ترددت كثيرا في الخوض في مسألة الغزيوي لأنني منذ أن شاهدت المقطع الشهير الذي يتحدث فيه عن الحرية الجنسية من منظوره قلت بأن ذلك كان منتظرا منه، واعتبرت المسألة حبا في الظهور ونزقا من صحفي يريد أن يموقع نفسه في خانة الحداثيين والعلمانيين ومن سارعلى دربهم.
وأثناء مشاهدتي لمقطع حوار الصحفية من قناة الميادين مع رئيس تحرير جريدة "الأحداث المغربية" ، انتبهت إلى أن الأخ لغزيوي كان يحاول أن يسوق صورة للمشاهد العربي قبل المغربي بأنه "واعر" وأنه صحفي لا يشق له غبار، فراح يطلق الكلام على عواهنه، بل إنه كان يستبق كلام محاورته ليؤكد على أنه متمكن مما يقول، فكلام لغزيوي يتشابه إلى حد كبير مع فئة اتخذت مسألة الحريات الشخصية ومسائل أخرى تجارةرابحة تتاجر فيها، فنحن نرى أن مختار لغزيوي وسناء العاجي وأحمد عصيد وغيرهم ارتفعت أصواتهم خصوصا في الآونة الأخيرة وتمت استضافتهم في منابر عديدة وهم يرددون نفس الكلام، المجتمع منافق، المجتمع يجب أن يتحرر من عقده، المجتمع يجب أن يمارس حريته... وفي الحقيقة أجد الأمر مضحكا، كيف لأشخاص يصفون المجتمع بالنفاق وهم لايستطيعون دفع هذه الشبهة عن أنفسهم أولا، ماذا نسمي شخصا يهاجم الإسلام وتعاليمه ويدعو إلى تعطيل الحكم بأحكام الشريعة في مجتمع مسلم ولا يستطيع أن يقول للناس الذين يصفهم بالنفاق على أي دين هو، أو على الأقل يجاهر بأنه لا ديني وعندئذ لكل مقام مقال؟ هو مثال بسيط سقته للاستدلال على ازدواجية المعايير عند بعض هؤلاء التنويريين الجدد
عودة إلى مختار لغزيوي وكما قلت كنت سأصوم عن الخوض في موضوع حديثه الشهير إلى قناة الميادين، لكن رأيت أن بعض الحروف تستوجب أن نضع عليها بعض النقط، فلقد انبرى بعض الصحفيين و بعض الأحزاب إلى مناصرته وهذا من حقهم، نعم من حقهم أن يدافعوا عنحريته في التعبير عن رأيه، لكن أن يختار لغزيوي وشيعته أن يهربوا إلى الأمام وأن يحرفوا الوقائع فذلك شيء آخر، عوض أن يتحلى بالشجاعة الكافية ويتشبث بما قالو يحاول أن يدافع عن أفكاره بالحجج والبراهين اختار سياسة تصوير نفسه مظلوما وحاولا لركوب على كلام الشيخ النهاري لكنه سقط في المحظور، لأنه لم يكن يتصور أن تقوم القيامة عليه من جميع الجهات، لذلك استنجد بأنصاره في القناة الثانية التي ارتكبتخطأ مهنيا فظيعا لا يرتكبه صحفي مبتدئ، فقد كان من الواجب عليها أن تأخذ وجهة نظرالطرفين لا أن تنحاز إلى فريق بعينه.
الكلام الذي أطلقه لغزيوي في لحظة نشوة أمام كاميرا قناة الميادين انقلب عليه، لأنه في الحقيقة لم يستفز النهاري أو علماء الدين وحدهم فقط، بل مس كل مغربي مسلم، وكنا نتمنى أنن سمع تعليق علماء الدين في وطننا الحبيب في ما قاله المختار اللبيب، لكن إلى حد الآن هناك قلة من العلماء الذين أدلوا بدلوهم في هذه المسألة بينما آثرت البقية أن تصمت إلى حين.
يونس كحال