أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في أكبر ولاية ألمانية فوزاً كبيراً للحزب الاشتراكي الديمقراطي، يمكنه من تشكيل حكومة مع حزب الخضر. والحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل يُمنى بهزيمة نكراء "تجاوزت التخوفات".
أظهرت نتائج الانتخابات المبكرة لولاية شمال الراين وستفاليا فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم الأحد (13 أيار/ مايو 2012) بنسبة 39.0 بالمائة من مجموع أصوات الناخبين، فيما حصل حزب الخضر على 11.5 بالمائة. أما الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة ميركل فقد مني بهزيمة نكراء بحصوله على 26.3 بالمائة من الأصوات، بعد أن كان قد حصل على 34.6 بالمائة في انتخابات عام 2010.
والجديد في المشهد السياسي في هذه الولاية هو اكتساح "حزب القراصنة" الفتي الساحة السياسية بحصوله على 7.7 بالمائة من مجموع أصوات الناخبين. أما الحزب الليبرالي الديمقراطي فقد انتزع 8.4 بالمائة، فيما لم يتجاوز حزب اليسار حاجز الخمسة بالمائة من الأصوات، والذي يعد شرطاً لدخوله برلمان الولاية.
وبهذه النتيجة الأولية للانتخابات البرلمانية في أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان سيكون بإمكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل حكومة مستقرة مع حزب الخضر. وشكل الحزبان حكومة أقلية هشة خلال العامين المنصرمين بقيادة زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي هانيلوره كرافت، التي يمكن أن يدفعها هذا الانتصار الحاسم إلى مركز الصدارة على المستوى الاتحادي.
"الأرقام تجاوزت التخوفات"
وقال مدير أعمال الشؤون البرلمانية لكتلة التحالف المسيحي في البرلمان الألماني بيتر ألتماير اليوم الأحد في برلين إن "نتيجة الانتخابات تجاوزت تخوفاتنا بشكل كبير". وأضاف "إنه مساء مؤلم" للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وأمام هذه النتيجة أعلن زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي في الولاية ووزير البيئة الألماني نوربيرت روتغن انسحابه من رئاسة الحزب في الولاية غرب وسط ألمانيا. وكان يُنظر إلى روتغن على نطاق واسع باعتباره خليفة محتملا للمستشارة أنغيلا ميركل. وبعد دقائق فقط من انتهاء التصويت اعترف روتغن، الذي باءت مساعيه بالفشل لرئاسة حكومة الولاية، بما وصفه الهزيمة الشخصية، بدون الإشارة إلى ما غذا كان سيترك منصبه الآخر كوزير للبيئة في الحكومة الاتحادية.
ضربة قوية
وما تزال ميركل تحظى بشعبية في بلادها نظرا لتعاملها الحازم مع أزمة ديون منطقة اليورو، لكن مستوى الهزيمة التي مني بها حزبها يمثل ضربة قوية يمكن أن تغير الساحة السياسية في ألمانيا وتجعلها أكثر هشاشة أمام منتقديها في الداخل. ويمكن أن تشجع هذه النتيجة المعارضة الاشتراكية على تكثيف الهجمات ضد سياسات مركيل الأوروبية الخاصة بالتقشف. يُذكر أن هذه النتيجة تعد الأسوأ التي يحققها الحزب في الولاية منذ الحرب العالمية الثانية.
(م أ م/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم