عبد الحميد لجماهري
لست أدري ما إذا كان الحكيم الصيني كونفوشيوس، يعرف فاس، لكن من المؤكد أن ما قاله عن الإبن وأبيه، من أن الأب يخبئ أخطاء ابنه، والإبن بخبىء أخطاء أبيه، تنطبق على شباط ونجله السجين.
ولست أدري ما إذا كان صاحب المثل العربي «الإنسان ابن خطئه»، ولكنه مع العمدة سيقر بأن كل ابن آدم شباط وخير الشباطين السبابون.
فقد كال العمدة الغريب الأطوار، التهم ، ذات اليمين وذات .. الشمال، واتهم الولاة والأمن والقضاء والاتحاد والبام وعمرو بن العاص وموسى الأشعري واتهم الخوارج والشيعة الأصفرية والاثني عشرة..بأنهم كانوا منذ القديم يتربصون بفلذة كبده.
واتهم كل من يدب أو يطير بتلفيق التهم إلى ابنه، والسعي إلى سجنه.
واتهم الجميع أنهم، في تنسيق كبير مع القوى المعادية للسامية وللهنود الحمر، قرروا أن يدخلوه السجن بلا سبب سوى أنه ابن أبيه.
والحقيقة أن مثل هذا التوجه يطرح سؤالا ضمنيا: هل يعني أن تكون ابن شباط هو في حد ذاته تهمة؟
إذا كان ابن شباط برى ء، فهو ولا شك برىء من أخطاء أبيه، وهذا أول شيء مؤكد.
الباقي يبقى من اختصاص الفحص والتحري، أي من اختصاص الشرطة والقضاء.
أما أن نتخيل أن الجميع ضد شباط، ولهذا يتهمون ابنه بالترويج للمخدرات واستهلاكها. فهذا له اسم: الحمق والبارانويا.
لا أحد يفهم لماذا ربط بين انحطاطه وهو يسب بنبركة وبين اعتقال ابنه؟
فقد تطاول على عريس الشهداء، في سياق معروفة دلالاته، وكان ذلك بعد وفاة المرحوم بوزوبع الذي، يتهمه بأن مشاكل ابنه بدأت معه.. وكال الاتهامات الخرقاء إلى المهدي بنبركة، على شاكلة الكثير من الطيور التي تقع على أشكالها، ولم نسمع بأن ابن زيان تم اعتقاله باسم المخدرات، ولا أن الزمزمي قد دخلت قريباته إلى مخافر الشرطة فيما يشبه محاكمة القرن.
لسنا ندري ما إذا كان هناك «ساروت» ما ليغلق فم شباط، و لكن الصمت على أشياء من هذيانه هو نوع من الرسائل التي ترسل إلى الرأي العام بأنه يستحق فعلا أن نسكت عن كل ترهاته.
قد يعتبر الرأي العام الاتهام الموجه إلى الأحزاب من صميم، أو على الأصح، من سميم العمل السياسي في بلادنا (عندما يصاب بجنون البقر أو جنون البشر) ، لكن اتهام هيآت ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع ومسؤولين لا يمكن أن يقبل.
فالدولة عادة لا يمكنها أن تتنازل عن حقوقها، لأنها حقوق الجميع، وليس حقوق فئة من الفئات أو منظمة من المنظمات.
كان على من ينصحون شباط بهذه الخرجات أن ينصحوه بأن «يدور لسانه في فمو سبع دويرات» ،أن «يعتبر كآباء كثيرين أن ابنه قد يكون منحرفا ويطلب له الهداية وتوبة نصوحة يغفر بها الله ما تقدم وما تأخر من ذنبه.
أو يعتبره ابنا مظلوما وأن عليه أن يقنع القضاء، قبل أن يهاجمه بأن ابنه برىء براءة الذئب من دم .. مولاي يعقوب!
لقد حول شباط ابنه إلى قضية سياسية وطنية، وقضية مجتمع وقضية أمن وقضية عدل وقضية دولة.. وغدا سيتم تدويل قضية ابن شباط، ويتم الحديث عنه كما تم الحديث عن ابن ساركوزي بيير، وابن روبيرت مردوخ الذي قدم استقالته بعدما اتضح من فضائح الإبن والأب على حد سواء.
والإبن المدلل لا يمكنه أن يكون مبررا لإذلال مؤسسات الدولة.
هذا في الجد، أما في الهزل، فلا أرى مانعا بأن يصبح ابن شباط، هو موضوع اليوم في كل المغرب. فهذا على الأقل تنزيل الباطل، على واحد أو اثنين من القطاعات المهمة في البلاد.
ولن نكون في حاجة إلى تنزيل الدستور لكي نفهمه.