فقيه بوصنطيحة
الموضوع ديال اليوم ما لقيت منين نبدا ليه. الغريب أننا نقوى على الحديث في السياسة، وفي الرياضة، وفي علوم الفلك والأبراج، وحتى في فنون الطبخ والليفتينغ وتكبير الصدر والأرداف، ولكن ملي القضية كيولي فيها الفلوس كتجينا الإكزيما فاليدين، واللقوى فاللسان، وزد عليهما ما شئت من الآفات التي تحول دون التعبير والفهم.
ولكن اليوم بيا ولا بيهم، غاديين نديرو اللي فجهدنا باش ندويو، ويلا ما قديناش نشرحو ونوصلو الميصاج، حيتاش القضية معقدة.. المهم هو المشاركة، فللمجتهد حسنة… والحسنة تكفي نسدو بيها شي حساب في يوم الحساب.
في السياسة كجيب لينا الله باللي حنا مطورين، وفاهمين، وقاريين سوارينا، وعايقين وفايقين بكلشي، كنقولو ها المعارضة وها الأغلبية، وها اللي معقول وها اللي بايع وشاري، وزيد عليها الفهامة والتحاليل، ولكن ملي القضية كيولي فيها “وسخ الدنيا”، الله يطلينا ويطليكم بيه، كنرجعو ما فاهمين حتى حاجة، أو حتى وزة كاع، وحين نسمع تصريحات أو تحليلات حول الاقتصاد والمعاملات الاقتصادية وما جاور ذلك من لغة المال والأعمال، كنوليو بحال الأطرش في الزفة، قليل فينا اللي كيقشبل شي حاجة، وحتى اللي فاهم كيبدا يضحك وصافي، وهو يقول في قرارة نفسه: والله يعطينا وجهك.
شخصيا، ما يضحكني، ويستفزني، أكثر هو ملي كينوض شي واحد، إما رجل أعمال (ولا رجل إعلام) واكل وشارب حتى دار الكرش (ولا حايد الكرش كاع من بعد ما شبع)، كيولي يدير المعارضة، ويدعي شجاعة الفرسان، في حين أن من عاشروه (زعما عرفوه) يعرفون أنه كيخاف حتى من خيالو، وبأنه أول من أكل وشرب، ولكن ملي وصل لشي فيراج، والقضية ولى فيها “سوء الفهم الكبير”، ناض كيعطينا فالدروس، مع العلم أن الشطابة خاص تبدا بيه بعدا، ولو اتسمنا بقليل من قلة الحياء، كما يتسم به بعض هؤلاء، كنا نجبدو لكل واحد داك الشي اللي كنعرفوه عليه.
المجال الاقتصادي، مثل السياسة تماما، فيه الكثير من التواطؤات، وفيه الكثير من الضبابية، ولكن لحسن حظ الفاعلين فيه، على عكس السياسيين المساكين، أن القليلين فقط من المغاربة يفكون شفراته، والقليلين فقط يفهمون آش واقع، وشكون واكل وشكون ضايع، إلى درجة أنه إن تحدث رجل أعمال ودعا إلى الشفافية في المجال صفق له البعض بدعوى أنه جريء. بيني وبينكم صعيب نتيق هاد القضية، يبدو أن الكعكة، أو الكصعة (احتراما للخصوصية المغربية)، هي السبب في كل الشنآن الذي يحدث بين الفينة والأخرى… والنكتة الشهيرة (جو مونج… تي مونج) هي العنوان الدال على هذا الحالة من “المعارضة الاقتصادية”.
الغريب أيضا في مثل هذه النقاشات هو الغياب الكبير للمثقفين، ما فهمناش علاش أعباد الله ما كاينينيش ناس (اللي كرشهم ما فيها عجينة) ينوضو يدويو ويشرحو لينا ويحللو لينا آش واقع فالبلاد، فهذه الفئة وحدها يمكن أن تطبع النقاش بالمصداقية، لأنهم الكرش خاوية، لكن حين يغيب هؤلاء اللي ريوسهم عامرين بالفكر (ديال بصح)، كيخليو المجال للناس اللي كروشهم عامرين، والقاعدة تقول بأن الكرش ملي كتشبع كتقول للراس… دير المعارضة.
وباش نكون معاكم واضح: والله وتحلفو لي على الكعبة، ما نتيق بأنه كاين شي واحد عندو مصالح اقتصادية كيدير المعارضة لله فسبيل الله. القضية فيها إن وأخواتها وجيرانها والقبيلة ديالها كاملة. يلا بغيتو الشفافية هي اللولى، فهذا مطلب مجتمعي، ونوصولو فين ما بغيتو نوصولو، ولكن بلا خواض… راه اللي فراس الجمل فراس الجمالة… جيونا نيشان ونبداو الحساب، أما تبقاو دورو فينا وحنا تالفين لا لا لا لا لا….
تشاو تشاو.