|
|
|
|
|
أضيف في 13 يوليوز 2012 الساعة 33 : 12
خديجة صفوت كيف فبركت رأسمالية العصابات الثورات المخملية جمهورية روسيا الفيدرالية واوليجاركيات اعراب الشتات
تمهيد: لا يسع معظمنا سوى المثابرة على تأمل ربيع العرب والتفكير فيه وفيما كان ثمة قياس عليه فى الثورات الشعبية التى تعمر التاريخ، والتى نادرا ما يسجلها التاريخ الرسمي الا كجملة اعتراضية، أو كشرح على المتون فى افضل الشروط. واتأمل مليا ما قاله جوليان اسانج Julian Assange مؤسس وكيليكس Wiki leaks أنا الذي اعطى اشارة اطلاق الثورات العربية. فبدلا من ان نقضى الوقت دفاعا عن سمعتنا الحسنة قررنا إشعال ثورة فى الشرق الاوسط. ففى تونس ومصر كانت جميع العناصر لصنع الثورة متوفرة، ومهمتنا كانت تجفيف الاشجار تمهيدا لاضرام النار". ويقال ان زعيم الثورة مصري يعمل فى جوجل ويعيش فى دبي. فماذا يعنى كل ذلك حقا فى الوقت الذى يدعى ان نسبة من يمتلكون شبكة معلومات بين المصريين لا يزيد على 10%؟ وحتى ان كانت تلك الثورات رقمية تماما، فان تلك الاحصائية تتناسى انتشار المقاهي السيبرية. والاهم بكثير جدا هو ان تلك التحليلات التي تصدر عن الاحصاءات تضاهي المجتعات العربية بكل شبكات علاقاتها الاجتماعية ونظم الجيرة والقرابات والعلاقات الاولية والثانوية وبين مجتمعات حرمت من تزائر الاخيرة منذ قرن على الاقل. تنسى تلك التحليلات ان ليس ثمة سبيل إلى قياس المجتمعات العربية بهذا الوصف والمجتمعات الغربية التى لا تواصل بين افرادها الا بقدر ما توفر العوالم والعلاقات الافتراضية بدائل في شبكة المعولمات للفرد عوضا عن نظائرها الحقيقية الانسانية الاجتماعية. ويجعل ذلك ما يحدث في المجتمعات العربية ظاهرة فريدة وغير قابلة لاستنساخ أو القياس عليها فى مجتمعات تفريد الفرد حتى الشظينة والتذرير القاتلين فيموت اكثرهم ثراءا ونجاحا وحيدا فى شقته أو قصره وقد لا يعلم به احد الا بعد مرور ايام. المهم يبقى بعد كل ذلك أنه ان عمرت الانتفاضات (الشرقية) الشعبية التاريخ غير المكتوب ولم تذكر الا فى جملة اعتراضية أو شرح على المتون على افضل الشروط، فقد قيض ربيع العرب للشعوب العربية اكتشاف قدراتها على الابداع مجددا بعد بيات شتوي طال. وقياسا فقد قد خرج الجني من القمقم، ولعل شيئا لن يعيد الأمر إلى ما كان عليه مرة اخرى. فقد اندلعت الثورات العربية كالنار فى الهشيم مثلما اشتعلت الثورات البلشفية بالاحرى لحساب شعوب أوربا الشرقية، وخصما على الرأسمالية القيصرية الفجة- وان كنت راغبة عن الاستطراد فى هذا القياس الذى لم يتطرق اليه بعد فساتركه لمرة اخرى، حيث يمثل البعض إلى مقارنة ربيع العرب بالثورة المخملية والثورات الملونة التى اطاحت تباعا بالمنظومة الاشتراكية عشية سقوط حائط برلين فى نوفمبر 1898 لحساب الرأسمالية وخصما على شعوب أوروبا الشرقية فليكن. فهل ثمة دروس فى تجربة الثورة المخلمية والثورات الملونة؟ وهل يقيض مثل ذلك القياس استبيان خلفيات وتداعيات متشاركة بين تلك الثورات؟ كانت الثورة المخملية مثلا قد اطاحت بالاتحاد السوفيتىي وشطينته، وبالجمهوريات الاشتراكية التى دفعت بها الثورات الملونة إلى التحارب فيما بينها. ولعل بعض تلك الثورات لم يزد على تنويع على ثورة لورانس العرب وشريف مكة ونظائرها على مر التاريخ. ومن المفيد تذكر ان راسمالية العصابات لم تلبث ان ان راحت تنهب روسيا تحت الوية اوليجاركيات نغلة، مثلما كان اعراب الشتات قد انقضوا على الخلافة العثمانية، باسم الدول الاوربية الكبرى بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا، باحتكار جمع الخراج نيابة عن الدولة العثمانية، لدفع دين الخلافة السيادي. وقياسا فقد الف اعراب الشتات بذلك دولة داخل الدولة مما انتهى بتفتيت الخلافة وخلق كيانات تتصارع فيما بينها، مثلما تصارعت ولايات العباسيين والممالك الاندلسية على اخر ايام الاندلس فيما بينها. وقد راحت تلك الممالك تستعدي الفرنجة على غيرها. ولم يزد ذلك أو يقل عما تفعله الدول العربية والجامعة العربية تباعا، باستعداء الدول الاوربية والامريكية على بعضها البعض، وعلى شعوبها في المثال الليبي الماثل. مغبة الثورة المخملية على المنظومة الاشتراكية: لعل امعان النظر فى تجارب سابقة قد يساعدنا على اكتناه ما قد يصار بنا فتفاديه او- واستباقه. وليست الثورات المخملية والملونة ببعيدة. قد يتصور البعض ان تجربة رسملة روسيا تحت جمهورية رئاسية لاول مرة - تلك التى جثمت على صدر الروس بمغبة ما يسمى الثورات المخملية، تجربة قد لا تعنينا كثيرا. فان كانت الثورات المخملية قد صورت لشعوب الجمهوريات الاشتراكية ان الرأسمالية غاية المنى الا انها لم تزد على فضيحة فكرية an intellectual outrageوتنظيمية ثقافية. وفيما تكرر الرأسمالية بانواعها تجاربها جاعلة من الشعوب حقل تجارب، فانها فى الواقع لا تزيد على اعادة انتاج تلك التجاريب. ونمنى بدورنا بمحصلة ما يدار على مستوى العالم سواء ادركنا أو لم ندرك وسواء رضينا ام ابينا. فكافة الشعوب مستهدفة فى المقياس المدرج. ونحن العرب والمسلمين كنا دائما وما نبرح ومنذ الخلافات المشرقية إلى المغربية الاندلس والعثمانية وما نبرح اكثر من غيرنا استهدافا بمغبة ضغينة غيرنا علينا. وازعم ان غاية ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد هو تفتيت المنطقة العربية على غرار مشروع أعراب الشتات الذى تعين على تفتيت الخلافات المشرقية والمغربية، وصولا إلى الخلافة العثمانية بغاية القضاء على مفهوم العروبة والعرب. الا اننى ورغم كل ذلك لست متشائمة كما اننى لست متفائلة تفاؤلا لا تاريخي ساذج. ألم تختلق الرأسمالية الاسلام السياسي بداءة؟ الم تنقلب حماس على اسرائيل، وباتت شوكة حوت فى خاصرتها؟ ذلك أن اسحر غالبا ما ينقلب على الساحر، أو كما نقول فان القنبلة التى يتعيننون على توجيهها الينا ترتد اليهم احيانا It often fires back وان تمكروا يمكر الله بكم. لقد بقى ما لنا من ثروات وشعوب شابة وفضاءات ومواقع استراتيجية يثير كل من حفيظة وتطير اعدائنا على مر التاريخ. فالوطن العربى يقع فى قلب العالم، ويؤلف بعد كل شئ سرته ومحوره، كما كان يفعل رغم وبسبب ما يوقع بنا نحن شعوب المنطقة. الا ان شعوب المنطقة ما برحت حريصة - في اغلبها من المجاميع التى لا وجوه لها - على قيم انسانية ومنظمة من التضامن والجماعية - عبرت عن نفسها فى ميادين تحرير العرب فى كل مكان- ومن الاسرة والجيرة والصداقة والمحبة والفرح وتبتسم وتنتج الملهاة والمأساة والنكات، وتبدع كل فن مما قد لا يرقي- أو ينكص بالاحرى - إلى فنونهم ما بعد الحدايثة. تلك الفنون التى تحتفل بتمثال للعذرا من روث الفيل، أو بصورة احدى المشاهير من الذباب، وتباع لوحة مركبة من نفايات القمامة بملايين الدولارات. فنحن الذين نملك حكما شعبية عصمتنا على مر الاف السنين. فيما بات الفرد الغربي عالة نفسيا وفكريا على الدولة، تعلمه حتى اي برنامج ينبغى ان يشاهده على التليفزيون، أو يستمع الية على المذياع، وتعيد تعليم الامهات كيف يرضعن اطفالهن. وبالمقابل لا تريد الرأسمالية بانواعها سوى ان تعيد انتاج ممارساتها فى كل مكان مع تجميل هنا وهناك واعادة تزويق الكلام وحسب. وقياسا فلعله من المهم ان يستدعى ذلك منا النظر خارج حدودنا والى تجارب المجتمعات العربية الاخري التى نحمد للثورات العربية الماثلة انها لم تعرض علينا صورا منها وحسب انما دفعت بعضنا إلى مراجعة تاريخ تلك المجتمعات والتعرف عليها مجددا وبصورة اعمق. وعليه فلعل من المفيد ان يتطلع بعضنا بعيدا إلى مجتمعات قد يتصور انها تختلف عنا أو ان تجاربها وتاريخها يختلف عن تجاربنا وتاريخنا. فقد كانت الخلافات الاسلامية قد اتسعت على نحو غير مسبوق فى تاريخ التوسع الامبراطوري فتركت بصماتها بين جماعات ومجتمعات تبعد عن الاوطان العربية الحالية المسافات وحسب. الم يصل العرب إلى الهند والقفقاز ونهر الفولجا والصين؟ الم يوشك المغول النبلاء - وقد اسلموا وانشأوا امبراطورية - امتدت من شبه القارة الهندية إلى افغانستان وفارس - على الوصول إلى مشارف اوربا الغربية؟ الم ينشئوا حضارة زاهرة تعلمت منها انجلترا كيف تدعى انها متحضرة وقد راق للاخيرة ان تعلن نفسها هى الاخرى امبراطورية مثلما تعلمت روما من قرطاج كيف تكون عاصمة امبراطورية؟ بل ان روسيا نفسها تعلمت من المغول النبلاء حيث استطالت سلطة المغول فى روسيا اكثر من غيرها- ومن توسعات المغول-مفهوم الاوتقراطية المركزية المعسكرة؟ وان كانت العدالة قد باتت لعبة امراء المغول فقد اخذت روسيا عنهم من بعد ما يتخايل كثير منه فى ملامح الجمهورية الرئاسية التى تعينت الرأسمالية المالية على اعادة انتاج شرط حلولها مجددا لويل الرأسمالية والاوليجاركيات الروسية المافيوزية. وكانت الاخيرة قد راحت تظهرت كالفطر ببيع القطاع السوفيتى العام بالمزاد العلنى صبيحة رسملة روسيا مما راحت 8 اوليجاريكات تسيطر بصورة شبه كاملة على مقدرات رسيا الفيدرالية وكان 7 منها لااعراب الشتات. بامتياز(1) . -لماذا نستغرب ان نتعرف على انفسنا فى تجارب نائية كما في روسيا أو حتى في الصين؟ لعل ما قد يدعو للاستغراب هو كيف يكرر الغرب – الرأسمالية بانواعها - ممارساته مع بعض التنويعات البسيطة فى كل مكان. وحين يدهش بعضنا من كيف لا تملك الرأسمالية سوى ارث محدود فى استلاب الشعوب وهو غواية تلك الشعوب بمزوقات متكاذبة من التحرير الذى لا يعنى سوى تحرير الاقتصاد تحت راية الديمقراطية أو الدمقرطة أو الدفاع عن المدنيين أو تمكين المرأة فالرأسمالية تدرك ان كثيرا من شعوب الارض تتشارك تجارب متشابه. وفي سعيها من اجل التوسع فى تلك المجتمعات تسوغ ذلك بذرائع محدودة غايتها توسيع فضاءات حركة المال والاستثمارات الاجنية، خصما على فضاءات المجتمع المضيف لتلك الكائنات الفرانكشتانية - مصاصة دماء الشعوب - مما ترتب عليه عجز المجتمع المضيف عن اعادة انتاج نفسه. فقد خصمت تلك الكائنات حتى على اقتصاد الكفاف وعلى الشعوب فى كل مكان. لذلك فلعل تداعيات تجرية كل من روسيا المرسلمة تستدعى التأمل فلا تفاجأ ثورات العرب بما حاق بالثورات المخملية بوصفها تنويع على ثورة لورانس العرب وشريف مكة. الثورة المضادة على السوفيت: ما ان انقضت الثورة المضادة على النظام الاشتراكي السوفيتى حتى منيت روسيا المرسلمة بطفيليات الرأسمالية المالية من مافيات اسواق المال والمضاربين فى الاسهم والسندات، إلى غسيل الاموال. وكأن الثورة كانت بمثابة مصباح علاء الدين، فافتح يا سمسم لاوليجاركيات مالية لم يكن لديها كعادتها سوى القدرة على الاحتيال التاريخي على الاقتصاد المضيف. وكانت الاوليجاركيات الروسية المالية حرية بان تجد فيما اعرفه بـ"الرأسمالية النغلة"- اى الربوية – المالية - الخراجية Tributary- السابقة على البرجوازية الصناعية - افضل مناخ لشبكة العلاقات المريبة من تصدير خالص الاموال والارباح والمراكمة ببيع المال كسلعه وتصدير الاموال إلى الخارج مما راح أعضاء تلك الاوليجاركيات المافيوزية يكرسونه فى عصب الاقتصاد الروسى. واجادل ان كل من تصدير الاموال-المال الهارب-وغسل الاموال قد لا يزيد عن الية قديمة مجددة -محدثة- للاقتناء - والحيازة الشرقوية للثروة برأس مال غير منتج بل يتصل على نحو عضوى بخاصية رأس المال الريعى أو الخراجى الذى من شأنه تشويه الاقتصاد. ويلاحظ كيف لا يجد اصحاب رأس المال الريعى-الخراجى فى مناخ اقتصاد معافى- ينتج ويعيد انتاج المجتمع - نمط الانتاج-التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية مهما كانت تنويعة الاخيرة- وانما يسعى حثيا لاصنطاع وفرض الشروط المواتية لتلك التنويعة البدائية من المراكمة. فقصور اصحاب رأس المال المالى-الريعى-الخراجى-عن "الارتقاء" النشئي التاريخي إلى الراسمالية الصناعية السلعية يعبر عن نكوصهم هم كتشكيلة اجتماعية لا اقتصادية Non-economic social formation نحو مرحلة تطور- او نكوص- سابقة على الرأسمالية الصناعية. الخلفية التاريخية الثقافية للفكر السلطوى الروسى: ربما كان من المفيد تذكر ان روسيا دولة ممتدة واسعة لا تحدها حدود طبيعية وكانت تضم اكثر من مئتنى قومية واقلية وكافة الوان طيف العقائد الدينية. وكانت روسيا بهذا الوصف مستهدفة دائما من الخارج اذ تعرضت للغزو مرارا، منذ الخزر والتتار المغول والعرب إلى نابليون واليابانيين وهتلر. ولعل هذين البعدين يؤلفان تبريرا موضوعيا لحاجة روسيا الدائمة لقيادة قوية، تربط ما بين حدودها المترامية وتحمى حدودها المكشوفة على جيرانها. كما ان تلك الحاجة تصدر إلى ذلك عن اهمية التوفر على توطيد اواصر وحدة بين كل من اقليانها الانثنية والعقائدية مماكان قد شغل السلطة على مر العصور من القيصرية إلى الاشتراكية(2). وقياسا فقد تظهرت القيادة السياسية القوية فى روسيا القيصرية قبل ايفان الرهيب إلى بطرس الاول وكاترينا العظمية، وفى روسيا السوفيتية منذ لينين وستالين. من عبادة الفرد إلى مستبد مخمور: اذ كانت القيصرية قد كرست سفر تكوين روسيا العظيمة بإرث من القيادات القوية فقد بقى الروس فيما يبدو يفضلون القيادة القوية على غيرها، مما غدت احيانا معه اى معارضة حيال حماية حدود روسيا مشتبه فيها. الا ان القول بان الروس يفضلون القيادة القوية على الديمقراطية قول قد يبدو غير منصف للروس. المهم فورا كانت روسيا - القلب الحى للاتحاد السوفياتى والحكومة السوفياتية اكثر الحكومات الشرقية مأسسة او-و مؤسسية - قد منيت بالحصار، وسقوط المحاصيل، وتخريب الاقتصاد، وحرب النجوم، وشراء التكنولوجيا الامريكية المكهنة الخ. وربما اتضح البعد الشرقى فى النظام فى ان تدهور القلب ادى إلى انهيار الاطراف بحيث غدا وكأن النظام لا يسقيم الا بكلياته لان النظام كان دائما يتصف بخصوصية تنظيمة عالية المركزية مثله كمثل الدولة الخراجية Tributary. فما ان يصيب نظام الخراج وتجارة القوافل خلل حتى يسقط العرش والحاكم والجيش القائم فى العاصمة مخلفا مكانه لحاكم جديد من بين من كانوا ينازعون الحاكم القديم السلطة كما كان يحدث على مر السنيين. وقد انعكس تدهور القلب على انتاجية الاقتصاد الروسى فراح اقتصاد روسيا يضعف نسبيا وتقل كفاءة القطاع العام، وتتدهور الزراعة ويتدنى مستوى المعيشة على نحو متسارع منذ السبعينات إلى ان بدأ جورباتشوف - الذى كان اصغر رفاقه فى اللجنة المركزية فيما بقى مع ذلك من الطاقم - أو الحرس- القديم – بدأ مشروع الجلاسنوست والبيروسترويكا فى اواخر الثمانينات من القرن العشرين. فلم يكن جورباتشوف غافلا عن تدهور النظام، ولا عن مقدار "الاصلاح" المطلوب، سوى انه ما ان أعلن جورباتشوف إصلاح النظام حتى تقوض الحزب الشيوعى وانفرط حبل النظام على نحو غامض وخطر مما مهد لاجتياح الاتحاد السوفيتى تباعا، وظهور شخصيات غامضة ومريبة تباع على مسرح الاحداث السوفيتية. وازعم ان اجتياح الحزب الشيوعى، ونشوء فراغ سلطوى ودستورى ومؤسساتى، قيض لشخصيات غامضة وكانت قد احلت شرط ذلك الاجتياح المجئ بمثل بوريس يلتسين الذى ما انفك ان تعاطى الاعتقاد الطافح فى نفسه منذ البدء، فراح يلتسين يطرح نفسه بديلا لجورباتشوف، على طريقة اى زعيم شرقوى من قبله، ومن ثم بديلا كاملا لكل من النظام والدولة والحزب. فقد تعين بوريس يلتسين على محو تاريخ سابقه تماما وحاول اعادة كتابة تاريخه، فادعى اعادة انتاج امجاد اسطورية سابقة مثله مثل اى زعيم شرقوي تماما. ولم ينفك يلتسين ان كرس شرط الاطاحة بالنظام السوفياتى جميعا، مما اغرى غرماء سابقين واخرين جدد مثلهم كمثل نظائر شرقوية كانت دائما تدعي الاحقية فى السلطة. اغرى ذلك الاخيرين بالنظام فراحوا يحلون حالة دورية من اللانظام او-و الفوضى تسمى فى النمط الشرقي بالفوضى أو الفوضوية الاقطاعية(3) Feudal Anarchy فقد كان تضعضع النظام بتقويض الحزب الشيوعى قد قيض لبوريس يلتسين كلا من الاستفادة من تداعى النظام والقديم. وتصور يلتسين انه اقدر على "اصلاحه" بمعايير جديدة فى الوقت الذى كان اول ما فعله يلتسين هو الاطاحة بما تبقى من مؤسسات الحزب والسلطة السوفيتية بانقلاب على السلطة فى موسكو شبيه بمشهد انقلاب سلطة مشرقنة مرة وبمشهد انقلاب بودابيست فى 1954 ومشهد انقلاب براج فى 1968 مرة اخرى. مما اعاد يلتسين به انتاج سيناريو أو تنويعة وصول ليخ فاوينسا إلى السلطة فى بولندا لا أكثر ولااقل خصما على غريمه رئيس الجمهورية فوجيتشيك جاروزيلسك Wojciech Jruzelski. وكان لاستعلاءه يلتسين- بطل الديمقراطية الذى لم يعلن وحسب عدم ايمانه حتى بالحزب الواحد - بل على مفهوم الحزب اصلا - قد تبدى فى ان يلتسين - المهندس الاوكرانى - لم يدعِ انه ممثل الامة الروسية، وحسب انما راح ينصب نفسه امبراطورا أو قيصرا ما بعد تقليدي. يدّعى العمل على اقامة قيادة قوية تقيل روسيا الجاثية فوق ركبتيها من عثرتها ب"الاصلاح" الاقتصادى وبحكم القانون. تذكر(ي) ان يلتسين جاء بديلا ديمقراطيا لروسيا السوفيتية الديكتاتورية الرجعية. وقد استخدم يلتيسن فى ذلك كل اشكال النشاط المشروع وغير المشروع من اشاعة البلبلة واشعال الحرائق فى موسكو - وكنت هناك فى مهمة عمل مع اكاديمية العلوم السوفياتية ورأيت بعينى وسمعت الروس - وكان معظم من لقيت معارض ليلتسين ويعرفونه جيدا ويعرفون ماضيه - كانوا يؤكدون ان يلتسين وراء تلك البلطجة، مما يذكرك ببعض النماذج العالم ثالثية، اذ تواجه بمعارضة لزعامتها فتلوذ باساليب العنف ضد الشعب، الذى تزعم انها جاءت إلى السلطة لتعمل لتحقيق تطلعاته ومصالحه، وتقوده نحو مستقبل افضل. ذلك ان يلتسين راح كأى زعيم عالم ثالثي يجند العملاء بالمال بصورة شبه علنية. ويلوذ بالغرب – امريكا -بصورة تذكرك بنماذج من العالم الثالث او-و ما يحدث فى ليبيا من ارسال السلاح والموؤن. وكان الروس قد بداوا يتضورون جوعا لمعظم السلع فيما فاضت السوق السوداء بالدولارات، وهربت حمولة شاحنات وقاطرات بكامله من الروبلات خارج الحدود انظر(ي) قناة روسيا اليوم طاول الاسبوع الثانى من فبراير 2011. وفرغت ارفف السوبرماركتات من السلع الغذائية والاسواق من المنتجات الزراعية. كنت فى هيوستون ابان اول انتخابات بعد سقوط الاتحاد السوفيتى والانقلاب الهليوودي على جورباتشوف - كنت اشاهد نيكسون -على شاسة تلفيزيون الفندق - يوزع الطعام من المقانق وشيكولاته نيستلة وكيتكات على الروس الجائعين كأنه السفير الامريكى فى كوريا الجنوبية ابان حروب الهند الصينية فى خميسنات القرن العشرين. وكانت معونة امريكا لروسيا ترشو الجيش الروسي العظيم بالملايين، لبناء ثكنات ومساكن للجيش، وقد ركع الجيش السوفيتى العظيم على ركبيته جراء كل من الحرب فى افغانتسان ودغاستان والشيشان. وكانت الاولى حربا بين السوفيت وامريكا، فيما اضعفت روسيا مع طول الحرب وعدم تكافؤ السلاح، وقد تقلصت ميزانية الدفاع مع سباق صناعة الفضاء وبيع التكنولوجيا الامريكية المكهنة لروسيا، وسقوط محاصيل القمح والحرب الباردة طبعا الخ. ومع ذلك فاذ كان الوضع فى 1996 افضل الا ان افئدة الروس لم تكن بعد قد تعلقت بـ"حكم القانون". وربما لم يمل الروس نحو عبادة حكم القانون بعد كل شئ الا ان القانون كان يستخدم فى روسيا دائما لغايات اخرى غير القمع. ففى وقت كان روسيا تمر فيه بحالة ترانزيت ما بين تدهور منقطع النظير، وتضعضع شروط الطموح إلى والعشم فى وضع افضل، فقد باتت روسيا تطمح اكثر ما ملكت ان تطمح إلى احراز مستوى اقتصاد اليونان على الاكثر. فمن كان يتصور ان يغدو اقصى امانى الروس "اللحاق" باليونان؟ واسوأ من ذلك فقد راح الغرب يجأر بان الروس يحتاجون إلى تدريب وتأهيل، كيما يحققوا معدلات نمو ف"اللحاق" بمستوى اليونان. ذلك انه فيما منيت روسيا باسوأ ما فى النظامين الاشتراكى والرأسمالى ما بعد الصناعى فقد انخفض الناتج المحلى الاجمالى الروسى إلى 50% فى الثلاثة اشهر الاولى لتولى يلتسين السلطة. ذلك ان اقلية رباطة مفيوزية من الاوليجاركيات الجديدة راحت تنهب الاقتصاد فتراكم مليارات الدولاراتن فيما بقى الفلاحون والعمال واصحاب المعاشات بلا مرتبات لاشهر. وقد نشأ جراء تضعضع الاقتصاد الروسى والاطاحة المنظمة بطاقم القيم الاشتراكية نشأ فراغ قيمي. ورغم ان الاشتراكية كانت تنافق الوصايا العشر مثلها كمثل المسيحية الغربية الا ان توليفة من اسوأ رواسب القيم الاشتراكية وقيم أو لاقيم الراسمالية ما بعد الصناعية تركت الروس مصعوقين لما آل اليه حالهم، لا يكادون يصدقون تسارع معدلات تدهورهم. فقد اطاح النظام الجديد بالقيم القديمة وراح يتعين عليه تكريس الحاجة إلى قائد قوى يقضى على آفات الماضى. سوى ان مقدرة يلتسين على الايفاء بالوعود التى كان قد قطع على رئاسته بقيت مشكوك فيها. فان لم يتغير شئ على نحو جذرى اوحتى سطحى لاغلبيات الروس اثرت اقلية قليلة جدا بصورة فلكية وراح النظام يستدعى لعبة قديمة هى ملاعبة فئة أو جماعة باخرى. ذلك ان روسيا غدت قاصرة عن "اللحاق" بالجمهوريات الجديدة - المجر بولندا وتشيكوسلوفاكيا - فراحت ترهب جيرانها وتبتز الاقليات. وقياسا راح الروس وقد تعودوا لعبة القيادة منذ السلطة السوفياتية على الاقل يرددون"فيما نتظاهر نحن بالعمل يتظاهر القادة بملاعبة فئات شعبية باخرى "We pretend to work and they pretend to play us up .