بالرغم من أن عبد الله بلة، زوج الناشطة في "العدل والإحسان" هند زروق لم يزغ عن قاعدة "الزوج آخر من يعلم"، فإنه أصدر بيانا يريد من خلاله أن يٌوهم الناس أنه كان علم بكل تفاصيل ما جرى، وأن ما حدث هو مجرد اختطاف لزوجته المسكينة من الشارع العام، تحت ضوء الشمس، وأمام أنظار شهود العيان، الذين فضلوا أن لا ينبس أحد منهم بأية كلمة، وهم يرون سيدة مغلوبة على أمرها تُلقى داخل سيارة، وترمى داخل بيت من أجل أن تٌلفق له تهمة الخيانة الزوجية والفساد.
لكنها خلال الطريق اتصلت هاتفيا بزوجها لتُخبره أنها مختطفة... وبالفعل لقد كانت مختطفة... اختطفتها لحظات العشق بين أحضان رجل آخر غير بعلها، ولم تجد ما تبرر به هذه الواقعة إلا ابتداع حكاية الاختطاف بمجرد أن داهمت الشرطة المنزل حيث كانا يستتران عن الأنظار من أجل تحضير الدكتوراه في الوصال، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "دواء العشق الوصال".
طبعا، الزوج يختلق بدوره رواية جديدة لهذه الحكاية، بعد أن قدم للنيابة العامة تنازلا عن متابعة هذه "المصونة"، التي تريد الأجهزة أن تريق على شرفها الدم، ناسيا ما تم إفراغه بالفعل من شهوات على الأسرة وما تحمله من آثار، وأن الله تعالى في كتابه المنزل يقول: "زُين للناس حب الشهوات من النساء...."النساء في المرتبة الأولى قبل البنين والمال.
ومهما تكن الديكورات التي يؤثت بها هذه الرواية، باستحضار حكايات قديمة عن الاضطهاد التي يتعرض مريدو الشيخ ياسين، لمجرد أنهم اختطفوا محاميا خالفهم الرأي، أو ضبطوا في حالة تلبس بالرذيلة، سواء بفاس أو قبل ذلك أثينا، فإن الحقيقة هي أن لا أحد يمكن أن يصدق أن دولة بكاملها جندت كل أجهزتها من أمن وقضاء وسخرت الإعلام من أجل أن تُلصق بامرأة تهمة الخيانة الزوجية، حتى ولو كانت هذه المرأة زوجة عزيز مصر، التي راودت فتاها عن نفسه...