لم تجد جماعة العدل لإحسان مع تطلع به على الرأي العام، بعد سلسلة الفضائح التي حاصرتها، في عز الربيع العربي، ولاتزال، غير ما سمته بحقها في التخييم الصيفي بالطريقة التي تفضلها، ووفق ما يكفله لها القانون.
الطريقة الوحيدة التي يكفلها القانون هي أن الشواطئ مفتوحة أمام جميع المواطنين، بدون أي تمييز، وحتى أولئك الذين سعوا، في زمن ما، لمنع الناس من الاستحمام ببعض الشواطئ "الخاصة" اضطروا إلى فتح الممرات أمام العموم من أجل الوصول إلى الملك العمومي البحري.
فهل تريد جماعة العدل والإحسان أن تقتطع جزءا من البحر لنفسها من أجل أن تمارس طقوسها في السباحة؟
لا أحد يمنع مريدي الشيخ عبدالسلام ياسين من التوجه إلى الشواطئ، ولا تنصب الشرطة أو الدرك الملكي حواجر في الطرقات المؤدية إليها من أجل منع ملتح أو محتجبة من ممارسة حقه في الاستحمام، وبطريقته الخاصة، أو تحقق معه لأية جماعة ينتمي، فلماذا تبحث العدل والإحسان عن إقامة مخيمات خارج أسوار المجتمع، و تريد أن تعتزل الأمة؟ما الذي يخول لها هذا الحق؟ هل لمجرد أنها تحلم بـ "القومة" التي لم تتحقق، رغم أنها ضربت لها موعدا سنة 2006 أم لأنها وجدت نفسها خارج سياق الربيع العربي، الذي أثمر صعود حزب إسلامي إلى الحكم لأول مرة، وهي الآن تريد أن تسترجع ماضيها، والعودة إلى تجربة فشلت فيها سنة 1998 بهدف إحراج إخوانها الإسلاميين؟