الا ان سقوط السلطة المركزية لم يلبث ان فتح ابواب النهب امام غرماء قدامى وغرماء جدد، يغريهم ضعف السلطة المركزية على نهش لحم السلطة المركزية. وقد تمثل الغرماء القدامى والجدد فى كل من الانتهازيين من اعضاء الحزب الشيوعى، وفى الاوليجاركيات الجديدة، وعلى رأسها بوريس ببيريزوفسكى اول واهم الاوليجارك السبع(4) المهم فورا فى الوقت الذى كان " الدستور" قد قيض ليلتسين صلاحيات غير محدودة الا ان يلتسين بدا وكأنه راغب عن ايكال صلاحيات سلطة مهما كانت لغيره ونيابة عنه، الا ما خلا اعضاء اسرته وبعض الاوليجاركيين وفلاديمير بوتين. وكان يلتيسن قد راح يقضى وقته اما مستروحا فى الاقاليم، أو فى شرب الخمر مثله كمثل امنحاتب الثالث الذى تفرغ للصيد والقنص- وقد ترك حبل تصريف السلطة والثروة الروسية لابنته وزوجها ومحاسيبه على الغارب. ولعل ذلك الوضع كان قد اغرى تنويعات من الرهائن الملكية والمحظيات الملكيات والعبيد المعتوقين بالسلطة مما غدى معه رئيس الجمهورية رهين تلك الفئات من صناع الملوك King makers. ومن المفيد تذكر ان الفترات الدورية للجذر السلطوى المشروق غالبا ما يتظهر فيما يشبه الفوضى الاقطاعية كما ذكرنا اعلاه، حيث يروح غرماء قدامى وجدد يستولون على "اقطاعات" حيازات واصول ليست بالضرورة عقارية بل اقطاعات مالية وتجارية وامتيازات وسندات الخ- مما كان مملوكا للدولة المركزية أو فى حيازة السلطة المركزية باسم الالهة - الرب - الملكية الجماعية لوسائل الانتاج. وكانت تلك الامتيازات تمنح وتمنع فى السابق مقابل "خدمات" وبحسابات وعلى ضوء دبلوماسية التحالفات والتحالفات المضادة. عنقاء تنهض من الرماد فى كل مرة: لم يؤلف اجتياح الاتحاد السوفياتى اول هزيمة منيت روسيا فيها بالانكسار. فقد كانت روسيا قد منيت بالهزيمة فى حرب القرم فى الربع الاخير من القرن التاسع عشر، سوى ان روسيا كانت دائما تنهض من الرماد. وحيث يتمثل تاريخ روسيا فى موجات منوالية تتمثل للامة الروسية صلاحيات وقدرات هائلة اذ سرعان ما ينشأ الحس القومى الذى قد يتطرف فى علاقة طردية مع وفى مواجهة الفوضى والتآكل و. الاحساس بالخوف. وحيث ينتشر الاعتقاد بين المفكرين الروس ان اهانة روسيا اتية من الخارج يعزو الروس للغرب خلق شروط اهانة روسيا على نحو يشارف اهانة المانيا- الفايمار فى الثلاثينات وقبل ظهور هتلر مما قيض شروط نشوء الاخير فالفاشية والحرب الحرب العالمية الثانية. فان بقيت الفاشية مسألة مستبعدة فى روسيا فان اهانة روسيا تبقى لا مغتفرة لدى معظم الروس على اختلاف الون طيف انتماءاتهم. فقد تبذر تداعيات ما بعد 1991 وسلطة رجل مريض سكير وحكم رجال ال كى جى بى KGB السابقين-بذور سقط قد يرقى فى بعض تظهراته إلى نشوء الفاشية فى روسيا. ذلك ان الاقتصاد المتداعى والسلطة الفاسدة مما يستلب اعداد متزايدة من الروس فكافة القطاعات الشعبية قد يخلق شروط ديكناتورية تستدعى عناية الهية قيصرية شرقية. فحيث كان ثمة 225 الف جندى يحاربون فى الشيشان فقد راح الجنود يستدعون اندحار روسيا ازاء الولايات المتحدة فى افغانستان ويتنكرون تباعا لما يسمى ب " روسيا الجديدة" ويكفرون بالخيار الجديد - الرأسمالية ما بعد الصناعية.و رمبا اندفع الروس والامر كذلك نحو فكرة اعادة انتاج روسيا القديمة وامجاد روسيا وعظمة الجيس الروسى القديم. ففيما عدى صناعة السلاح فقد تغدو روسيا محض دولة منتجة للمواد الخام – البترول - لا تزيد عن السعودية. وحيث لا يبقى لروسيا سوى المواد الخام - البترول والماس وغيرها فقد تتحول بدورها إلى دولة "غير منتجة" بثروة لا منتجة تعيد انتاج نفسها بما تحتفر من باطن الارض. هذ وكلما تفاقم عدم استقرار روسيا كلما احجمت الرساميل عابرة الحدود عن عبور حدود روسيا إلى الداخل وهروبها إلى الخارج. وقد بقى لسنوات بعد ما يسمى "تحرير" الروس على روسيا ان تشهد تعاظم معدلات تطور العالم ما بعد الرأسمالى فيما يتفاقم تخلف روسيا ناكصة إلى الوراء. فقد شغلت روسيا المرسملة بمشاكلها الماثلة مرة-فكم من الاجيال يمكن ارسالهم إلى الشيشان أو داغستان-و غيرهما ممن يتجاسر على روسيا-حول حماية الحدود الروسية. ومرة اخرى يغالب الروس الحنين إلى والسعى نحو اعادة انتاج المجتمع القديم فى دولة القرن التاسع عشر. ولعله من المفيد تذكر الخلفية التاريخية-الثقافية العنيدة لمفهوم السلطة الروسية مما كان قد تأتى فيما تأتى على مر عصور طويلة عن سلطة القيصر والكنيسة الاورثوذكسية. واجادل أن كمياء السلطة التى وجدت التجربة الاشتراكية فيها نفسها-و مما كانت روسيا حرية بان تستدعيه باستمرار-و ما كان قد تحقق داخل السلطة الاشتراكية بواقع الحصار العام والخاص-ان ذلك المناخ كان خليقا بان ينتج ملامح ورواسب نمط انتاج واعادة انتاج شرائح سلطة ذات خصوصية " شرقوية" او-و "مشروقة" فى كل من تنظيم الحكومة والانتاج وعلاقات الانتاج. وعليه اجادل إلى ذلك ان سلطة بوريس يلتسين بقيت شاخصة بدرجات المقياس المدرج عند لحظة فى ماضى عنيد. وقد راح البعض يجزم بان تقوض التطبيق الاشتراكى جراء حصار السوق إلى ما الحق ذلك التطبيق المحاصر باشتراكية روسيا من سلبيات ربما رجع إلى كل من الكمياء اعلاه والى ارتجالية التطبيق الاشتراكى. ذلك انه حيث لم يقيض للتطبيق الاشتراكي مناخ موات للنضوج مما تمثل فى شروط موضوعية وذاتية معينة فربما فسرت تلك الشروط ارتجالية تطبيق واخطاء التجربة الاشتراكية -التطبيقية. هل يؤلف القفز على مراحل تطور اللوحة الخماسية ارتجالية ففوضى التطبيق الاقتصادى؟ الا يبقى واردا التساؤل ما اذا كانت تجربة وتطبيق الاشتراكية - وقد حوصرت من البداية حتى النهاية - من داخلها وخارجها- حريا بان يصدر عن كل من رواسبه الخاصة وربما كرس بعضها فى تنويعات وتمثلات؟ اليس بسبب ذلك وخلافه واردا مجادلة اننا منطقيا بصدد دولة خراجية شرقية؟ كانت البرجوازية الصناعية - قد نشأت مرتجلة وعفووية فى بداياتها حتى قيضت لها شروط نشوء من مرحلة انتاج "مشروعة" - وفق اللوحة الخماسية - فتفتحت وانتظمت واخذت تتعين على مشاريع وبرامج وتطبيقات مرتاحة على ساحة خالية أو اخلتها له الاكتشافات الجغرافية الكبرى والتوسعات اللامحدودة فى الكرة الارضية. الا ان الاشتراكية نشأت قياسا بالقفز على نمط انتاج او-و مرحلة انتاج كاملة-نمط الانتاج الرأسمالي الصناعى-ومن ثم كانت حرية بان تبقى غير منظمة وشبه عفووية ومرتجلة منذ بداياتها وربما حتى نهايتها-المؤقتة أو الدائمة. على انه ربما كان مفيدا الاستطراد فى ان قفز نمط انتاج من مرحلة من مراحل اللوحة الخماسية على مرحلة دون النشوء التدرجى الموصوف قد لا يؤلف بحد ذاتها سببا فى نكوص نمط انتاج إلى ما هو ادنى من النمط الذى قفز منه. فقد قفز نمط الانتاج الانجلو امريكي فوق نمط الاقطاع الغربي أو الشرقى من النمط العبودى إلى الرأسمالية ما بعد الصناعية من ناحية. ومن ناحية اخرى يمكن القول فى سياق قراءة جدلية للوحة الخماسية قرأة موضوعية - اى فى مسار نشوء المجتمع الانسانى ككل وليس نشوء مجتمع على حدة - ان البرجوزاية الصناعية الشمال غرب اوربية ربما كانت من ناحية اخرى قد وفرت اتصالا نشوئيا بين الرأسمالية الصناعية وما بعد الصناعية. سوى انه يمكن القول مع ذلك ان الرأسمالية ما بعد الصناعية عانت وما برحت تعانى حالة انتقالية عنيفة تتسم بارتباكات واختناقات ارتجالية او-و متقصدة مثل الازمات المالية الماثلة منذ 2007-8 وتباعا. وانه قد لا يعفيها من مغبة ممارساتها سوى عنف مجدد واشد شراسة. وقياسا فقد بقيت بدايات الاشتراكية تتصل لوقت طويل بالارتباك-و قد بقيت كتجربة جديدة على روسيا فيما يشبه الترانزيت اللامتناه وكوظيفة لكل من حصار البرجوازية الصناعية والرأسمالية ما بعد الصناعية مما قد يفسر كيف كان ان نشوء الاشتراكية والرأسمالية ما بعد الصناعية كقوتين عظمتين تواكب وجيزا. على ان حصار الرأسمالية ما بعد الصناعية للاشتراكية لا ينبغى ان يؤخذ على انه حصار واحدى الجانب. ذلك ان حصار الاشتراكية بدورها للبرجزازية الصناعية ربما عجل بالنشوء المتسارع للرأسمالية مابعد الصناعية.و فيما كانت الاشتراكية محاصرة بالوصف اعلاه فان اخطاء الاشتراكية التطبيقية نفسها- و لم يقيض تجاوزها لاسباب موضوعية وذاتية-كرست إلى ذلك ارتجالية التطبيقات الاقتصادية والاجتماعية فبقيت ولم تنحسر-مستقرة فى مسام المجتمع الروسى لوقت اطول مما لو كانت التجربة الاشتراكية قد قيض لها الارتياح على شروط نشوء وتطور افضل. اى انه قد لا يتجاوز الحقيقة القول بان غياب كل من شرط نمو معافى بلا حصار خارجى زيادة على خصوصية مفهوم السلطة الروسية الثقافي السابق على الاشتراكية كانا حريان بان يبقيا مكرسين ولو بالمحاصرة ابان التجربة الاشتراكية وبرواسب عنيدة مما قد يفسر السلطة اللاحقة فى روسيا-المرسملة -الجمهورية الرئاسية. ولا يقتصرعناد رواسب السلطة على تشكيلات السلطة الروسية فقد بقيت رواسب مفهومات السلطة الامريكية المتحدرة عن نمط الانتاج العبودى عنيدة بدورها تستعصى على فلا تستوعب مفاهيم السلطة البرجوازية الصناعية التى يفترض ان الاولى تطورا ونشوءا عليها. عليه يمكن القول ان السياق الذى ما انفكت السلطة الاشتراكية تصدر وذلك الذى وجدت التجربة الاشتراكية نفسها تستوعب داخله لم يلبث ان تمأسس فوق ملامح ورواسب خصوصية بعينها وهو النمط الثقافي الشرقوي فى كل من تنظيم الانتاج وعلاقات الانتاج والحكومة. فان كانت سلطة القياصرة الروس مطلقة-مستبدة-طاغية-دكتاتورية وقد تمأسست على غياب المحاسبة-اذ لم تعرف ثقافة السلطة الروسية تقليد النيابة-فلم يزد كافة القياصرة تجبرا عن ايفان الرهيب. ولم تزد القيصرية الروسية على تنويعة من الاستبداد الشرقي بواجهة "محدثة" عبرت عن نفسها فى فرنسة مظهرية لاقلية ارستقراطية- طبقة سانت بيترزبيرج - على عهد القيصر بطرس الاول فقد بقى الموجيك-ارقاء الفلاحين الروس-يباعون كرقيق منقول حتى 1861 . والى ذلك كان لينين اول من ابدع دولة الحزب الواحد الحزب البلشفى. وكان الحزب البلشفى حزب الاقلية رغم استدعاء "البلشفة" - وتعنى بالروسية الاغلبية - وبالتالى تعنى المنشفية الاقلية. وكانت مسألة الفلاحين من بين الخلافات بين البلاشفة والمناشفة. فقد كان الاول يرون اهمية دور العمال فى ريادة الثورة فيما كان المناشفة يقفون إلى جانب الفلاحين. وبانتصار البلاشفة على المناشفة تدنى دور الفلاحين إلى المرتبة الثانية فى صفوف الثوار او-و الفئات المنوط بها التغيير الاجتماعى. الا انه عندما انتصرت الثورة البلشفية على المحور ابان الحرب العالمية الثانية فقد رد الاعتبار للفلاحين وقد قاتلوا وابلوا بلاءا حسنا إلى جانب العمال فى الجبهة. هذا وكانت الماركسية قد اعلنت ان الطبقة العمالية – البروليتاريا - هى الطبقة المنوط بها القيام بالثورة على البرجوازية وقد اعلن البلاشفة ان العمال - البروليتاريا. وعلى الرغم من انه لا البروليتاريا ولا البروجوازية الصناعية كانتا بالضرورة قد قيض لهما "النشوء" بعد فى روسيا القيصرية - كطبقات متناظرة بالمفهوم الماركسى للبروليتاريا وألبرجوزاية الصناعية- فكل ما حدث هو انه تم من يومها اعلاء دور فئات عمالية - تعاونية - سابقة على البروليتاريا - لم يقيض لها ان تنتظم فى تعاضدات صناعية ازاء ارباب عمل صناعيين-فى الفكر الحزبى فى الثورة البلشفية خصما على اغلبية المنتجين-الفلاحين-الموجيك. وقد خلق ذلك اشكالية نظرية ومنهجية من يومها. ولعل موقف لينين من الفلاحين تحدر إلى موقف كثير من المفكرين والمنظمين الماركسيين والاشتراكيين بعده مما بقى مستقرا فى مسام فكر وتنظيم التغيير الاجتماعى والثورة خصما على " الفئات الشعبية العريضة". فقد كان من اهم الخلافات النظرية والتطبيقية بين لينين والمفكرة الماركسية روزا لوكسمبيرج موقف لوكسمبيرج من اخذ فئات عريضة من "الشعب" فى حسابات التغيير الاجتماعى سواء بالثورة أو بالاضراب العام لان الثورة او- والاستيلاء على السطة يحتاجان إلى استقطاب كافة الفئات الشعبية. وكانت لوكسمبيرج قد نذرت جانب كبيرا من حياتها من اجل " تمكين" الفئات الشعبية كما كانت اول من بادر بفكرة الاضراب العام كوسيلة للاستيلاء على السلطة(5). المهم انه على الرغم من ان روسيا كانت دولة زراعية مثلها كمثل معظم الدولة الاوربية انذاك حيث بقى القطاع الزراعى مصدر نسب عالية فى