.
وفور انتقال ياسين إلى الدار الآخرة سيعلن كل طرف أنه يمثل العدل والإحسان، لأن الأشبال يعتبرون أنفسهم امتداد لخطه والتيار الآخر يحافظ على زعامته نظرا لما تختزنه شخصيته من كاريزما، وأوضح بيان الأشبال عمق الخلافات بين الطرفين التي وصلت حد توجيه اتهامات خطيرة لفتح الله أرسلان، عضو مجلس الإرشاد والناطق الرسمي باسم الجماعة، وليس أقل تلك النعوث هو المساومة وهي دليل عند المغاربة على البيع والشراء وهي وسيلة للتفاهم على ثمن البيع والمقايضة
ولخص البيان أهداف زيارة أرسلان لبنكيران في عنصرين متضمنين في الآية القرآنية التي استفتح بها الأشبال بيانهم، ألا وهي التجارة واللهو والتي تتسع إلى معاني كثيرة، فمجرد الحديث عن تليين الخطاب مقابل الاندماج في اللعبة السياسية يعتبر صفقة بكامل ما تحمل من معاني البيع والشراء.
وتعود جذور تيار أشبال العدل والإحسان إلى بدايات التأسيس الأولى حيث وجد مجموعة من العناصر المتشبتة بحرفية المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا وتعتبر عناصر من أمثال فتح الله أرسلان بالعناصر المائعة والتي صعدت قطار الدعوة وتشبتت به لكن لم ينظر إليها بعين الرضا أبدا ولهذا ظلت ندية ياسين تزاحم أرسلان على منصب الناطق الرسمي.
ونكأ البيان الجرح جيدا لما وصف فتح الله أرسلان بالابن العاق وهو الذي لم يرتح له العديد من أبناء الجماعة باعتباره وافدا من إحدى الجمعيات السلفية ولم ينس أصوله وجذوره رغم انتمائه للجماعة التي تعتبر نفسها على المستوى التربوي صوفية.
وذكر البيان أعضاء مجلس الإرشاد بالحرب التي قادها بنكيران في وقت سابق ضد العدل والإحسان، وهي حرب السلفية ضد الصوفية حيث كانت مجموعة بنكيران توزع كتابي عبد السلام ياسين، الإسلام غذا والإسلام بين الدعوة والدولة، على أنها كتب تروج للانحرافات العقدية وتتضمن أنواع من الشركيات والكفريات وألصق بنكيران بياسين وأتباعه كافة التهم التي ألصقتها السلفية بالصوفية.
ولأن حركة الأشبال تؤمن بمحورية المرشد باعتباره وليا مرشدا مسددا فإنها اعتبرت كل ما يقوم به مجلس الإرشاد يتم من ورائه ودون استئذانه، وقال البيان " منين ما كَيْكُونْشْ الكبير، الدراري كَيْبْدَاوْ يْلعْبُو "، وهو وصف خطير يصف أعضاء مجلس الإرشاد بالصبيانية والغلمانية، وشدد البيان على صفة الكبير التي منحها للشيخ وهي صفة تقابل صفة الصغار مؤكدا على أن زيارتهم لبنكيران تدخل في الأفعال الصغيرة.