|
|
|
|
|
أضيف في 12 يوليوز 2012 الساعة 30 : 11
جواد غسال.
أردت استعمال كلمة "عجَاج" بالمعنى الذي وردت به في قاموس المعاني، "رعاع الناس وغوغاؤهم"، ردا على مقال الزميل المختار الغزيوي "غبار بن لادن"، وردا على من يملأون الأرض صياحا، وفي الجدِّ لا تكاد تسمع لهم ركزا، أشبه بالجبن في الظلام، يطلق النار يمينا ويسارا، هذا "العجَاجُ" الصاخب الذي ملأ صفحات الجرائد والمجلات والجدران الإفتراضية، وهو يحمل كل التناقضات، واصما نفسه بالعقل والخصوم بالجهل، واصفا طروحاته بالحرية وطروحات خصومه بالرجعية، يحتاج إلى أكثر من علامة استفهام.
ليست علامة استفهام أبعد من تلك التي طرحها السياسي الشيوعي الراحل علي يعتة، وهو يتساءل "من يحرك هؤلاء التلاميذ؟" (يقصد الإسلاميين)، وفق ما ذكره المصطفى المعتصم زعيم حزب البديل الحضاري في مذكراته للمساء، ورد عليه حينها علال الفاسي في مقال بعنوان:" هؤلاء يحركهم الإسلام"، فالسؤال الذي يجب أن نفتتح به الحوار مع ثلة من دعاة "الحريات الفردية" هو "من يحرك هؤلاء؟"، من قبيل "اعرف عدوك"، وأستبعد بداية أن تكون الحرية "المجني عليها" لنفسها وذاتها...
ما أن أحس الغزيوي برفض شعبي لكل الطروحات، (من قبل هذا الشعب المتهم بالجهل في أجندتهم)، حتى تغيرت لهجة المواجهة، ركن إلى خطاب المظلومية في مقاله السابق الذكر، يصور للناس مغربا يتواجه فيه "الظلاميون" و"الأنوار"، يهدد فيه التيار الأول الثاني بالتكفير والإبادة، "ترومون قتلنا جميعا لكي تحيوا أنتم" يقول، ويضيف، "تحسون بأنفسكم اليوم أقوياء، وقد دانت الأمور في غير البلاد إلى من هم على شاكلتكم، وتعتقدون أن ساعتكم قد دنت، لذلك تخرجون اليوم من الجحور، تضربون بكل المراجعات عرض الحائط، وتعودون إلى هوايتكم البئيسة المفضلة: تكفير المسلمين بغير وجه حق".
لماذا يلجأ الغزيوي ومن هم على شاكلته إلى رمي الناس بالجهل، ورمي تيارات بالتطرف والظلامية والرجعية وشتى أنواع القدف والقدح، وفي ذات الآن ينتقدون لجوء العديد من الأقلام إلى ذات الطريقة في المواجهة، مع ادعاء الطهرانية في الخطاب والتعالي في الأساليب، وهم يمتحون من قاموس يردي الحوار رديئا ؟
لماذا تعتبرون ما تحت الحزام بداية الحرية ومنتهاها، وقد اعتبرها من تمجدونهم تبدأ من العقول لا الفروج، ومن حرية الرأي والمعرفة؟ فعصر الأنوار سبق "الثورة الجنسية بقرون في فرنسا التي تقدسها قواميسكم، وتلجأون إليها في ضرب كل مثل، هي اليوم تراجع مخلفات "الثورة الجنسية" وتقوي عضد عصر الأنوار...
أتساءل من طرق باب بيت الغزيوي يسائله عما يفعله في بيته ؟ ومن طرق أبواب بيوت من يَدْعُون اليوم إلى إفطار رمضان ومن أجرى لهم عمليات جراحية على أمعائهم للتأكد مما ابتلعت حناجرهم وما إن كانوا صائمين من غيره ؟
أنتم لا تصورون الماضي بالظلام لوحده، بل المغرب بالنسبة إليكم ظلامي الأمس والحاضر، وشعبه منافق وجاهل، ولا ترون فيه غير مستقبل ترسمونه في أدهانكم، تختلط فيه الأنساب، ويصبح الجميع يردد "أين أبي؟".
إن الدعوات العلنية إلى حرية الجنس، وإفطار رمضان، ونشر ما تؤمنون به يطرح أكثر من علامة استفهام، حول المشروع الذي يحرك قوافلكم، ويجعلكم تنتصرون للباطل، فدولة الإستثناء التي ذكرتها هي التي صدَّرت دستورها بالتأكيد على كونه دولة إسلامية، تمتح من الإسلام في قوانينها وأنظمتها، لا إسلاما يقفل عليه في المساجد كما تقول، والذي جعلها استثناء عدم انجرار من وصفتهم ب"أتباع بن لادن" إلى تخريبها، وإلى دعوات من تصطف إلى جانبهم، وهم من يدَّعون قيادتهم حراك الأمس، ورفعهم شعارات جعلت جزءا من هؤلايء الأتباع ينسحبون منها، ويتركون زمرة تجني على نفسها وعلى موضوعية مطالبها...
السيد الغزيوي، لقد رفضت أسلوب مواجهة شريحة من الشعب لك على مختلف المنتديات والمواقع الاجتماعية، على أن يرقى الأسلوب والحوار إلى درجة عالية من الوعي، يكون فيها للقانون موقعه الطبيعي، وأخلاق الحوار موطئه البارز، ولكن جنحت إلى اسلوب بدائي في المواجهة، ونصبت نفسك طرفا وقاضيا في القضية، تحكم بالجهل على من تشاء، وتبقي من تشاء، وهو ما يجعل لما اعتبرته سابقا "حملة منظمة" مبرراتها.
فالمغاربة ، سيد الغزيوي، الذين تعرفهم، لا يحتاجون إلى من اعتبرتهم "أتباع بن لادن" للتعبير على رفضهم طروحات تناقض دينهم، وتستفز مشاعرهم، ففي أعلى جبال الأطلس يمكن أن تنهب بيت عائلة ويتجاوز الأمر، لكن ما أن تنتهك حرمة الدين حتى ينتفض الناس في وجهك، لأنهم ببساطة يبيعون ممتلكاتهم لبناء مسجد...
|
|
3010 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|