الناتج المحلى الاجمالى ومخدم لاعداد كبيرة من الناشطين اقتصاديا حتى الثمانينات من القرن العشرين فى فرنسا مثلا. فقد بقى الفلاحون شبه مقصيين عن صفوف الثورة- والتغيير الاجتماعى لحساب العمال فى فكر وتنظيم الثورة أو التغير الاجتماعى الماركسى والليبرالى حتى فى المجتمعات الزراعية ربما إلى اليوم. تركة السلطة الروسية القيصرية والسوفيتية: فيما كان لينين قد انشأ دولة الحزب الواحد- لم يكن حزب الحكومة مع ذلك حزب الاغلبية بالضرورة فقد اخترع ستالين ارهاب الدولة State terrorismولم يتوفر يلتسين حتى على تكوين حزب اذ لم يكن يلتسين يعتقد حتى فى الحزب الواحد. واجادل ان مفهوم السلطة والقيادة كان حرى بان يتحدر عن جملة رواسب فى الارث والتنظيم فى تمثلات بقيت ماثلة ابان القيصرية ولم تنحسر بل بقيت كامنة ابان الاشتراكية . واوجز تراتب تنمثلات الارث والتنظيم فى المخيلة الشعبية - الموجيكية على الخصوص منذ روسيا القيصرية وفى الفكر الحزبى السوفياتى حتى روسبا الفيدرالية على التوالى: -توفر ارث وسياق استبدادى- شرقى-متصل من السلطة القيصرية - تراتب المجتمع هرميا على نحو شبه حديدى تنفرز تراتباته فى الارستقراط والكولاك- ملاك الاراضى- والموجيك-الفلاحين والاجراء الريفيين ومن فى مصافهم من الاقنان والعبيد -افرزت تلك التراتبيه ثقافة الايقونات والايمان بالقديسين المشخصنين- كل اسرة وناحية وقرية وحرفة تقديسها. -عبادة القياصرة والقديسين فى سياق وتحت هيمنة القيصرية. - تركز سلطة الدولة فى افضل الشروط على دولة الحزب الواحد منذ بداية القرن -عبادة الفرد والتنظيم بوصف انهما سابقان على الاتحاد السوفياتى. ويستدعى عبادة الفرد كل من الايقونات السياسية –القيصرية-و الدينية عن الكنيسة الاوثوذوكسية -رفض يلتسين مثلا من البداية تكوين حزب. فلم ينشئ يلتسين حزبا بوصف "انه رئيس كافة الناس وفوق الجميع" اى سلطة مشخصنة لفرد مفرد مثله كمثل بطرس الاول. -لم يحل وصول يلتسين للسلطة شرط تدمير الحزب الشيوعى السوفياتى فقد غدت سلطة يلتسين- بحق الفيتو-اوسع بكثير من سلطة السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفياتى فقد كانت سلطة السكرتير العام خاضعة - ولو نسبيا-لمراجعة السكرتارية المركزية - ال Polit-Bureau واللجنة المركزية والمؤتمر العام. -بقاء الجمهورية الرئاسية الروسية-على الرغم من ونتيجة للتحالفات او-و وجود الدوما-البرلمان اقرب إلى دولة الحزب الواحد بخاصة وان الرئيس يتمتع بحق الفيتوا وبالحق فى حل البرامان واعلان الحرب وهذا توليفة من حق رئيس الجمهورية الامريكية وصلافة قداسة. -قد توفر الجمهورية الرئاسية-فوق ارضية تعددية حزبية-تحالفات حزبية -اختلق يلتسين اكثر من حرب-فيتنام واحدة -تخصه- قرب موعد الانتخابات الرئاسية. بحرب الشيشان عام 1994 ولم يفك بوتين سوى ان رح يهدد داغستان واختلق حربا اخرى فى الشيشان فى 1999 -واصل بوتين استخدام علبة اوكسجين الحرب على الارهابيين - الغريم الخارجى-او الداخلى-الازلى الذى تستدعى عداوته انتقائيا فى ازمنة الشدة- بضرب الشيشان منذ نهاية 1999 إلى ربيع 2000 . -تلفيق عملية "رسملة" الاتحاد السوفياتى العسرة -و "مفوزة" روسيا-من المافيا: فيما اخذت الرأسمالية ما بعد الصناعية على عاتقها اعادة هيكلة روسيا بعنف وشراسة خبراء ومستشارين وتقنوقراط غربيين لا يرعوون ما اذا دفع العنصر الانسانى ثمن الهيكلة فقد ذهبت قيم تجربة سبعين عاما بكاملها-اى اطول من عمر الرأسمالية الصناعية نفسها-جفاء وكأنها لم تكن أو انها لم تحمل شيئا سويا أو ذا جدوى يوما وذلك ب: - اعلان نهاية الاتحاد السوفياتى وتخفيض العلم السوفياتى لاول واخر مرة فى عيد ميلاد 1991 فيما يشبه الصدمة غير المتوقعة. -بدئ "الاصلاح" الاقتصادى واقتصاد السوق بلا انتظام أو دراسة كافية مما دمر القطاع العام(6) - انخفاض الناتج المحلى الاجمالى بنسبة 50% ب "الاصلاح" الاقتصاى" ابان السنوات الاولى لرئاسة يلتسين مما كان عليه ابان الاتحاد السوفياتى. -الاطاحة بتراتبات مجتمع مدنى مهما كان ضعفها-مما كان قد تمأسست على القطاع العام- دون ان يحل مكانه سوى مافيات سوق ومجتمع مفتوحان على مصراعيهما لجماعات وتنظيمات مشبوهة(7) . -ارتفاع الاسعار بعد شهر واحد من وصول يلتسين إلى السلطة إلى مئة مرة -نشوء حكم اقليات المافيات الجديدة ونكوص اغلبية الروس إلى اقتصاد الكفاف والتقايض بليل فيما هو اقل من علاقات انتاج القنانة فالحنين إلى ماضى جميل. -قصف الموالون ليلتسين -الاحد 3 أكتوبر 1993 -الدوما على نحوغير مسبوق فى تاريخ روسيا نفسها . -اعادة انناج مؤسسات ووزارات وجيش الجمهورية الروسية المرسملة من فصائل قديمة-اى من نظائره السوفيتية. -احتفظت بعض المؤسسات السابقة على سقوط الاتحاد السوفياتى اما بمحتواها أو باسمائها من ذلك ال" كى جى بى" KGB والدوما-المجلس الادنى -البرلمان وإلى ذلك فان استشرت المافيا او-و ما يسمى ب "ألرأسمالية النغلة" أو "النهابة-الحرامية"Robber capitalism Illegitimate فى الاقتصاد الروسى المرسمل فقد راحت المافيات الروسية نفسها تعمل يدها فى هندسة كل من القيادات الشعبية او-ارهابها وابتزازها فيما اخذ بعضها على عاتقة اعادة "تعديل" خلايا السلطة العليا من الوزراء حتى رئيس الجمهورية على غرار ما كان قد مورس بحق بعض أو معظم دول وزعاماء العوالم العربية-وغير العريية-الثالثة والرابعة تباعا منذ سقوط الخلافة العثمانية فى الربع الاخير من القرن التاسع عشر عبورا بالخلافة الاسلامية فى 1924 بتواطؤ ان - و انخراط الرأسمالية ما بعد الصناعية- العولمة النشط. ذلك انه يبدو انه كان قد قيض لشخصيات بعينها الولوغ فى عمليات تجنيد وتدشين مألوفة - منذ تجرية الغرب فى السبعينات حتى بداية التسعينات مع ليخ فاوينسا زعيم نقابة عمال السفن البولندية سوليداريتى خصما على غريمه رئيس الجمهورية فوجيتشيك جاروزيلسكى Wojciech Jruzelski.ومع قيادات حركات شعبية ووزراء محتملين اخرين فى كل مكان او- واغتيالهم معنويا أو - بدنيا. فقد نشطت الآليات ومؤسسات الاوليجاركيين الروس الجدد اللذين اثروا مع سقوط الاتحاد السوفياتى فى عمليات التقاط وتجنيد وتعضيد كل من بوريس يلتسين باكرا وفلاديمير بوتين من بعده ليصعدا إلى رئاسة الجمهورية الروسية فقد اصبح يلتسين مدين باعادة انتخابه فى 1994 على الاقل بوريس بيريزوفسكى فيما يدين بوتين له بوصوله إلى رئاسة الجمهورية. فمن هو بوريس بيريزوفسكى؟ يعتبر بيريزوفسكى شيخ قبيلة الاورليجارك الروس ممن راح يسيطر على الحياة السياسية ومن ثم الاقتصادية الروسية غب اجتياج الاتجاد السوفياتى. وكانت تلك القبيلة قد الت على نفسها ادارة حملة انتخاب وضمان انتخاب بوريس يتلسين فى 1993 وتكريس الشروط الكفيلة بحماية يلتسين واسرته ومحاسيبه بترشيح وانجاح خليفه له بعد نهايته رئاسته. وكان بوريس ببيريزفسكى يملك اثنين من اربع قنوات تليفيزيون روسية وعدد من الصحف الكبرى إلى حصة معتبرة في مصانع السيارات وصناعة البترول والاليمنيوم الروسى إلى شركة الخطوط الجوية الروسية ايروفلوت إلى شركة سيبنيفتSibneft اكبر شركات الهاتف فى العالم. اى انه كان سيد ما يسمى فى روسيا اليوم الاوليجارك-رجال الاعمال الجدد اوالمافيات الجديدة. وكان الاخيرون قد كبدوا ادارة يلتسين باهظا بان حصلوا على اسهم فى اهم شركات القطاع العام على سبيل ضمان مساوق مقابل قروض لانقاذ الميزانية الروسية فيما سمى ب "الاسهم مقابل القروض"Shares against Loans فما ان نجح يلتسين فى انتخابات 1996 حتى عرضت شركات القطاع العام فى مقاصات - مزادات عامة - لم تزد عن ان تغدو تقاسما بين الاوليجاركيين Oligarchs فيما بينهم بتراب الروبلات-ان صح القول. حاشية رئيس الجمهورية: توليفة الرهائن البلاطيين والعبيد المعتقين والكوانجوز QUANGOs والوسطيين تكاذبا: كانت كل من الدعوة للتعددية الحزبية والوسطية الحزبية قد مفصلتا من اجل اعادة تشكيل المنظومة الاشتراكية وبخاصة فيما يتصل برسلمة روسيا بانقلاب يلتسين على جورباتشوف وتكريس عهد الاول خاصة. فقد كان يلتيسن وجماعته من المافيات الروسية والمستشارين الاجانب كتنويع على ما قد يشارف الطبقات الافريقية الوسيطة بالوصف اعلاه. ومن المفيد ملاحظة أن صعود كل من يلتسين وبوتين إلى السلطة كان قد اتصل بمكانزمات تشارف كل من ميكانيزمات السلطة التقليدية من ناحية واليات سلطة الطريق الثالث الوسطية من ناحية اخرى. فان كانت الاولى تتعين بمن اسميهم ب "صناع الملوك "King Makers من العبيد المعتقين والعبيد المقاتبين والرهائن البلاطيين والمحظيات الملكيات فقد اتصلت الثانية بحاشية وسطية- طريق ثالث مشروقة بدورها مما يسمى المنظمات الشبيهة بالمنظمات غير الحكوميةQuasi Non Governmental Organizations الكوانجوز QUANGOs من الروس والمستشارين الاجانب. وكانت الاخيرة قد استعارت ملامح ما بعد تقليدية Post-Traditional عارية فى مافيات شرسة بلا رقيب أو حسيب. وقياسا فقد وجد الشرق اوربيين - مثلهم كمثل غيرهم من النظائر المستقطبة انفسهم: -اما غير مدركين بعد للهوة -او انهم ما كانوا ليجرؤا على تصريح من شأنه ان يلمح باعادة انتاج أو مناقشة ما قد يبدو شبيه بما كان من خطاب أو مفردات الفكر الاشتراكى -انهم مجبرون على تجاوز كل ما من شأنه ان يلتبس و" اشباه" ونظائر ومفردات البرامج السياسية التقليدية "الرجعية. فقد وصمت مارجريت ثاتشر النظام الاشتراكي بالرجعبة فبات اليمين الاصولي الجديد التطرف اقتصاديا على الاقل ثوريا مثلما بات المحافظون الجدد ثوريين. وقياسا تملك المثقفون الروس الخوف من ان يصنفوا باى موقف قد ينسبهم إلى مشروع اليسار التقليدى أو يظن فيهم "الانحراف" عن الثورة الديمقراطية"
