محمد بوداري
لايزال ختان البنات يمارس في العديد من بقاع العالم بالرغم من ثبوت خطورته على حياة المرأة وما يمكن أن يترتب عنه من عواقب وخيمة على صحتها النفسية والجسدية.
وقد أثبتت الأبحاث والدراسات، بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه العادة لا فوائد صحية ترجى من ورائها، فضلا عن ما ينجم عنها من زيادة في حالات وفيات الرضّع حسب مجموعة من الدراسات لمنظمة الصحة العالمية، وكذا الاضطرابات النفسية التي تترتب عنها نتيجة للصدمة العصبية، فضلا عن ما يمكن أن تتسبب فيه من عدوى مزمنة وما يصاحبها من آلام على المدى الطويل للضحية، بالإضافة إلى ما تسببه من عدم إشباع جنسي لدى المرأة والشعور بالألم الشديد عند الجماع وتأخر النشوة الجنسية عندها..
وبالرغم من كل التحذيرات الصادرة عن المنظمات الدولية المهتمة بالصحة وكذا الهيئات والفعاليات المدافعة عن حقوق الإنسان، فإن ختان البنات لا يزال يحصد أرواح آلاف البريئات عبر العالم، ويتسبب في ندوب نفسية للنساء اللائي تعرضن لهذه الممارسة العتيقة والعقيمة، التي تعتبر إهانة في حق المرأة وحطّ من كرامتها فضلا عن ما تمثله من عنف مادّي ورمزي ينم عن النظرة الذكورية المتخلفة التي لازالت تطبع بعض الثقافات، وخاصة تلك التي تنتمي إلى الفضاء الذي نحن جزء منه، والتي لا ترى في المرأة سوى موضوع للجنس وإثارة غرائز الرجل، ومن تم وجب كبح جماحها بكل الوسائل المتاحة، والتي تتم شرعنتها، في الغالب الأعمّ، عن طريق التأويلات الخاطئة للدين، وهو ما يسري على بعض المناطق في مصر والسودان وبعض الدول الإسلامية ..
وقد سبق أن ثارت النساء التونسيات عندما قدم الداعية المصري وجدي غنيم، لإلقاء محاضراته في تونس، بسبب مواقفه الداعية إلى ختان بنات المسلمين. كما أن حركات احتجاجية ومنظمات المجتمع المدني عبر مختلف دول المعمور تقوم بمبادرات وتنظم مظاهرات للتنديد بهذه الممارسة المشينة وتطالب الحكومات بإلغائها والضرب على يد كل من يقترف مثل هذه الجرائم..
وإذا كان ختان الذكور يجد مبرراته على قاعدة العقيدة الدينية كما هو الحال بالنسبة للمسلمين واليهود، وكدا استنادا إلى الأبحاث العلمية التي أكدت جدواه في محاربة بعض الأمراض المنتقلة جنسيا (MST)، والحيلولة دون انتشارها، فإن الختان الذي تتعرض له الفتيات يخلف أضرارا جسدية ونفسية فادحة لديهن فضلا عن العديد من الوفيات التي يخلفها عبر العالم بالإضافة إلى مساسه بكرامة المرأة وإنسانيتها..