الطبيب وحده هو المؤهل لتشخيص المرض، ليس بناء على أعراض ظاهرة للعيان، ولكن بناء على الفحص الإكلينكي، والتحاليل المختبرية، والفحص بالأشعة إن اقتضى الأمر ذلك، وبالتالي لا يمكن إدعاء إصابة شخص ما بمرض لمجرد أن عائلته زعمت ذلك، ولا يمكن لجمعية أن تتخذ موقفا بناء على أقوال العائلات، ومع ذلك فقد اختار منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الذي يرأسه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبدالعالي حامي الدين أن يتبنى رواية العلائلات، وأن يسند لها ظهره في المطالبة بفتح تحقيق في ما صرحت به من كون أحد المعتقلين بسجن سلا 2 ظهرت عليه أعراض السيدا.
ولم تحدد لا العائلات ولا البلاغ هوية هذا المعتقل، وأبقت عليه نكرة، ولا الأعراض التي ظهرت عليه، هل هي أعراض فقر الدم أم التهاب الفيروسي الوبائي أو فقدان المناعة المكتسبة، وألقت بالمسؤولية مباشرة في ذلك إلى ما وصفته بالإهمال الطبي المقصود، وكأن طبيب السجن لم يؤد قسم أبيقور، ولم تُحدد لا العائلات ولا البلاغ ما إذا كان هذا المعتقل، إن كان بالفعل مصابا بالداء، حاملا للفيروس قبل دخول السجن أم بعده، لأن الفيروس قد يعيش فترة كمون في جسم الانسان لسنوات قبل أن تظهر أعراض المرض.
البلاغ قال إن إدارة السجن لم تعمد إلى عزل المعتقل بعد ظهور الأعراض عليه، وهو بذلك يصدر حكما قطعيا بإصابة السجين بالمرض، علما أن المرض ليس بالمرض المعدي، وأن العدوى تنتقل عن طريق الدم، وأن التقارير الطبية لم تثبت إصابة الشخص بالداء.
يبدو أن بيت القصيد عند منتدى الكرامة هو المعتقلين الإسلاميين، الذين يقدم لهم في كل المناسبات الدعم اللازم من أجل تنظيم المظاهرات أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأمام مقر وزارة العدل والحريات التي على رأسها مصطفى الرميد، الرئيس السابق لهذا المنتدى، والذي لم يسلم بدوره من تهجمات عائلات ما يُسمى بالمعتقلين الإسلاميين.
ولا شك أن وزير العدل والحريات لن يتردد بالمطالبة في فتح تحقيق في هذه الاتهامات، وستظهر الحقيقة أنذاك، سيتراجع منتدى الكرامة إلى الوراء ليعلن أمام الملأ أنه استند فقط إلى أقوال العائلات،
ولن تكن له الجرأة ليقول للجميع أنه هو من يستعمل شفرات الحلاقة من أجل تشويه وجه الحقيقة.
رشيد الانباري