أكدت مجلة "ذي جورنال أوف أنترناشيونال سيكيوريتي أفيرز" الأمريكية الشهيرة٬ أمس الجمعة٬ أن جلالة الملك محمد السادس يعد ملكا مصلحا يجسد شرعية تاريخية تشكل الاستثناء المغربي في محيطه الإقليمي.
وأبرز الصحفي بيتر فام٬ في مقال تحليلي حول التطور الذي يشهده المغرب أنه "بخلاف أغلبية بلدان المنطقة (..) حيث تأسس مفهوم الدولة الأمة على أنقاض الامبراطورية العثمانية٬ فإن المغرب٬ كدولة٬ يتمتع بتاريخ عريق يمتد لأزيد من 12 قرنا"٬ مذكرا في هذا السياق بأن "المغرب كان٬ على عهد السلطان محمد الثالث٬ الملك الخامس عشر ضمن سلاطين الأسرة العلوية٬ أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد فام٬ في معرض حديثه عن التجذر التاريخي والاجتماعي للملكية المغربية٬ أن جلالة الملك محمد السادس " يجسد٬ بالتالي٬ شرعية تاريخية وسياسية٬ يعز مثيلها٬ تتمثل بالخصوص في الروابط التقليدية للبيعة".
وأبرزت المجلة٬ المتخصصة في القضايا الإستراتيجية والسياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية٬ أن جلالة الملك شرع٬ منذ تربعه على العرش٬ في تطبيق " برنامج إصلاحي طموح يشكل الطابع المميز للنهج الملكي".
وسجل الصحفي أن المغرب كان٬ قبل تبنيه خلال السنة الماضية لدستور جديد عزز سلطات المسؤولين المنتخبين٬ يتوفر على تعدد حزبي يشمل مجموع التيارات الإيديولوجية بدءا من الاشتراكيين ووصولا إلى الإسلاميين.
وأضاف أن هذه المقاربة الطلائعية شكلت أصل ومنبع المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء٬ الهادف إلى إخراج هذا النزاع من المأزق٬ مذكرا في هذا الصدد بأن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وصفت هذه المبادرة ب"الجدية وذات المصداقية والواقعية".
وأبرز كاتب المقال أن الانفتاح السياسي الذي شهده المغرب واكبه٬ نهج ليبرالي شمل إصلاح مدونة الأسرة وتعزيز حقوق النساء٬ مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات تمت في إطار ماكرو اقتصادي سليم ومتوازن توج بالتوقيع سنة 2007 على اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يهم توفير غلاف مالي بقيمة 679,5 مليون دولار في إطار حساب تحدي الألفية.
وأشار إلى أن السنة التي سبقت ذلك شهدت دخول اتفاق التبادل الحر الذي وقعه المغرب٬ كبلد إفريقي وحيد٬ مع الولايات المتحدة٬ حيز التطبيق ٬ موضحا أن المملكة كانت قد وقعت قبل عقد من الزمان على اتفاق مماثل مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن "هذه الإنجازات٬ لم تمر مرور الكرام٬ على اعتبار أن تقريرا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية خصص حيزا للإشادة والتنويه بهذه الجهود الرامية إلى تحسين مناخ الأعمال بالمغرب".
وأشارت المجلة إلى أن النجاح الذي راكمه المغرب وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يجعلانه وجهة مرغوبة من قبل الجميع٬ مبرزة "المساهمة المتميزة" للمملكة في مجال محاربة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال اعتماد مقاربة شمولية مشهود بها عالميا.