-يثابرون على ان ترديد ان "مفهومات وافكار اليمين واليسار التقليديين القديمة-مفردات لفقت لوصف الفكر الاشتراكى كون فكر الرأسمالية ما بعد الصناعية "ثورى"-على فكر الاشتراكية لم يعد "يؤلف اى شئ له معن عندنا"(9) وقد باتوا يجأرون "نحن وسطيون". واجادل انه اذ كانت كلا فئتي الرهائن والعبيد التقليديين الشرقويين واعضاء الحاشية من الكواجوز الوسطيين المشروقين بدورهم توفرتا باساليبها على عزل الحاكم- رئيس الجمهورية وتعقيم الممارسة السياسية الجمعية فى مواجهة كل من طاقم السلطة- فقد راحت هاتان الفئتين كعهدهما تتنافسان بعنف فيما بين اعضاء كل منها(10). ذلك ان قبيلة أو حاشية رئيس الجمهورية من الرهائن البلاطية كانت تعانى انقسامات داخلية ادت إلى تصفية بعض اعضائها. وكانت قبيلة الاوليجارك Oligarchs الروسية قد اوكلت ادارة حملة انتخابات يلتسين لاناتولي بوريزوفيتش تشوبياس Anatoly Borisovich Chubais رجل اعمال وسياسي روسي. وكان الاخير مسئولا من خصخصة روسيا وعضو مهم فى ادارة بوريس يلتسين من 1998 إلى 2008 وكان على رأس مؤسسة الطاقة الكهربائية المحتكرة للدولة.United Energy System فالتزم تشوبياس بتطبيق "الاصلاح" الاقتصادى من اجل "التخلص من الوباء الاحمر"-اى تلك "التوليفة من رواسب الاشتراكية والقومية الضيقة" التى راح الاوليجاركيون-مثلهم مثل نظائرهم من اعراب الشتات يرون فيها تهديدا لروسيا. الا ان قوة تشوبياس اصبحت تهدد مصالح القبيلة الاوليجاركية. ذلك انه ان تشوبياس يعتقد ان "الوباء الاحمر" كان حريا بان يعشعش فى جسم الاقتصاد الروسي ان لم يقتطع دابره - فقد بدى تشوبياس وكأنه اخذ يسيطر على الاقتصاد بعد اعادة انتخاب يليتسن. ولم يلبث تشوبياسان ووجه بالقبيلة الاوليجاركية وعلى رأسها بيرزوفسكى. فقد راح بيرزوفسكى يرى فى تشوبياس عدوه الاول. ذلك ان " رأسمالية العصابات النغلة تلك او-و الرأسمالية المالية - الربوية التى تشارف الخراجيةTributary - السابقة على الرأسمالية - البدائية بالاحرى - كانت تناسب امثال بيريزوفسكى وعصابته بوصفها افضل مناخ لشبكة العلاقات المريبة التى كانت العصاب وعلى رأسها بيرزوفسكي قد اسسوها فى عصب الاقتصاد الروسى من المراكمة بالمضاربة وغسل الاموال الخ من ناحية(11). ومن ناحية اخرى فقد كان بيرزوفسكى وراء الاطاحة بجورباشوف الذى رآه الاوليجاركيون "افضل من ان يصدق Too good to be true فراحوا يختبرونه مرة بعد اخرى بوضع العراقيل فى طريقه حتى هوى ثم لم ينفكوا ان اخذوا يعاملون الروس كما يعامل المتسولون"(12) . وكان بيريزوفسكى يوظف الاعلام من قنوات التلفيزيون والصحف التى يملكها فى الدعاية لكل من يلتسين وبوتين تباعا فقد اخذ بالتشهير فى شراسة بالمرشحين الآخرين فى سلسلة ملحاحة عبر افضل ساعات البث فى عمليات اغتيال شخصيات هؤلاء المرشحين فقضى على اى منافسة. فقد رأى بيريزفسكى ان مصلحته فوق مصلحة روسيا-على حد قول جورج سوروس ذلك ان بيرزوفكسى كان-مثله مثل بن جوريون يعتقد في نفسه بات يوقن بان روسيا مدينة له وبقية أعضاء القبيلة الاوليجاركية بوصف انهم كانوا قد "اشتروا الحكومة" الروسية " عن طريق كفالتها" ابان عجز الموازنة مرة. ومرة اذ ضمنت العصابة اعادة انتخاب يلتنسين بثروتة فى اسواق المال وقوة الاعلام التى يمتلكها. وقياسا كان بوريس ببريزوفسكى قمينا بان يستفرد برئيس الجمهورية حيث كان قد غدى باكرا إلى ذلك أو بسبه عضو فى دائرة بوريس يلتسين الداخلية واسرته وصديق حميم لكل من مستشار رئيس الجمهورية الخاص وابنتة الشهيرة إلى مزينة يلتيسن Image Maker تاتيانا دياكينكو مما قيض له تطويع زعماء الكريملين. ولم يخف بيريزفسكى سرا حين وقف علنا ليتأكد من فوز يلتيسن فى انتخابات عام 1996 ولا كيف كان هو وبعض اقرانه من كبار رجال الاعمال الروس قد توفروا على ذلك. فقد كانت العصابة الاوليجاركية قد خلقت حاشية تقليدية مشروقة كان من جراءها عزل رئيس الجمهورية مرة بانقاذه من فشل محدق فى الانتخابات يومها والاستفراد به بالنتيجة مقابل انقاذه مما هو اخطر مرة اخرى. وقد تلخصت خطة بيريزوفسكى زعيم حاشية صناع الملوك King makers فى كل من تكريس سلطة رئيس الجمهورية باليات شرقوية كالهزيمة بالزواج والمحاسيب والاصهار والتبنى والموالاة فى: -تعيين زوج ابنة يلتسن مديرا للايروفلوت بحيث يدور دخل الشركة فيودع فى سويسرا فى شركة من الشركات التى انشئت بالخارج لغسل الاموال الروسية تسمى فوراس Forus اى لنا For Us. -ضمان سيطرة بيروزفسكى مجددا دون غيره من اعضاء الاوليجاركية الروسية على يلتسين واسرته. وفيما كان الاوليجاريكيون الجدد- الكولاك ما بعد التقليديين - يتقاتلون على الاستحواذ على اعلى نسب من بيع القطاع العام بالمزاد العلنى فراحوا يوقعون على يلتسين ثمنا باهظا مقابل اعادة انتخابه(13). وكان يلتسين قد رأى ان يأتى ببوريس نيفسوف مدير نيزينها- نورفجرود Nixhni-Novgorod بوصف انه مصلح اقتصادى نزيه واخذ يعامله كابن متبنى قادر على الوقوف امام الاواليجاركيين، الا ان الاخيرين لم يرق لهم ذلك بالطبع فراحوا يزيحون المرشحين الواحد تلو الاخر، حتى يضمنوا فوز رجل مدمن مريض يزداد عزلة يوما بعد يوم. هل كان يلتسين تنويع باكر على جورج ووكر بوش؟ بوتين خليفة السلطان الشرقوى: كان فلاديمير بوتين رفيق بيريزوفسكى باكرا، وكان الاول متنفذا فى ثم مديرا للكي جي بى قبل ان يغدو مدير الاستخبارات الفيدراليةFederal Security Service (FSB) حتى صيف 1999. وكان الثاني طموحا يحاول منافسة بوتين، الا انه لم يلبث ان اثرى وراح يضع اصبعه كما يقولون فى كل كعكة؛ فتقرب من يلتسين ثم راح يرتهنه بقوة ماله وسيطرته على بعض اقوى وسائل الاعلام، وكلها اساليب يجيدها أعراب الشتات فى كل مكان. المهم لمع برويس فلاديمير بوتين مرشحا لخلافة يلتسين، وكان ذلك وظيفة دم استقرار راح يهدد بالفوضى عشية نهاية رئاسة يلتسين. وكان بيريزوفسكي قد تعين على خلق شرط لأن يبقى يلتسين رهينا له بخلق مبرر لذلك، وكانت فضائح يلتسين الاسرية قد راحت تزكم الانوف، بلغت الاسماع والابصار محليا وعالميا. وكان الشعب الروسى غير مرتاح لاراقة الدماء فى الشيسان وقتها، وقبلها فى تبليسى عاصمة جورجيا، ولا بشأن ضحايا دراما اجتياح الدوما فى 1993. وكان بيريزوفسكى قد رأى إلى ذلك كيف اخذت اثارة قلاقل وحوادث تفجير المجمعات السكنية فى موسكو تباعا، تدفع الروس دفعا لان يقفوا وراء حرب شاملة فى الشيشان فى 1999 -2000(14). وكانت اسهم بيريزوفسكى فى الاقتصاد الروسى قد حدت به إلى الانخراط فى كل من تعديل المؤسسة السياسية، من الدوما إلى رئاسة الجمهورية "جينيا"، فراح الاقتصاد الروسى يتحول- بنشاط امثال بيريزوفسكى-ا لى رأسمالية مافيوزية نهابة مرة. ومرة اخرى كان وضع بيريزوفسكى قد غدا مقلقا وبخاصة عقب فضيحة غسل الاموال الروسية فى الخارج فى 1999 وافتضاح الاموال غير المشروعة المودعة فى مصارف الولايات المتحدة على الخصوص. مما حدا ببوريس بيريزوفسكى ان يفكر سراعا فى مرشح لرئاسة الجمهورية، يخلف يلتسين بحيث يتواطأ مع، ويتستر على الفضائح اعلاه. فبدأ تجنيد وتلميع فلاديمير بوتين خليفة ليلتسين كمرشح لرئاسة الجمهورية(15). الا يذكرك بادارة باراك اوباما 44 وكان قد جاء على بطاقة خيل للامريكان وغيرهم انها مغايرة للادارة 43؟ وبما تحاول بعض الثورات المضادة، لثورات ربيع العرب، بتسريب فاحلال شخصيات مريبة مكان سابقاتها، ممن اضطرها الثوار على "التنازل"، ولم يسمح لها كبرها وتكبرها على الشعب ان تتنحى، حلما فى العودة مجددا أو على الاقل حتى تتعين الشخصيات المسربة على التستر على فضائح اسلافها؟ ومن ذلك مثلا ان بيريزفسكى لم يلبث ان انبرى لانقاذ اسرة يلتيسين فبات على رأس محاولة اسرة يلتسين فى بحثها عن "مخلص" فى شكل خليفة ليلتسين، تتفادى به المحاكمات بعد نهاية رئاسة يلتسين. وقد اوصل البحث بيريزوفسكى إلى بوتين. وقياسا يرجع الفضل فيما يبدو لبوريس بيريزوفسكى فى ترتيب الامر بحيث وصل بوتين إلى من منصب رئيس الوزراء ثم غدى مرشح يلتسين المفضل لرئاسة الجمهورية. ولم تزد المسارات التى قيض بها لبوتين ان يصبح المرشح الوحيد والمفضل ليتلتسين عن اعادة انتاج السيناريو الذى فاز به يلتسين برئاسة الجمهورية. فحيث تساقط كافة المرشحين لرئاسة الجمهورية تباعا من تشيباياس إلى بريماكوف منسحبين، فقد كان جوا من الهيستيريا غب تفجير العمارات السكنية فى موسكو قد ساد، بحيث جاء انتخاب بوتين مرشح رئيس الجمهورية فى وقت لم يكن احدا ليجرؤ على معارضة ضرب الشيشان، أو الاحتجاج على انتهاك حقوق الانسان، ولا على المجازر الجارية بحق المدنيين الشيشان العزل؛ والا اتهم بالخيانة العظمى. الا يذكرك هذا بضرب برجي منظمة التجارة العالمية عشية فضيحة شركة اينرون. وقد اتخذ حادثة 11 سبتمبر 2001 ذريعة لاجتياح أفغانستان ثم العراق تباعا. الم يكن القول باكرا بان الرأسمالية ليس لديها سوى سيناريوهات محدودة تجربها على كافة خصومها فى كل مكان منطقيا؟ الم لم يتعزز موقف بوتين على خلفية تأييد شعبى، واسع وانما خلق ترويع الروس باستلابهم وتجويعهم ماديا وفكريا وتنظيميا كمياء راح معها الروس- وقد استهدف امن واستقرار روسيا- يستدعون "حكم القانون" أو "دكتاتورية حكم القانون" على الرغم من مغبة دكتاتورية لم يكن منها فرار. ذلك ان انكسار الخط البيانى للاشتراكية ادى إلى تضعضع الطبقات العاملة السوفيتية السابقة فترى إلى كيف غدا العلماء والعمال جميعا متسولين أو مرتزقة. هذا وقد تردى حال الجنود المسرحين، وعمال المناجم الروس وقد وجد الجنود انفسهم بين ان يقبلوا العودة إلى اقتصاد التقايض- ولم تدفع رواتبهم لاعوام - وبين ان يخرجوا إلى السوق فاخذ بعضهم بالاستربتيز Stripteaseفى النوادى النسائية الخاصة التى كانت قد راحت تنتشر فى روسيا المحافظة بمغبة المنظمات غير الحكومية التى هجمت العشرات منها على المجتمع الروسى تعيد تشكيله. ولعل انتشار ظاهرة بيع الرجال اجسادهم بهذا الوصف، كانت تعيد انتاج ظاهرة مماثلة فى المجتمعات الغنية فى ثمانينات القرن العشرين، حيث تقوضت الصناعات الكبرى، واغلقت المناجم وشرد اكثر من 20 مليون عامل فى اوربا. فقد اطاح الاقتصاد الجديد بمعنى الرأسمالية المالية، بالاقتصاد القديم بمعنى الرأسمالية السلعية وبالطبقة العاملة. وراحت المدن الصناعية مثل شيفيلد شمال وسط انجلترا تشهد ظاهرة تصدير الرجال الاستربتيز Stripteaseإلى نوادي النساء فى بريطانيا(16). المهم راح مستوى المعيشة يتدنى بين اغلبيات الروس على نحو غير مسبوق منذ الثورة البلشفية، وتفاقم الفرق بين الاغنياء والمفقرين وانخفض عدد السكان من143 مليون فى ثمانينات القرن العشرين إلى 134 ميلون حاليا. ويعزو معظم المحللين ذلك للعشرين سنة التى تعرضت فيها روسيا لصدمة حلول ما يسمى رأسمالية العصابات Gangster capitalism فكيف لرجل بخلفية بوتين أن يؤمن بالديمقراطية الاقتصادية أو السياسية للروس؟ فيما نزل بوتين الانتخابات على بطاقة ما اسماه "دكتاتورية القانون" - قانون المافيات الاقتصادية - فان بيريزفسكى وقبيلة الاوليجاركيين الجدد ضمنت انها لن تضار اقتصاديا ولا سياسيا، وقد اعتصم بوتين بشعبيته الفريدة فصدق فى تطبيق "حكم القانون". وعلى الرغم من ان لامعدى من الاحساس بالاسى لكون الشعب الروسى العظيم كان قد اوصل إلى حال اختزلت بها امانية فى الا يجد شيئا ولا قيمة غير القانون معيارا يحتكم اليه فى التعامل فيما بين افراده وبينه وبين السلطة القائمة – الدولة - الجمهورية الرئاسية الطاغية بطبعها وتطبعها - فان توفر بوتين على "بناء دولة قوية كان حريا بالا يقيض مجتمعا مفتوحا". فقد انتشرت المخابرات وعصف بالغرماء وتم تعقب المعارضين على نحو غير مسبوق من قبل، باسم حكم قانون منقطع النظير. ولم يعد معدى من ان يتأتى حكم القانون خصما على الحريات الديمقراطية. وراحت خشية تنتاب الرأسمالية من انه ربما "واجه الروس والعالم باحتمال ان تتحول روسيا إلى بعبع من نوع جديد". ذلك "ان دولة بوتين كانت تهدد بان تتمحور حول الحط من معنويات وابتزاز الشعب الروسى ونشر الاحباط تحت شعار مكافحة الارهاب الداخلى والخارجى اى ان يواصل بوتين استغلال "الارهاب" ذريعة لضرب الحريات"(17). هذا فان يدفع غالبية الروس إلى بؤس وقدرية ترتد إلى رواسب مشروقة، فان فرض تنويعة روسية تقليدية شبه خالصة معروفة برواسب سابقة على كل من تنظيم الانتاج والحكومة الروسية الفيدرالية فان روسيا المرسملة قد لا تغدو اشد خطرا على الراسمالية ما بعد الصناعية من الانظمة الاشتراكية السابقة وحسب. وانما قد لا يجد الشعب الروسى - الذى كان عظيما يوما - معدى من ان يحتج