دفعت الأحداث المتعاقبة في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من مصر، مرورا بسوريا والأراضي الفلسطينية، وانتهاء بدول الخليج، رسامي الكاريكاتير إلى ابتداع أفكار جديدة ومبتكرة للتعبير عن الواقع العربي.
وللانتخابات في مصر طعم آخر بالنسبة لهؤلاء الرسامين، فالمواطن المصري بطبعه "صاحب نكتة"، ولديه قدرة على تحويل المآسي التي يعيشها إلى سخرية وبسمة، ولعل هذه الحقيقة بالذات خلقت تحديا لدى بعض الرسامين لرسم صورة ساخرة لانتخابات يتنافس فيها "مرسي وشفيق" بكل ما يحملانه من تناقض، بحسب رأي الكثيرين.
ففي رسم الجزائري خليل بندب، تظهر سيدة تمثل مصر وهي جالسة داخل آلة الزمن، يظهر لها في الجانب الأيمن محمد مرسي مخاطبا السيدة بالقول: "انتخبوني وسأنقلكم إلى العصور الوسطى."
وفي الجانب الأيسر، يظهر أحمد شفيق قائلا: "انتخبوني وسأعيدكم إلى فترة الفساد والطغيان."
وردا على ذلك، تقول السيدة: "هل هناك أي زر يأخذني إلى المستقبل، بدلا من الماضي؟"
ومستندا على نفس فكرة استخدام المرأة، قدم رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج سيدة تمثل مصر وهي تبكي، بينما تحمل في يدها ورقة الاقتراع، وهي حائرة بين صورتين علقتا على الحائط خلفها: صورة أحمد شفيق، وأخرى محمد مرسي.
أما الرسام المصري فرماوي، فقد قدم في رسم كاريكاتوري له رجلين مصريين، يقول أحدهما للآخر: "طبعا الرئيس الجديد حيحكون لكل المصريين.." وبين قوسين كتب فرماوي على لسان الرجل: "اللي انتخبوه."
أما الرسام المصري إسلام جاويش، فقدم صورة المصري البسيط الحائر بين المرشحين، وعلى كتفه الأيمن يقف شيطان يمثل أحمد شفيق ويقول له: "شفيق.. شفيق... شفيق... شفيق." أما على الكتف الآخر، فهناك شيطان آخر يقول له: "مرسي... مرسي... مرسي... مرسي..."
وفي رسم كاريكاتوري آخر، يظهر رجل شرطة يقول مبتسما: "الناس اللي بتقول ليبيا أجدع من مصر عشان استردت 90 مليار جنيه من أموال القذافي من الخارج... أحب أقولهم بأمان.. ابسوليوتلي مصر أجدع ... مصر في طريقها إنها ترجع الرئيس المخلوع ذات نفسه."
أما أحد أبرز الرسوم التي جذبت الكثير من الانتباه فكان لمواطن مصري وهو يدلي بصوته لمرسي في صندوق انتخابات يجلس بداخله عسكري، يتناول ورقة التصويت من يد الناخب، ويستبدلها بورقة تصويت لشفيق، ومن ثم يضعها في صندوق تحته.
(CNN)