بقلم: عارف عمر
"يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً.. والقزم عملاقاً.. والخفاش نسراً والظلمات نوراً.. لكن أمام الحمقى والسذج فقط".
حكمة لخصت حالة البعض في علاقاتهم بالآخرين وتعاطيهم مع مختلف ما يحدث وينقل.
ولعل المتتبع للوضع الحالي في كثير من المجتمعات والدول العربية يرى حالة التشتت التي تعيشها هذه المجتمعات للوصول إلى قناعة تامة بفكر من تتبع.
للحظة، قد يكون الوضع طبيعيا. ولكن بالتدقيق نجد أن هناك العديد من الخيوط التي تشكلت لتصنع قناعا جميلا يغطي الكثير من العيوب. هذه الخيوط قد تكون بصنع الآلة الإعلامية أو الدينية أو القبلية أو السياسية.. وقد تجتمع كل هذه المسببات لتعيد تشكيل الأقنعة بظروف ما يحدث.
لا تستغرب من التحول المفاجئ للبعض والتدريجي للبعض الآخر في أفكارهم وتوجهاتهم. ولكن الغريب هو أن الأمر قد يرتبط أحيانا بتغير في الثوابت.
وهنا لابد من التدقيق فمن يقول بتحريم شيء من ناحية شرعية أو رفضه لشيء من ناحية اجتماعية أو سياسية، قد تجده في ظرف آخر يبيح هذا الشيء ويصفق له ويدعو له!
لماذا؟ لأنه يتوافق مع توجهاته الجديدة أو توجهات منْ يستخدمه.
هكذا هم الأخوان المقنّعون. يتلونون بحسب الموقف، والغاية مبررة لكل الوسائل حتى يصلوا لأهدافهم.
نعود للحكمة التي في المقدمة، فماذا ترى؟
وهل تستطيع الآن أن تفصل هذه الخيوط عن بعضها لتكتشف الوجه الحقيقي للخفاش والقزم والشيطان؟
معادلة بسيطة قد تجد مفاتيحها أمامك إن أردت وقد لا تجد لها حلا طالما أغمضت عينك وأغلقت كل المنافذ للاقتناع بأن ما يريدونه هو التمكن ليكشفوا عن أقنعتهم التي غطت حقيقتهم!
الخفافيش أصبحت لا تخشى الظهور في النهار ولم يعد اللعب في العتمة يستهويها.
وهنا أقول: الوطن هو الأم... ونحن الأبناء.. والعقوق صفة منبوذة في كل المعتقدات!
هنا أول الخيوط وسأترك لك محاولة سحب وفصل الخيط الثاني لتقتنع انك قد تكون جسرا لعبور الشياطين والأقزام والخفافيش ليفترسوا جسد أمك كما يحاولون أن يفترسوا سمعتها.
عارف عمر
كاتب من الإمارات