بعنف على عنف العولمة ولو فى واحدة من انتفاضات المعدمين والعبيد الشرقية التى قد لا تروم اكثر ولا ابعد من "اعادة النظام إلى ما كان عليه قبل الكارثة." ولن يلبث حوار ان بدأ فى الادارة الامريكية منذ يوليو إلى اكتوبر 2003 يعبر عن درجة القلق الذى يهجس بالحاح للرأسمالية العالمية حول ما يدور فى روسيا، وكيف انه من شأن ما يدور فى روسيا العودة بها إلى ما كانت عليه قبل البيروستريكا ومجئ يلتسين على الخصوص. وكانت سياسات يلتسين الاقتصادية قد خلقت بليونيرات فى موسكو من الاوليجاركيات الرباطةن إلى بليونيرات الماركات المسجلة من مصممى الازياء ومنتجى الفيديو كليب الخ. وفى نفس الوقت راحت اسر روسية تعيش خارج موسكو على اقل من 17 دولار فى الشهر. ولم تعد السياسة تعنى شيئا للروس ولا الديمقراطية ولا الاقتراع ولاحرية التعبير. ذلك ان كل ما هناك بات ان الاغنياء والاقوياء يطوعون النظام لصالحهم ولا يشاهد الناس البرامج السياسية ولا يستمعون للدعاية ولا يكترثون باصوات العلاقات الحزبية العامة. ولا تهمهم الانتخابات من قريب أو بعيد. وقد انتشر اللا اكتراث بين فئات عريضة من الروس حتى افاق الروس بعد بضعة سنوات من وصول يلتيسن إلى السلطة كما فى كل مرة. ولم ينفك بعض المحللين الغربيين ان راحوا يجأر بانه ان كان الروس- وقد الفوا استبداد القياصرة الاقطاعيين الشرقيين واذعنوا للهيمنة البلشفية على حياتهم باسم الولاء للحزب والدولة - فان ذلك قمين بان ينفى شرط قدرة الروسى العادى على العقلانية الرأسمالية. وقالوا ان يبدو ان نتائج الانتخابات قد لا تأخذ روسيا إلى معسكر الدول الديمقراطية الحديثة. فقد بات استنتاج ان الروس ضائقين بالرأسمالية وعازفين عن الرسملة على كل حال اقرب إلى النبؤة التى تحقق نفسها. ومهما كانت التحليلات المركبة أو التسطيحية للنتيجة الماثلة قد بات كل ذلك يزعج البيت الابيض والبتناجون. فقد افزع المراقبون نتائج انتخابات الاحد 7.12.003 فى روسيا واحتمال ان تنكص روسيا إلى الاقتصاد المركزى والسيطرة السياسية الحديدية. ولم ير المحللون إلى كيف تردت حياة الروسي وقد ارتهن اقتصاد روسيا وحياة الناس العاديين باحداث فائقة وخارج ما الفه الناس من تداعيات انهيار اسواق المال جراء المساس باى من اعضاء الاورليجاركية الروسية مما ترتب عليه هبوط اسعار البورصة ب 20% في يوم واحد جراء اعتقال ميخائيل خورخوفسكى صاحب يوكوست اكبر شركة طاقة فى روسيا. وقد اتهم الكريملين بممارسة سياسات من شأنها اعادة الهيمنة على السياسة والاقتصاد مجددا باعتقال خروفخوفسكى، وهرب بيروزوفسكى، وطرد جورج سوروس. واغلقت المراكز التى كان يمولها ويديرها سوروس - وكانت كالعادة على غرار بيت الحرية Freedom Houseوامثاله ومهمتها تعليم الروس الديمقراطية بمعنى الاذعان لشرطيات السوق، والرضى بقدرهم والتحول إلى كائنات عاجزة عن التفكير لنفسها الخ. وكان اناتولى تشيوبياس Chibaias يكرر محذرا بان نتيجة الانتخابات قد تذهب إلى ما هو خطير ويجانب الصواب بصورة مرعبة. ولعل اناتولي تشياباس Anatoly Borisovich Chubaisكان يشير إلى كيف بات معظم الروس يهفون إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتى(18). ذلك السنوات اللاحقة لرسملة روسيا وتجربة الديمقراطية لم تعد تعنى لمعظم الروس اكثر من ان الثروة تراكمت فى ايد قليلة بلا رحمة ولا شرف بالسرقة علنا من ناحية. ومن ناحية اخرى فقد اصبح الفرد الروسي العادى وقد واجه حقيقة انه لم يؤهل للحالة الداروينية الرأسمالية الغربية حول الصراع الشرس من اجل البقاء. فقد بقى معظم الروس يحتفظ بذهنية السوفيت حيث لم يكن الفرد مسئولا عن الاعتناء بنفسه. وحيث كانت العبودية تستقطب 50% من الروس قبل الثورة البلشفية ولم تلغ حتى 1860 الا ان الثورة حررت الروس عمالا وفلاحين موجيك. فقد جاءت الثورة الاولى ثم الثانية ثم الحرب العالمية الاولى وراح ضحيتها مئات الالاف مما نبه الفرد الروسى على تقدير قدراته الذاتية الفردية بنفسه لنفسه. أتشوه السلطة المشوهة نمط الانتاج الروسي والامريكى معا ام العكس؟ اجادل انه قد يتعين افتراض انه ما ان فرضت الولايات المتحدة – العولمة - تنويعة السوق الحر ونموذج الحكومة الرئاسى للجمهورية على تنظيم الحكومة – الدولة - الجمهورية فى مجتمعات: - ديمقراطية لها تقاليدها السابقة او - وديقراطية ليبرالية - أو ما بعد ليبرالية فطيرة لم يقيض لها بناء اساس موضوعى- اقتصادي وسياسي شعبي بعد تغييب الاسس القديمة أو القضاء عليها تماما اجادل ان كائنات شيطانية كانت حرية بان تنشأ لتغدو اشد مدعاة للخشية على العولمة من "جمهورية الشيطان" وعلى جيزانها روسيا . جميعا. وربما كان من المفيد تذكر كيف اتضحت كل من تكافلية الجمهورية الرئاسية الفيدرالية والعولمة ووظيفتها فى تكريس تبعية روسيا بدعم للولايات المتحدة النشط والمعلن منذ اول انتخابات- بعد الانقلاب-المخرج سينمائيا هوليووديا على جورباتشيف -ابان استفتاء 1992. ولعل روسيا كانت قد بدأت تغدو من التوابع المستقطبة بلا فكاك جراء طبيعة رئاسة يلتسين مثها كمثل غيرها من التوابع المستقطبة(19). فان كانت الاوليبجاركيات الفرانكيشتانية تلك قد تعينت على خلق شرط حلول جمهورية روسيا المرسملة وعلى رأسها المهندس الوكرانى بوريس يلتسين فقد ساهمت امريكا علنا فى تكريس سلطة يلتسين فبات الاخير مدين بسلطته لكل من تلك الكائنات الشيطانية مرة والى الولايات المتحدة مرة اخرى مما انتفى معه كل احتمال لاستقلال روسيا ناهيك عن سيادتها. وقد رأينا كيف كان بيروزوفسكي واعوانه وراء فوز يلتسين وكان الرئيس الامريكى السابق نيكسون قد سافر خصيصا ليعاصر و"يراقب" الاستفتاء على رئاسة يلتسين فقدمت بالفعل وعلنا للشعب والجيش الروسى -الذى كان عظيما- رشاوي فى شكل: - حزمة" اغراءات للناخبين تتراوح بين القهوة النيسكافيه والسجوق والكيتكات مع ان نيكسون كان المراقب المحايد- ابان "متابعة" الاستفتاء عن كثب(20). -معونة أو "هبة" من الولايات المتحدة لبناء سكنات للجنود العائدين من افغانستان وكانوا مستائين من الحرب ونتائجها ولا جدواها(21) . تكسيح الاقتصاد المرسمل: كان جزءا وحسب من الاموال الهاربة عن عام 1999 إلى الخارج قدر باكثر من 70 مليار دولار(22) كانت فى الواقع معنونات مالية اجنبية-امريكية ومن البنك الدولى. وقد قدرت الرساميل الهاربة من روسيا منذ 1995 حتى 1999 ب 300 مليار دولار-ا ى عشرة مرات حجم الميزانية الروسية التى لا تزيد عن 30 مليار دولار وحسب. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية قد نشرت تقريرا حول بعض الاموال الروسية المودعة فى البنوك الامريكية فى سبتمبر 1999 كشفت فيه الوكالة ان تلك الاموال لم تكن سوى الاعانات الاجنبية-الغربية التى قدمت لروسيا فى 1995 من اجل "الاصلاح" الاقتصادى. وحيث يتم التستر على غسل الاموال الروسية- الامريكية –بالتماس فان الادارة الامريكية تحاول ابراز صورة نجاح كاذب لرسملة الاشتراكية حتى تتم رسملة الاشتراكية(23). هذا ولا تعدم الولايات المتحدة- العولمة ترسى "ثقافة" الفساد السياسى والاقتصادى فلا تقدم الولايات المتحدة الرشاوى العينية ابان الانتخابات الروسية على غرار ما يتم فى انتخابات العوالم الثالثة والرابعة بل تغمض العين عن غسل اموال قدرت بمليارات الدولارات من اموال دافع الضريبة الامريكى واموال غير معروفة المصدر يعتقد انها من معونة صندوق النقد الدولى من اجل التكييف الهيكلى الانتاجى الروسى. وقياسا فقد غدى غسل الاموال والرساميل الروسية الهاربة - رأس المال الهارب Flight Capital - على الاقل شرطا مجددا لتشويه الاقتصاد الامريكى نفسه، والسياسة الامريكية والعولمة بدورها، بوصف انه رأس مال ربوى مالى غير منتج(24). فقد اهتزت الاسواق المالية العالمية والمؤسسات المالية العالمية عن بكرة ابيها عندما عجزت روسيا عن دفع ديونها الخارجية فى اغسطس 1998 وقد راح رأس المال الروسى الهارب يعيد انتاج تشوه الاقتصاد العالمي مرة والعولمة مرة. ومرة اخرى فقد انتقل فيروس التشوه الاقتصادي الروسي-الذى كان قد اصاب الاقتصاد الروسي من سبعينات القرن العشرين-الى الاقتصاد العالمى. فان كان تشوه الاقتصاد الروسى قد قيض توريط روسيا والمنظومة الاشتراكية فى الديون الخارجية فقد عادت الرساميل المالية-الربوية-الهاربة فنشرت عدوى تشوه الاقتصاد السوفيتى والجمهريات الاشتراكية فى علاقة اباحية محارمية طردية في الاقتصاد العالمى مرة اخرى وهكذا. فالذى "تفعله العنزة "كريت" فى القرض يرتد إلى جلدها"(25). ليس ذلك وحسب وانما كان جزءا كبير من الاموال التى هربت راس المال الهارب Flight Capital قد اودعت فى البنوك الامريكية. وكان ذلك ابان حكومة تشيرناميردين - الذى كان يملك اغلبية اسهم شركة الغاز "السوفياتى" المخصخصة ومليارات الدولارات فى الخارج مجمل اموال العون الخارجى من صندوق النقد الدولى لروسيا زيادة على المعونات الثنائية الامريكية من اموال دافع الضريبة الامريكى. وقد خلقت تلك الممارسات شرط حلول تنويعة شديدة التشويه من المراكمة عابرة الحدود فلم تشوه الاقتصاد الروسى وحسب بل شوهت التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية-فتشكيلات السلطة-المجتمع المدنى-الروسى وغيره والعكس صحيح. ويتضح ذلك اكثر ما يتضح فى مجتمعات العوالم الثالثة والرابعة وفى الجمهوريات الشرقية "الجديدة" غب سقوط حائط برلين.و قياسا تمنى الممارسة الديمقراطية بالمقابل-و تحت وطأة الجمهورية الرئاسية بهذا الوصف والاصلاح الاقتصادى بهذا الوصف بما يشبه الانيميا الحادة. تشوه التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية وأمركة المجتمع المدنى الروسي: لم تلبث روسيا المرسملة ان خلعت برقع الحياء فراحت تتحدث بدورها باسم "الحضارة" و"مكافحة الارهاب العالمى" الاسلامى فى الشيشان زاعمة انها "ليست معادية للاسلام ولا للشعب الشيشانى" وما فيش حد احسن من حد(26). ولعله ليس غريبا ان تتعلم روسيا المرسلمة قاموس السفه الرسمالي مابعد الصناعى منذ البدئ وانما سرعان ما راحت روسيا المرسملة تزاود على صانعيها فى الادعاء والادعاء المضاد وصولا إلى دورة "ثورة" فيزقية كاملة بمعنى الكلمة. واجادل ان تبعية روسيا البراجماتية النفعية للولايات المتحدة في الببدئ لم تزد سوى ان فاقمت تضعضع تجربة "رسملة" الاشتراكية-"الاصلاح" الاقتصادي -"التنمية" -الرأسمالية ما بعد الصناعية نفسها- اعادة التوزيع الاشتراكى بان اعادت إنتاج الفساد والتشوه السياسي والاقتصادي(27). فان اثرى اعضاء اسرة يلتسين ومحاسيبته ونصرائه تحت هيمنة وبتخطيط من العصابة الاوليجاركية وارتهن البرلمان –و راح يلتسين يعين ويقيل 5 رؤساء وزارات فى غضون عام ونصف العام ما بين بداية عام 1998 وخريف 1999- فى محاولة تأجيل موعد الانتخابات فقد كان يلتسين يحاول اعادة تشكيل روسيا مرة واحدة والى الابد باحلال شرط وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة قبل انتهاء مدة رئاسته. ذلك انه ان يعجز يلتسين عن تمديد مدته الا انه قد يملك على الاقل ضمان الا يقدم للمحاكمة بسبب الفساد والمحسوبية. فقد كان تعيين فلاديمير بوتين Vladimir Putin