لم يكف عبدالعزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ما جره على حزبه من متاعب بخرجاته غير المحسوبة العواقب، وهي المتاعب التي اقتضت التضحية برأسه في المؤتمر الأخيرة بإبعاده عن الأمانة العامة لحزب "المصباح".
طبعا، أفتاتي يعترف بالهزيمة، لكنه في نفس الوقت يقرر مواصلة معاركه الوهمية، حتى بعد أن أزال عنه المؤتمر السابع دروع القيادة، التي كان يستقوي به، وتقيه الكثير من الضربات.
لكن هذا التحليل قد لا يفي بالغرض مادام هناك منْ يرى أن إبعاد أفتاتي هو تحرير للأمانة العامة من الإحراج الذي سببته تصريحات أفتاتي السابقة لعبدالإله بنكيران، وأن هذه التخريجة قد يكون متفقا عليها مسبقا، وإلا فما معنى أن يصرح النائب البرلماني لوجدة أن الحرب على الفساد لم تُعلن سوى بدايتها، من دون أن يحدد الجهة التي أعلنت الحرب باختياره بناء الفعل للمجهول، ويضيف "لي جا ف الطريق غندوزو فيه" من دون أن يُحدد على ما تدل نون الجماعة التي استعملها، والتي لا يمكن أن تخرج في هذه الحالة عن "ضمير" الحزب، وعلما أيضا أن لفظة "ندوزو فيه" تحمل معنى قدحيا، وتُحمل، أحيانا، معنى لا أخلاقي.
لقد قرر أفتاتي، في عز تحمل الحزب للمسؤولية الحكومية، أن يواصل خرجاته، التي قد يكون من مهامها المتفق عليها استمرار شغل الرأي العام بممارسة المعارضة، وشغل مساحات شاسعة بمثل هذه التصريحات، وذلك لمحاولة إيهام الناس أن "الإخوة" ليسوا على كلمة سواء، وأن تدبير الشأن العام لن يلهيهم على النقد والانتقاد.
طبعا، أفتاتي يهدد بمواصلة الطريق التي بدأها عبر كشف بعض الأمور، التي كانت تجري في الخفاء في الحكومات السابقة، على جد تعبيره، وهي أمور لا يمكن أبدا أن تطالها يد سي عبدالعزيز ما لم تمدها له أيادي أخرى من داخل الأمانة العامة أو من موقع المسؤولية الحكومية لذلك تم اختار أي يكون خارج الجهازين معا من أجل يمارس دور "البراح"، الذي قد تكون الحكومة بحاجة إليه.
رشيد الانباري