بين المقال الذي كتبه أحمد رضى بنشمسي، المدير السابق لتيل كيل، في لوموند يوم 28 يونيو تحت عنوان "الملكية المغربية تبحث عن وضع دستور مطلق" والمقال الصادر بالغارديان تحت عنوان "ملك المغرب يحطم الأمل في الديمقراطية"، تنويعات هي محض ترجمة لأحد المقالين، والفرق بينهما فقط أن المقال المنشور بالفرنسية وجه فيه رسالة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمقال المنشور بالإنجليزية تحدث فيه عن هيلاري كلينتون، كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية، والقاسم المشترك بين الطرفين هو الإشادة بالإصلاحات الدستورية في المغرب والمراجعة الشاملة لبنوده حيث وصفه ساركوزي بأنه دستور تقدمي وقالت عنه كلينتون إنه نموذج ينبغي أن يحتذى به في العالم العربي.
لم يرق لبنشمسي أن يشهد كبار قادة العالم بالتقدم الديمقراطي الذي يشهده المغرب، وخرج من جحره معتقدا أنه بهذين المقالين سيغير رؤية العالم وهذا وهم يعيشه الصحفي الذي فشل فشلا ذريعا في حفر إمسه في ذاكرة القراء المغاربة.
فعقدة بنشمسي أنه لايستحمل أن يسمع كلمة مغربي فهو معقد من هذه الناحية، وتعود قصة عقده من المغاربة الى سن الطفولة عندما كان الأطفال يسمونه "بسي بسي" نظرا أولا لشخصيته المهزوزة وثانيا لكونه كان مفعولا به في المدرسة، فعندما يأتي بمصروف الجيب مثلا كان زملاؤه يأخذونها له من أمام أعينه تماما كالصندويشات والشوكلاتة التي كانت والدته تهيؤها له كل صباح، وعلى ذكر والدته التي انتحرت قبل ثلاث سنوات بسيارتها امام شاطئ عين الدياب لان غريمها لم يكن مستعدا لارضاء احتياجاتها فان هذه العقدة زادت بنشمسي نفورا من المغرب والمغاربة، ولكي يرد الصاع للمغرب والمغاربة فتح بوقا له في امريكا بعد أن كان يفتح مسائل أخرى في المغرب.
فبنشمسي لا يهمه من الدستور غير المشاكسة، فالرجل يريد دستورا يدافع عن الشواذ الذين احتضنهم في مجلتيه بالعربية والفرنسية ودستور يبيح الإفطار العلني في رمضان، ومن يعرف بنشمسي يقول إنه فقط يدافع عن نزوعاته الشاذة لأن رائحة "الكميلة" تنبعث نهارا في رمضان من داخل مكاتبه وربما هناك أشياء أخرى متعلقة بتركيبته الفيزيولوجية تجعله من أشذ المدافعين عن الشواذ.
فما معنى أن يبعث رسائل إلى كلينتون وساركوزي؟ أليس ذلك استعداء لبلدين ضد المغرب؟ أليس ذلك ضربا لمصالح المغرب الاقتصادية والجيوسياسية التي لا يفهم منها سوى رحلته إلى مخميات تندوف ولقاءه بقيادة البوليساريو التي علمته خلق الجمهوريات الافتراضية؟
نسي بنشمسي أن اللعنة ستطارده أبد الآبدين لأنه تواطأ مع جميع المناوئين للمغرب ومع جميع التيارات التي سعت وتسعى إلى تخريب كل القيم المغربية.
وأثبت بنشمسي أنه لا يعرف شيئا عن الدستور والدستورانية ولكن يعرف شيئا واحدا هو المقابل المادي الذي يقبضه مقابل التشويش على المغرب، ولقاءاته بالأمريكان تحت غطاء المعهد الأمريكي لدعم الديمقراطية معروفة وهو معهد هدفه نشر قيم الشذوذ بكافة أصنافه.