فى سبتنبر 1999 ليخلفه قمين بان يتستر على فساد اسرة يلتسين ومحاسيبه ومنهم بوتين نفسه(28). ولعل ذلك كان من شأنه ان يودى فيما يؤدى إلى استقطاب مؤسسة السلطة فاذراية بمفهوم والممارسة الديمقراطية التى تمحور مشروع رسملة روسيا حوله خصما على المشروع السوفياتي. فقد كان لمجئ فلادمير بوتين معن واحد واضح وبلا التباس وهو اللا يخضع اى من طاقم بورسيس يلتسين أو اسرته للمحاسبة أو المراجعة. وقد بات محتملا ان يلجأ رئيس الجمهورية استخدام وسوؤ استخدام حق م الفيتو او-و حل البرلمان-عنوان الدمقراطية ما بعد الليبرالية التى فكك الاتحاد السوفياتى "الستالينى" التوتاليتارى من اجل عيونها-و-او اعلان حرب على ارهاب. ان تكريس صلاحيات رئيس الجمهورية الرئاسية مجددا لا تزيد على استلاب الشعب فيما يبتز الشعب الروسى وتصادر الحريات أو المجتمع المدنى فيدفع الشعب الروسى ثمن ذلك غاليا. وليس غريبا على يلتسين مثل هذا السلوك فهو الذى كان قد صعد إلى السلطة بعدة انقلابات داخل الحزب الشيوعى انتهت باستقالته من الحزب الشيوعى. وكانت الفترة من نهاية الثمانينات حتى بداية التسعينات فوصول يلتسين إلى السلطة قد صعدت عمليات شبه ارهابية افتعلها اتباع يلتسين نفسه لخلق حالة من الفوضى واضطراب الامن باحراق مبانى ومنشئات فى موسكو. ولم يستبعد بعض المراقبين الروس ان يكون يلتسين قد اتى السلطة بانقلاب عسكرى او-و كان يلتسين قد تواطأ في الانقلاب على سلطة جورباتشوف مع العسكر او-و نهز فرصة انهيار النظام لصالحه وخصما على جورباتشوف الذى لم يكن يحظ بشعبية بين اعضاء القبيلة الاولجاركية المذكورة اعلاه. وكان يلتسين قد صعد إلى قمة الجهورية الرئاسية مدعيا انه "نبى" الاصلاح" الاقتصادى" وبطل الديمقراطية الليبرالية فى مواجه الاشتراكية ورجعية الشيوعيين. ذلك ان الليبرالية الجديدة طرحت نفسها بوصفا ثورية باعتبار ان المحافظين الجدد ثوريون تروتسكيين احتلوا مكان اليسار التقليدى ضيقا بالاخير وببطئ سيره فى الاتجاه الذى ارادوه له. المهم لم يكن يلتسين بعد كل شئ يؤمن حتى بالحزب الواحد فيما راح يلتسين يضع نفسه فوق الاحزاب بوصف انه ممثل "الامة" الروسية مثله كمثل قيصر سابق. وكانت ديمقراطية الجمهورية الرئاسية قد اتصلت إلى ذلك بالفساد داخل دائرة شريحة السلطة الضيقة-الاقارب والمحاسيب والمقربين والاصفياء والنصراء الاقتصاديين والماليين مرة ومرة اخرى بما يسمى براسمالية الرباطين أو الحرامية ومن ثم فلم يكن من معدى من ان تقصر الديمقراطية السياسية عن ان تطعم فما أو تبقى ظهرا(29). ذلك انه قد لا تزيد "حرية التعبير" وتحت وضع اشياء بهذا الوصف عن محض مسخرة للديمقراطية الاقتصادية بغياب وتغييب المحاسبة وبالمطاردة بل قد لا تشارف دمقرطة روسيا الديمقراطية السياسية التى كانت الجمهوريات الجديدة قد هفت اليها من بعيد حتى الجنون. ذلك ان ديمقراطية معظم الجمهوريات الجديدة سرعان ما قصرت عن تحقق ما وعد الغرب الشرقيين به. فلم تخرج تلك الديمقراطية عن تنويعات على نظائر تمفصلها العولمة فى مجتمعات العوالم الثالثة والرابعة(30). ومما فاقم الظواهرة المذكورة اعلاه ان منظمات المجتمع المدنى والخدمة المدنية الروسية -ان وجدت– لم تكن لتعدو عن ان تتشرزم بالنتيجة. وقد بقيت منظمات المجتمع المدنى رهينة بتلك الكيانات التى كان سوروس يمولها. والاخيرة تنويعات على المنظمات غير الحكومة النغلة التى اخترقت كل من المجتمع الاهلى والمدنى والخدمة المدنية جميعا. وبقيت الاخيرة جراء ذلك رخوة فى حالة سيولة. وبقيت إلى ذلك بالتيجة مستضعفة جراء عدم الاستقرار السياسى وبخاصة والاهم لغياب الديمقراطية الاقتصادية. ذلك ان الممارسة الديمقراطية والحياة السياسية تضعفان بالضرورة ازاء سلطة رئيس الجمهورية غير المحدودة دستوريا وانفراده ومحاسيبه من الرهائن البلاطيين والمحظيات الملكيات والعبيد والاماء المعتقين والعبيد المقاتلين والكوانجوز الدوليين-بالساحة. ومن المفيد تذكر ان الصحافة وكانت الاوليجاركيات المذكورة تحتكر امبراطوريات اعلامية كهد اعراب الشتات في كل مكان-ان الصحافة بهذا الوصف لم تعدم ان تستهدف وترهب الصحافة الحرة والجماعات الضاغطة بالتعقب العصف احيانا باغتيال الشخصية او- بالتصفية البدنية مما يلاحظه الناس. فروسيا الدولة التى اجبرت صحيا على دخول مصحة بتهمة الاختلال العقلي ومنعت الصحفيين من السفر إلى الشيشان لتقديم تقارير حول الوضع في الشيشان ابان الحرب وهى التى تدخل قوات الامن فيها مقر الصحف وتستولي على كافة المعدات الاليكتروينة والوثائق وغيرها وهى التى تقدم الصحفيين اللذين انتقدوا انتخابات 2000 للمحاكمة بتهمة التشهير والاخلال بالامن. وعلى الرغم من مواجهة الغرب ليوغسلافيا فان يواجهة الغرب روسيا قد يغدو امرا متعذرا، الا ما خلا ما تقوم به المنظمات الشعبية الغربية من اتحادات الصحفيين وغيرها. فحيث غدت روسيا المرسملة أو نكصت إلى مستويات معظم المجتمعات العالم ثالثية لا اقل ولا اكثر من حيث العصف بالحريات باسم الامن الاستقرار وبقانون العيب وتحت القوانين العرفية أو الاستثمانية المعلنة وغير المعلنة والمنسية فان تظهر رخاوة ديمقراطية روسيا المرسلمة لا تنى ترجع ما يحيق بالمجتمعات السابقة على الطبقات-وعلى الرأسمالية فى العوالم الثالثة والرابعة وفى المنظومة الاشتراكية سابقا فيما يسمى ب "الجمهوريات الجديدة" غب سقوط حائط برلين حيث لم تلبث الممارسة الديمقراطية ما بعد الليبرالية ان منيت يما يشبه الانيميا الحادة تحت وطأة الجمهورية الرئاسية بهذا الوصف. هذا وان تغييب ما يسمى مجتمع مدنى متمأسسا على حقوق اقتصادية هذا وقد ترتب على غياب الديمقراطية الاقتصادية ان تركزت السلطة فى ايد من يملكون خصما على المستلبين وفى سلطة رئيس الجمهورية-بالاحرى واسرته ومحاسيبه. فان كرست رسلمة روسيا الفساد السياسى والاقتصادى فان تخثر الديمقراطية ما بعد الليبرالية-على هوانها فى كل مكان –راحت تتمثل فيما تمثلت فى ان البرلمان-"الدوما" قد غدت اقرب إلى آلية عديمة الفائدة. فقد ترتب ان مصالح حاشية المحاسيب والاصهار الخ –باتت معها الحكومة-و حتى الدولة-شبه زائدة عن الحاجة فى واقع الحياة السياسية فيما يتصل باهم السياسات الخارجية والداخلية معا. فروسيا الدولة التى اجبرت صحفيا على دخول مصحة بتهمة الاختلال العقلى ومنعت الصحفيين من السفر إلى الشيشان لتقديم تقارير حول الوضع في الشيشان ابان الحرب وهى التى تدخل قوات الامن فيها مقر الصحف وتستولي على كافة المعدات الاليكتروينة والوثائق وغيرها وهى التى تقدم الصحفيين اللذين انتقدوا الانتخابات الاخيرة فى 2000 للمحاكمة بتهمة التشهير والاخلال بالامن. هل نكصت الجمهورية الفيدرالية الروسية إلى تنويعة اقطاعية سابقة على الطبقات؟ اجادل ان غياب الديمقراطية الاقتصادية والسياسية تحت حكم القانون أو ديكاتورية القانون حرى بان يكرس سلطة حاشية ومحاسيب وسماسرة مصالح فوق قومية احيانا. ويتصل تكريس وضع الاشياء فيتصل احتمال نكوص الدولة على نحو ماثل إلى نظير سابق عليها او-و يخلق شرط فوضى تنموية وتنظيمية وسلطوية قد تشارف ما اعرفه ب "الفوضى الاقطاعية" أو تنويعة اقطاعية أو ما بعد اقطاعية ما بعد تقليدية. وتعيد هذه التنويعة بدورها انتاج متنافسين علي السلطة-والخراج المادى واللامادى عند اطراف السلطة المركزية النائية او-و المخضعة لاستلاب فارق على الخصوص. ويلاحظ الناس كيف اتسم الاصلاح الاقتصادى فى كل مكان منذ البدء بتشوه التشكيلات الاجتماعية الروسية اللا اقتصادية بمعنى انها تراكم ببيع المال كسلعة ولا تنتج سلعا فتخلق عمالة وتعيد التوزيع فيتعين الاستهلاك مما يعود بالانتاج إلى نفسه مرة اخرى-مما كان حريا يان يخلق شرط عدم الاستقرار وانفلات الامن. فلم تلبث الاقاليم النائية على الخصوص ان سقطت أو نكصت إلى تنويعة اقطاعية A Kind of Feudality ما بعد تقليدية Post-Traditional أو ما بعد شرقية كوظيفة لتعاظم اعداد المتشاركين فى عمليات استلاب الخراج. وقد تمثل الفوضى فيما اعرفه ب "الفوضى الاقطاعية" Feudal Chaos فى واحدة من مناويل سقوط الدول المركزية الدارج فى المجتمعات السابقة على الطبقات مما يلاحظه الناس فى السودان واليمن والصومال كما فى البلقان ولبنان وفى افريقيا جنوب الصحراء وبعض اجزاء جنوب شرقى اسيا. وتتمثل تنويعات تشوه التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية فى: .-كيف وصل يلتسين إلى السلطة عشية اجتياح الاتحاد السوفياتى مع تضعضع شعبية جورباتشوف ومشروع البيروسترويكا داخليا وخارجيا بما يشبه سقوط وقيام الدولة المركزية التقليدية أو ما بعد التقليدية والاوليجاركية؟ -كيف راح يلتسين يفاقم الفوضى - الاقطاعية أو الاقطاعية الجديدة - بافتعال حوادث تفجير فى وسط موسكو عشية الانقلاب على الدوما بضرب "البيت الابيض؟" -كيف عزلت بعض فئات الكولاك الجدد صاحبة المصلحة فى اجهاض مشروع جورباتشوف فباشرت انقلاباعليه بليل شبيه بانقلاب اقطاعيين شرقوييين تقليديين جدد أو اوليجاركيين على السلطة المركزية. -كيف تساوق سقوط جوراتشوف وصعود يلتسين مع تنويعة من الكولاك الجدد -كيف تيسر والحال كذك الاطاحة بالحزب الشيوعى ومؤسسات السلطة السوفياتية المركزية ثم ما لبثت الاقطاعات -الاولجاركيات الجديدة من الكولاك الجدد ان اعادت انتاج المؤسسات السابقة والسابقةعليها على نحو ما بعد تقليدى اكثر منه حديث أو ما بعد حداثوى -كيف صعد يلتسين إلى سلطة جمهورية رئاسية تشارف الدكتاتوريات القيصرية تحت شعار الاصلاح الاقتصادى بنسخ تاريخ جورباتشوف الاصلاحى واعادة كتابه تاريخه هو بوصف انه نيى الاصلاح والديمقراطية على غرار ما قد يشارف فبركة زموز وميثولجيا ما بعد تقليديةPost-Traditional فى مواجهة رموز وميثولوجيا سلفه أو اسلافه. -كيف ما انفك بعض اعضاء الكولاك الجدد ت تظهر فى قبائل اوليجاركية ما قبل أو ما بعد رأسمالية تكاد تحتكر الاقتصاد والسلطة السياسية من راء الستار؟ -كيف تظهرت الدولة المركزية-الجمهورية الرئاسية فيما قد لا يبعد عن الية مراكمة اللثروة والقوة برموز سلطة خراجية تتقاسم خراجا ما ديا ولا ماديا مع اعداد متزايدة من المتشاركين فى عمليات استلاب خراج-فائض عمل وخالص عمل وتقاسم تركة القطاع العام ببيعه فى المراد العلنى -كيف ادعت السلطة ما بعد التقليدية الجديدة ملكية الارض وما عليها بما فى ذلك الرساميل والاعانات والاستثمارات الخارجية ومؤسسات الدولة الاقتصادية جميعا؟ -كيف راحت الاقاليم الشرقية النائية بالذات تقوم بذاتها حيث راح حكام المديريات يستعصون على السلطة المركزية فيما يشارف دول داخل الجمهورية الرئاسية لا تخضع للسلطة المركزية مثلها كمثل نظائرها السابقة على الرأسمالية كدولة الزنج وحركات القرامطة والبابيك وغيرها من الحركات الانفصالية منذ المجتمع الاسلامي السابق على الرأسمالية وفى افريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقى اسيا الخ.؟ فيما تؤلف تلك الكيانات الاقطاعية أو ما بعد الاقطاعية وظيفة ضعف الدولة المركزية حيث تتحدى تلك الكيانات االسلطة المركزية- الجمهورية الرئاسية القوة العارية مثله كمثل نظائرها التقدلية السابقة ،تحرم تلك الكيانات السلطة المركزية من الخراج المادى واللامادى، ويخلق وجود تلك الكيانات "الاقطاعية" خارج السلطة المركزية - الجمهورية الرئاسية - تراتبات اقتصادية اجتماعية تمثل تنويعات فارقة من " مراحل التطور" ومن ثم العجز عن "الاصلاح الاقتصادى" أو "اللحاق" و"التنمية" ما بعد الرأسمالية بالطبع. تخلق حالة الفوضى الاقطاعية فيما قد تكون هى نفسها محصلة مناح أو شرط حروب اهلية او-وحروب على الحدود أو لمحض خلق عدو خارجى يشغل الناس مرة ويلهيهم عن الازمة مرة ثانية فيما يبرر الارهاب والعنف الداخلى ضد الاعداء والغرماء المحلين مرة ثالثة خاتمة: الحرب على الارهاب بدلا من الحرب على الفساد: بقى البعض يجأر بانه ان كان الفكر الاشتراكى قمين بالتناقض مع الحرية على نحو خطير فان الاشتراكية تخلق الانظمة التوتاليتارية وعبادة الدولة(31). وعبادة الفرد والتنظيم وحيث قد لا تمثل الجمهورية الرئاسية الروسية تنويعة ملفقة وحسب فانها تمثل تنويعة من اقسى تنويعات الجمهورية الرئاسية التى اجادل انها ليست اكثر ولا اقل من حاصل عجز فى الموازنة الديمقراطية the total sum of Democratic Deficit بانواعها السياسية والاقتصادية التى لم تقصد الرأسملاية يوما تحقيقها. ذلك انه قيض لمؤسسة السلطة الروسية وتشكيلاتها غب سقوط الاتحاد السوفياتى منذ البيروسترويكا وراثة اسوأ تقاليد السلطة الرأسمالية بتنويعاتها الانجلو ساكسونية والانجلو امريكية كما كرست عمليات رسملة روسيا رواسب سابقة على الثورة البلشفية. وكانت الاخيرة قد اتسمت بدورها بشروقة تشكيلات السلطة. وقياسا ورثت الجمهورية الرئاسية الروسية رواسب ومفاهيم السلطة القيصرية مما ازعم انه فاقم تكريس البعد الشرقى الناكص. ولم ينفك رأس المال المالى ان تغلغل منذ بدء الرسملة فى شبكة العلاقات الاقتصادية الاجتماعية الروسية مما تعين بالضرورة على خلق شرط اعادة انتاج نمط الانتاج الشرقي الذى زعمت مرارا وفى دراسات اخرى انه يناسب المراكمة المالية ويدل عليها بالنتيجة بما شارف كل من الفوضى الفكرية والاقتصادية والسياسية جميعا. وكانت حربى الشيشان فى 1994 و1996 قد وفرتا مناخ مزيد من الفوضى فيما كانتا بدورهما وظيفتا الفوضى أو ستار دخان تتسر وراءه الفوضى فتوفر شرط مزيد منها ومن التستر على درجة الفساد غير المسبوق. ختاما: كنت في معظم ما احاول تامله وما أبرح احاول ان اجادل ان كافة الشعوب مستهدفة فى المقياس المدرج لممارسات نوعية نمطية وان ما يتفاوت من حظوظ الشعوب منها هو التجريب الكمي قليلا أو كثيرا وحسب. وقياسا اجد في عزوف أو رغبة بعض المثقفين عن الوقوف على ما يحدث حولنا قصور لا يبرره شئ سوى ان بعضنا يكتفى بالنظر من النافذة ليلهم فى حين ان المعلومات لم تكن متوفرة فى اي وقت مضى كما هى اليوم جراء ثورة المعلومات وشبكة المعلومات شرط ان يأخذ الواحد(ة) منا منها بانتقائية وبحس نقدي. فبعض مما بشبكة المعلومات قد يؤلف بدوره احدى الاحابيل التى يغوى مشروع القرن الامريكى الجديد-الصهيونية العالمية-بها المثقفين والشعوب جميعا. هذا ومن المهم ان يكون للمرء فرضية فلا يكفى ان يسمع أو يكتب أو ان يقرأ سطورا ترص فيها كلمات تبدو منطقية مع صاحبها ولا يتصل ذلك المنطق بوضع الاشياء فى اتساق سياقها تجاوزا للمنظور المحلي.
هوامش: (1) انظر(ى) Amy Chua: World on Fire:2003:How Exploring Free market Democracy Breeds Ethnic Hatred & Global Instability: London: Chapter 7 وانظر(ى) ايضا شبكة المعلومات Capitalism in Russia (2) انظر(ى) ستالين :1965- المسألة الشرقية-دار التقدم- موسكو (3) من المفيد التمييز بين مفهوم فوضى بالعربية عندما تعنى بالانجليزية Chaos وبين فوضوية. فالاخيرة بنائية والاولى تتصل بالافكار اكثر منها ببناء أو نسق الا انها قمينة بان تنعكس على التنظيم بالنتيجة (4) انظر(ي)Mary Dejevsky: Boris Berezovsky: The first oligarch: The Independent. 25 November 2006 (5) كانت روزا لوكسمبرج -1871-1919- بولندية الاصل - المانية الجنسية -قد اسست مع السياسى ليبكنيخت Liebknecht "عصبة سبارتاكوس" Spartacus League التى تحولت فيما بعد إلى الحزب الشيوعى الالمانى David Crystal(ed.)The Cambridge Biographical Encyclopeadia:1998:Cambridge University Press:P:592: (6) لا تتجاوز الدول ما بعد القومية فى العالم الثالث البرلمان ان وجد والدستور فى قرار اعلان الحرب وحسب وانما فى اتخاذ قرارات الخصخصة وبيع المقدرات القومية على الرغم من ان الدستور قد يكون اشتراكيا مثل الدستور المصرى الذى ما برح ينص على الملكية العامة لوسائل الانتاج. (7) مثل جماعة الاوليجاركيين الجدد من امثال بيروفسكى انظرى ادناه (8) Ludo Marine-nd-: The Velvet Revolutions: Brussels & Glenny, Misha 1990: The Rebirth of History: Eastern Europe in the Age of Democracy: Penguin: PP: 54-55 Glenny:1990:Ibid:PP:188-190(9) (10) فبعد توريط اناتولى تشيباياسChibaias فى تهمة الرشوة حيث كان الاوليجاركيون انفسهم قد سلموه مبلغ 200 الف دولار قسط اول عن نشر كتاب و90 الف دولار قسط ثانى عادوا فوشوا به فقبض عليه خارجا من البيت الابيض-مقر رئاسة يلتسين وحكومته- ملتبسا بالتهمة. وكانت تلك الاموال فى الواقع مما دفعه الاوليجاريكيين لتشيباياس لادارة حملة انتخاب يلتسين فما ان اتهم بالرشوة حتى شغل بالدفاع عن نفسه عن ادارة حملة انتخاب يلتسين. (11) أقسم بيريزوفسكى انه ان لم يكسر تشبياياس سياسيا فينهى دوره فى اصلاح الاقتصاد الروسى فقد يضع تشيباياسببيريزوفسكى وباقى الاوليجاركيين -اللذين لا يطيقون سوى المعاملات المريبة فى السوق- فى وضع مقلق. (12) حديث مع جورج سوروس George Soros البلياردير المجرى الاصل - واحد اكبر الماليين فى العالم- اجرته اميليا جنتلمان - الجادريان فى 17.ابريل 2000. (13) كان احتكار حصة ضخمة ان لم كامل مؤسسة زفيازينفيست Zvyazinvest للتليفونات المملوكة للقطاع العام بعد خصخصتها مقابلا ل "الخدمات" المذكورة. (14) كان بيريزوفسكى رأس الرمح فى تخطيط خروج اسرة يلتسين وهو معهم آمنين من تهمة التورط فى علميات التزوير والنهب حيث قيض تعيين احد اعضاء الدائرة الداخلية مرشحا لرئاسة الجمهورية ومن ثم اتصال الحصانة ليلتسن واسرته ولبيريزفسكى معه بعد مدة يلتسين الرئاسية (15) يقول جورج سوروس ان بوريس ببيريزوفسكى اسراليه -فى رحلة إلى سوتشى على البحر الاسود- ان "بعض زعماء الشيشان العسكريين المعادين لروسيا من عملاءه وانهم يعملون لحسابه وباوامره" ويرى جورج سوروس ان لعبة بوريس بيريزوفسكى- فى اثارة الاحساس بالخطر من جراء تفجيرات بعض احياء موسكو السكنية قيضت حالة الفزع العام ما كان من جرائها ان نزل بوتين على ورقة الامن حكم القانون واعادة هيبة روسيا معا. (16) وقد انتجت افلام حول هذه الظاهرة منها فيلم 1ى فول مونتى Full Monty وفيلم بيللى اليوت Billy Eliot ونال كلاهما جواظ محلية وعالمية كونهما عبرا عن مصير كثير من عمال صناعة الصلب وغيرها. (17) جورج سوروس 17.4.2000 شرحه. (18) وضعت برايس هاوس كوبر Price Water House Cooper والفانانشيال تاميز Financial Times اناتولي تشوبياس رغم محنته مع الاوليجاركيين الروس فى المرتبة رقم 54 بين قادة رجال الاعمال المحترمين. وقد بات اناتولى تشوبياس رئيس المؤسسة الروسية لتحنولوجيا النانو Russian Nano Technology Corporation منذ 2008 وعصو فى مجلس المستشارين لمصرف جي بي مورجان تشيس JP Morgan Chaseالمعروف بدوره فى الازمة المالية الماثلة منذ 2008. (19) لاحظ(ى) كيف تمت اداره الانتخابات الرئاسية الروسية عام 1994 تحت اعين وبوصاية "دعم" "خبراء" اجانب - فيما كان يلتسين يعانى انيميا سياسية ومن مرض عضال معا . وقد بعثت الولايات المتحدة باكبر اطباء القلب لانعاشه حتى يواصل ممارسة سلطة تحرص الولايات المتحدة عليها حرصا غير متسترعليه. وقد دفع ذلك البعض ان يتصور ان يلتسين "الرجل المريض" كان قد قضى نحبه مخمورا وان الذى يخرج على الناس وجيزا-الرجل الذى يشاهد على شاشة التليفيزون ما هو الا شبح يلتسن غير القادر حتى على مواجهة الكاميرا أو الصحفيين. حتى اشيع وقتها ان يلتسين ذاك الذى يظهر على الناس ما هو الا " قرين" أو ان يلتسن " مبرمج " اليكترونيا-كمثل مابرمجت من بعده ممارسات فى محاولة الغرب- الولايات المتحدة فبركة زعيم جديد أو حكومة تدعى نجاح تجربة رسملة الاشتراكية مما يناسب المصالح الخارجية - الرساميل المحلية الرهينة بالرسالميل والمصالح عابرة الحدود.انظر(ى) ايضا : BBC2-News Night:Monday:19:Nov.1992. 19.15 (20)( انظر(ى) CNN 27.2.1992 (21) لا حظ(ى) ان الولايات المتحدة كانت قد اشعلت ودعمت وسلحت المحاربين أو الغواريين الاسلاميين الافغان لاسقاط حكومة كمال نجيب الدين الشيوعية= فزرعت بذور السخط الشعبى وقتها على سياسات الاتحاد السوفياتى وخلقت بؤر توتر دائم على حدود الاتحاد السوفياتى فيما اقحمت على الاتحاد السوفياتى والعالم فيما بعد رواسب وفلول الافغان الاسلامويين المحاربين كظاهرة لا مسبوقة اصبحت تقلق الولايات المتحدة نفسها (22) Richard Watson: Weekly Files Radio 4:8.00pm. Tuesday: 12.10.1999 (23) لان مشروع الادارة الامريكية الاساسى ابراز صورة ناجحة للتجربة الروسية فان تقديم الادلة الناجزة على ذلك النجاح كانت حرية بان تدفع الادارة الامريكية إلى التستر على فساد الحكومة-او -و الرئاسة الروسية فيما يشارف فساد مافيوزي Mafioso اشد شراسة وفحشا وعدم كفائة الخ مما لم تجد الولايات المتحد فيه سابقا دليلا تتهم الاتحاد السوفياتى به.و قد راحت امريكا تكيل للنظام الاشتراكى عدم الكفاءة وتصمه بالعجز التنظيمي والسياسي والاقتصادي (25) مثل سودانى معناه انه اذ تأكل العنزة المسمات "كريت" ثمر شجرة القرض المر مما يدبغ به جلود الحيوانات يدبغ جلد "كريت"- العولمة -بالقرض بعد سلخها (26) جأر فلاديمير بوتين غاضبا ساعة وصوله فى اول يوم لزيارته لندن ضيفا على تونى بلير- 17.4.1999 ب" ان ليس على الغرب ان يتفهم ان روسيا والروس يدافعون عن الحضارة الانسانية فى مواجهة الارهاب العالمى وحسب انما علي الغرب ان يؤاذر روسيا بالقدر الذى يليق بمن يحمل عبأ حضاري تاريخي". وقد اخذ رئيس الوزراء كما لم يعدم البعض ان تأثر فكاد يستغفر لما قد يعتبر اجحافا بحق الاخوة الروس فب جربهم على الارهاب يرون انفسهم مساهمين فى فى حماية الحضارة الانسانية. نشرة أخبار الساعة السابعة الثلاثاء :21.9.1999: Channel 4 (27) نشرة أخبار الساعة السابعة الثلاثاء :27.9.1999: Channel 4 (28) من ذلك مثال زامبيا غب سقوط كينيث كاوندا. فبعد ان تم انتخاب رئيس اتحاد العمال الزامبيين رئيسا للجمهورية احتفل الكثيرون بانتصار الطبقة العاملة الزامبية. الا ان الحال ما لبث بحيث عادت الدولة فرهنت مزعنة ثورتها المعدنية من النحاس وغيرا من ثروات زامبيا بكالمها لحساب الشركات متعددة الجنسيات إلى دقع ديون زامبيا البنك الدولى. (31) تشرتشيل ابان حملة انتخابات 1945 التى لم يفذ فيها رغم بلاءه فى الحرب العالمية الثانية.
|
|
3778 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|