معطيات مثيرة أشبه بفيلم مكسيكي تتشابه فيه الأحداث في ملف سرقة المليارديرة الشرايبي لمجوهرات بن يحيى زوجة السفير المغربي في موسكو عبد القادر لشهب.
وفق هذه المعطيات ، فإن أم زوجة السفير لعبت دورا محوريا في التعرف على هوية سارق أو سارقة بنتها.
فبعد اكتشاف زوجة السفير أن مفتاح خزنتها ضائع، بدأ الشك بخصوص المجوهرات المتواجدة في الخزنة، فلجأ السفير إلى القوة لفتحها، لتكتشف الزوجة أن المجوهرات غير موجودة، فتم إخبار الشرطة بعملية السرقة، وبعد أبحاث أولية بدأت الشكوك حول المصممة التي قامت بعرض أزياء بموسكو الشرايبي لأنها المرأة الأخيرة التي قضت فترة بدار السفير، لكن زوجة السفير لم تشك ولو للحظة أن تكون صديقتها متهمة، بل أكثر من ذلك، اتصلت بها أثناء تواجد الشرايبي بباريس وأخبرتها بالقصة، فعبرت المصممة السارقة عن أسفها لما وقع وأخبرتها أنها مستعدة للعودة إلى موسكو إن رغبت صديقتها زوجة السفير في ذلك.
ظلت الأبحاث في موسكو مستمرة وبدأت الشكوك في "المافيا الروسية"، بالتزامن مع ذلك أخبرت زوجة السفير عبد القادر لشهب أمها بالسرقة، لتأخذ القضية انعراجات أخرى. كانت الأم ذكية، فبدأت تتجول على محلات بيع الذهب المعروفة، واستمرت في جولاتها لأيام تطلب من محلات بيع الذهب حلي وألماس روسية الصنع وغير موجودة في السوق، فوجدت ما تبحث عنه في محل معروف بما يعرف "المثلث الذهبي" بالبيضاء (ما بين شارع أنفا وزنقة عين حرودة وشارع المنار بالدار البيضاء)، حينها، وبعد تعرفها على مجوهرات ابنتها، ارتمت على تلك المجوهرات وصاحت بأعلى صوتها أنها لن تخرج إلا بعد حضور الأمن، حاول حارس المتجر وصاحبه إبعادها بالقوة، لكنهما فشلا، فحضرت الشرطة.
بعد تحريات قصيرة، اعترف، صاحب المحل أنه اقتنى تلك المجوهرات من تاجر بالحي الحسني في شارع أفغانستان، هذا الأخير سيعترف أنه اقتنى بدوره تلك المجوهرات من امرأة.
المثير في هذه القصة الغريبة للغاية أن المرأة لم تكن المليارديرة، بل سيدة أخرى كانت على علاقة بشخص من معارف المصممة المليارديرة، وأخبرتهم بالقصة لتكتشف الشرطة أن المصممة المليارديرة منحت نصف الحلي والمجوهرات المسروقة لشخص، فيما باعت النصف الثاني بباريس حيث مكثت لأيام بعد عودتها من موسكو.
القصة لم تنته عند هذا الحد، فالسارقة المليارديرة صديقة حميمة لزوجة السفير، وهذه الأخيرة هي من دلها على وجود المجوهرات، فأثناء إعداد عرض أزياء القفطان بدار السفير، قدمت لها قفطانا وأخبرتها أنها تحتاج إلى حلي ومجوهرات كي ترتديه، فأخبرت زوجة السفير، صديقتها المصممة بكل مجوهراتها، ثم أعادت تلك المجوهرات إلى مكانها، لكن المصممة فطنت إلى مفتاح الخزنة فخبأته دون أن تدري، وبعد عودتها من عرض الأزياء سرقت المجوهرات ليلا وسافرت صباح اليوم الموالي من موسكو إلى باريس.
الحلي التي تصل قيمتها حسب تقديرات غير رسمية إلى 330 مليون سنتيم تثير أسئلة أخرى لأن بعضها مجوهرات غالية الثمن من سان بيتيرسبورك (المدينة الروسية الشهيرة)، فكيف لزوجة سفير أن تملك كل هذه المجوهرات.