نشطت الآلة الدبلوماسية للعدل والإحسان، هذا الأسبوع، بعد أن بدأت الجماعة تشعر بعزلة لا تُحتمل.
وهكذا زار وفد من مجلس إرشاد العدل والإحسان عبدالإله بنكيران، لتهنئته بمناسبة إعادة انتخابه أمينا عام لحزب العدالة والتنمية لولاية ثانية، كما التقى وفدا من قياديي حركة حماس.
خلال اللقاء الأول أكد الطرفان ( أي بنكيران والعدل والإحسان) حسب الموقع الإلكتروني للجماعة على دقة المرحلة التي يمر منها المغرب، وعلى ضرورة تكاثف جهود كل المكونات الصادقة لصنع غد أفضل للبلد بأيدي كل أبنائه، وليسعهم جميعا بكل اتجاهاتهم.
الأكيد أن الوطن يسع الجميع، وبكل اتجاهاتهم، من دون أي تمييز مادام الدستور ينص أن جميع المغاربة سواسية أمام القانون، غير أن هناك من اختار أن يُغرد خارج السرب، وأن لا ينخرط في المجهودات المبذولة لـ "صنع غذ أفضل للبلد"، وهي المجهودات التي اختار حزب العدالة والتنمية أن ينخرط فيها منذ خطاب 9 مارس على الأقل، حين تجند في الحملة الاستفتائية للتصويت على الدستور الجديد، فيما اختارت جماعة الشيخ عبدالسلام ياسين أن تحرض على مقاطعة الدستور والانتخابات اللذان أوصلا العدالة والتنمية إلى الحكم.
فمن يتهرب إذن من تكاثف الجهود لبناء غذ أفضل؟
أما فكرة تأسيس حزب فيكفي السيد فتح الله أرسلان، أن يضع ملفا قانونيا لدى السلطات المختصة، وفق الشروط المنصوص عليها في القانون من أجل تأسيسه لا أن ينتظر أن تقدم له السلطات حزبا على طابق من ذهب.
لقد جنى بنكيران ثمار الانخراط في بناء المستقبل بينما جماعة العدل والإحسان لا تزال تختار التشويش على هذا البناء، وهنا يكمن الفرق.
ولو أن الجماعة، التي التقت بوفد من حماس يقوده رئيس الدائرة السياسية خالد مشعل، فهمت التغيير الذي حصل في المغرب جيدا، كما فهمه خالد مشغل، الذي يرى في النموذج المغربي مثالا يُحتذى، لأنه حقق التغيير المنشود، بكل هدوء، وفي قلب عواصف الربيع العربي، ما جعل هذا الضيف على المؤتمر السابع للعدالة التنمية، يدعو الدول العربية إلى الاحتذاء به، لو أنها فهت ما حدث لطأطأت الرأس، واندست وسط الجموع، لا من أجل البحث عن "قومة" مزعومة أو إقامة المخيمات المعلومة، ولكن من أجل الانخراط الفعلي في بناء المستقبل الذي اختاره المغرب من 9 مارس... وقبله.
رشيد الانباري