أمازال الحطب الذي يغذي نار الإرهاب موجودا اليوم؟ السؤال يطرح نفسه بإلحاح بعد حجز مصالح الأمن أسلحة رشاشة وأوتوماتيكية كانت مخزنة إلى ميعاد.
العملية الأمنية التي كانت مستمرة منذ مدة طويلة ولها علاقة ببعض أفراد مبحوث عنهم كشفت عن أن التواصل بين العناصر الإرهابية ظل مستمرا فيما بينها للتنسيق والبحث عن المزيد من الدعم.
الأسلحة التي تم الكشف عنها كانت ثالث شحنة بعد عملية أمغالا وأسلحة خلية بلعيرج ذات الارتباط بتنظيم «حركة المجاهدين في المغرب» المفكك مؤخرا.
منذ تفجيرات 16 ماي 2003 التي تحل ذكراها السنوية التاسعة بعد غد الأربعاء توالت عملية تفكيك شبكات وخلايا إرهابية كانت تستعد وتحضر لأعمال تخريبية دموية، بل منها ما تم بالفعل كتفجير مقهى أركانة بمراكش ومنها ما تم إحباطه كتفجيرات 2007 التي توقفت عند حدود تفجير الإرهابيين أنفسهم بنادي الانترنت بسيدي مومن وبشارع مولاي يوسف وبحي الفرح بعد انكشاف أمرهم.
عدم الاستقرار الذي يسعى إلى تحقيقه الإرهابيون لا علاقة له بالدين الذي يرفعون رايته، وأكبر دليل على ذلك هو ملايين الأورو التي يجمعها أمراؤهم في الساحل والصحراء بفضل الاختطافات التي يقومون بها.
لقد أصبح للإرهاب تواريخ تذكرنا بالضحايا الأبرياء الذين سقطوا وسفكت دماؤهم، لكن تذكرنا أيضا بفشلنا في وقف هذا النزيف. حقيقة الأمر لا يمكن أن يستهان به، ففي الوقت الذي طورت المصالح الأمنية أداءها وتقنياتها وانخرطت في تحيين معطياتها وعملت بحزم لحماية البلاد والمواطنين، كان هناك قصور على المستوى الفكري والثقافي والتربوي والمجتمعي، حتى أن الاستنكار والتنديد بالتفجيرات تراجع حجمه منذ ماي 2003 وموازاة مع ذلك ارتفع حجم التشكيك في الأعمال الإرهابية لغايات سياسية مرة ومن أجل تسفيه العمل الأمني مرة أخرى.
ما العمل الذي قمنا به على المستوى التربوي منهجيا وتثقيفيا منذ 2003؟ ثمة جيل جديد ترعرع في مدارسنا الابتدائية والثانوية ماذا يعرف عن هذه الأحداث، وعن استغلال الدين الاسلامي فيها؟ لماذا توقف الدور الذي بدأه بعض المثقفين وناشطين بالمجتمع المدني؟ أين اختفى مفكرونا التنويريون ولماذا خرست ألسنهم؟
إذا استمرت ذاكرتنا الجماعية في تهميش مثل هذه الأحداث دون اتخاذ العبرة منها فلنقرأ على استقرارنا السلام.
بقلم: محمد أبويهدة